وجه السيد رمضان بوستة القهويجي رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة،هي عبارة عن شهادة مغربي من إقليمالناظور حول علاقته بالهواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة،ونوردها كما توصلنا بها: "" "سيدي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في سنة 29مارس1955 أتت باخرة دينا من مصر محملة بالسلاح إلى المقاومة الجزائرية و المغربية، ونزلت في بلاد المغرب بعيدة على الحدود الجزائرية ب19 كيلومتر. والمكان الذي أنزلت هذه الباخرة فيه السلاح يسمى ببوفاضيس. والباخرة التي أتت بالسلاح كان على متنها 9 أفراد وعلى رأسهم السيد الهواري بومدين، والسيد كمال الجزائري، والرئيس صاحب الباخرة يسمى اتشولا باكاي قبطان الباخرة، ونائبه السيد إبراهيم السوداني، والسيد محمد السوداني، والسيد أبو الحسن المصري، والسيد محمود المصري. وعندما رست الباخرة في الشاطئ أنزلنا منها السلاح وخبأناه في " الحصاد ديال الزرع" الذي يوجد ببوفاضيس. وعندما رست الباخرة دينا في الشاطئ بقيت هناك حتى تحطمت، وأتينا بالنجار من مدينة مليلية من أجل إصلاحها . والأشخاص الذين أتوا في الباخرة وعددهم تسعة كانوا كل صباح يذهبون من قرية قابوياوا لأجل الوقوف مع النجار وإعانتهم في إصلاح الباخرة دينا، ودام إصلاح الباخرة 8أشهر و 4أيام. وعندما تم إصلاحها ذهبوا بها إلى مدينة مليلية ، وأصلحوا هناك المحركات و الحديد الذي تحطم عند الشاطئ. وعندما ذهبت الباخرة دينا إلى مصر ذهب معها البحارة المصريون و السودانيون والقبطان اتشولا باكاي. وأتت باخرة أخرى من مصر محملة بالسلاح ، وتسمى هذه الباخرة آطوس.لما وصلت إلى الجزر الجعفرية أوقفتها سفينة فرنسية حربية، وأخذتها إلى مدينة وهرانالجزائرية. وفي ذلك اليوم بالذات، كان هناك أربعة أشخاص أتوا مع الباخرة دينا هم جزائريون. وفي تلك اليلة كانت هناك قوارب مغربية من كابوياوا مستعدة لإعانة الباخرة آطوس وكلهم مجاهدون مغاربة أحرار. وعندما أخذوا السفينة آطوس، كان معنا السيد الهواري بومدين مع ثلاثة جزائريين آخرين. ولما وصل الخبر إلى السيد طوريس تكلم بدوره مع الصحافة الإسبانية الذين أتوا إلى عين المكان الذي أخذت منه الباخرة آطوس، وأخذوا صورا كثيرة لذلك الموقع تثبت بأن الجنود الفرنسيين متورطون في خطف الباخرة آطوس، وأخذها بالقوة من المياه المغربية إلى مدينة وهرانالجزائرية. وفي ذلك الأسبوع خرج الجزائريون من قابوياواو السي كمال الجزائري دخل في الثورة الجزائرية ، والسي جلال كان مريضا ذهب إلى مدينة تطوان للتداوي هناك, وبقي هناك حتى استقلت الجزائر. والسي أحمد بوسيف ذهب إلى الجزائر لكي يدرب الجيش ويشجع المقاومة الجزائرية. و السيد الهواري بومدين ذهب من قابوياوا إلى مدينة الناظور المغربية ومن الناظور إلى الجزائر لكي يشجع الجيش و المقاومة ثم يرجع إلى مدينة الناظور المغربية. في هذه الفترة كلها التي مرت على الجزائر كان هناك أربعة جزائريين ومصريين. أنا السيد رمضان بوستة القهوايجي في ذلك الوقت كان عمري 18سنة وكنت أتمتع بروح المقاومة. وكنت أملك مقهى في قابوياوا وكانت هذه القرية صغيرة جدا وكان فيها شارع واحد وليست هناك طرق معبدة أو جيدة . وكان هؤلاء الناس الجزائريون معهم اثنان مصريون، وسوداني يسكنون في محل ضيق جدا. وكان يوجد به ستة أفرشة واحدة فوق الأخرى والسي إبراهيم واتشولاباكاي كانوا يسكنون في فندق صغير كان في ملك إحدى النساء الإسبانيات. وكما أقول لك بأني السيد بوستة رمضان القهوايجي إني ضحيت بكل ما أملك من قلبي في سبيل استقلال الجزائر ورفع الحصار و العدوان عليها . وكما كنت أعينهم على دوائر الزمان منها كنت أملأ لهم البطاريات لكي يستمعوا إلى جهاز الراديو وكنت أملأ لهم البطاريات من عند الرومي الذي كان يملك رحى الحبوب وكنت أوتيهم بجاهز الراديو من عندي لكي يستمعوا إلى الأخبار المصرية ماذا تقول عن المقاومة الجزائرية، وكيف هي أحوال المجاهدين هناك. ورغم صعوبة العيش كنت أعينهم بكل ما كان عندي ، وعندما ذهب بومدين إلى مدينة الناظور، وبعد ذلك بأسابيع قليلة ذهبت إلى الناظور، فسمعت أحدا ينادي علي في شارع محمد الخامس في مدينة الناظور، فالتفتت فوجدت السيد بومدين والسيد عبد العزيز بوتفليقة . فضمني إليه السيد بومدين وبدأ يبكي بدموع حارة. فقلت له"لماذا تبكي يا هذا؟" قال لي"إن الحالة تحير، فلا يوجد هناك إلا الدبابات والحروب والقتل.عندما التقيت به ذلك اليوم مع السيد بوتفليقة عبد العزيز جالس معه التفت إليه قائلا" ياعبد العزيز اشهد إذا فارقنا الموت تذكر هذا الرجل "يعني أنا رمضان بوستة القهويجي،" إن هذا الرجل قد أعطانا الكثير من وقته ومن ماله وكان يعطينا القهوة والشاي بدون مقابل وكان يعيننا دائما بأي حاجة قد تخصنا يأتي بها ولو كانت خارج البلاد.". وكما أحيطكم علما بأن السيد ابراهيم الذي أتى على متن السفينة دينا كان يذهب إلى مصر ويأتي بالنقود. ولكن رغم ذلك فإن تلك النقود لا تكفي لأنها أصلا قليلة جدا، وكنت أنا أعرف أحوالهم المادية و الشخصية كثيرا.ولهذا كنت أعينهم بكل ما أملك، وأنا رمضان بوستة القهويجي أقول لكم بأنني سافرت إلى الخارج سنة 1961 والجزائر استقلت سنة 1962، وكما قررت أن أزور السيد الهواري بومدين لكن الوقت لم يساعدني فلم ألتق به في ذلك اليوم، ولما عدت مرة أخرى من الخارج كنت أنوي زيارته لكنه توفي رحمه الله.فبكيت عليه كثيرا دموعا حارة لأن مثل هذا الرجل قليل ودمه يجري وفيه الروح الوطنية والإسلامية و العربية رحمه الله وأترك الحكم للتاريخ فهو حكم بيننا."