أشعلت بعض الصحف الجزائرية حربا عنيفة بين كثير من الأوساط حينما نشرت مقتطفات من كتاب بصدد الصدور لأحد أبرز رجالات المقاومة الجزائرية السيد سعيد سعدي أكد فيه أن الرئيس الجزائري الأسبق الراحل هواري بومدين ومؤسس جهاز المخابرات الجزائرية وقائد هذا الجهاز أثناء مرحلة الثورة السيد عبد الحفيظ بوصوف هما اللذان وفرا للسلطات الاستعمارية الفرنسية معلومات دقيقة عن أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية العقيدان عميروش وسي الحواس وكشفا في هذه المعلومات للسلطات الاستعمارية الطريق التي كان يسلكها كل من عميروش والحواس للوصول إلى تونس مما سهل على السلطات الاستعمارية مهمة تصفيتهما جسديا. وأرفق سعدي كتابه بوثيقة سرية فرنسية حول مقتل عميروش وضمنه العديد من الشهادات لمجاهدين حول الظروف الغامضة التي رافقت تصفية العقيدين عميروش سي الحواس، وكان أبرز تلك الشهادات ما قاله السيد عبد العزيز معاوي السفير الجزائري الأسبق في تونس حيث قال: «عميروش كان مزعجا لنا فتخلصنا منه». وسارعت عائلة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين إلى تهديد سعدي بالالتجاء إلى القضاء إن هو أصر على نشر هذا الكتاب، إلا أن مؤلف الكتاب أصر على نشره ورد على عائلة بومدين بالتعبير عن الاستعداد للتنازل عن حصانته البرلمانية للمثول أمام القضاء؛ وجدد بهذه المناسبة انتقاداته للرئيس بومدين، مشددا على أنه يملك وثائق رسمية تؤكد أن الثنائي بومدين بوصوف تخلصا من عميروش بالوشاية، لأنه كان يريد إلغاء وزارة التسليح والاتصالات العامة (جهاز مخابرات الثورة الجزائرية) التي كان يترأسها بوصوف، وجيش الحدود الذي كان يقوده بومدين. وأضاف أنه لولا اغتيال العقيد عميروش لما كان حال الجزائر كما هو اليوم، مشددا على أن جيش الحدود ومخابرات الثورة كانا بمثابة السم بالنسبة للجزائر المستقلة. وأشار إلى أن تاريخ الاستقلال هو 3 يوليو (1962) وليس الخامس منه متهما بومدين والرئيس الأسبق أحمد بن بلة بتزوير هذا التاريخ. وقال إن بحوزته الوثائق التي تؤكد كلامه.