تجري على الصعيد الوطني، في هذه الأيام، عملية تصحيح إجابات المرشحين لاجتياز امتحان الباكالوريا، وخصصت لهذا الغرض مراكز بمدينة مراكش، عين بها أساتذة مصححون أثار تذمر بعضهم بعدها عن ثانويات اشتغالهم، وافتقارها إلى أبسط شروط أداء واجبهم، حسب تصريحاتهم لهسبريس. عبد العالي بجو، الأستاذ في مادة الفلسفة، وصف ظروف عملية التصحيح ببعض المراكز بعاصمة النخيل ب"المزرية على جميع المستويات"، سواء تعلق الأمر ب"الوصول أو الولوج إليها، أو غياب كل الشروط التي تساعد على القيام بهذه المهمة في ظروف جيدة، خاصة مع الحرارة المرتفعة بالمدينة الحمراء"، حسب تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته أن "عدة مراكز تغيب بها قاعات مكيفة، ومنها ما تفتقر حتى إلى المرافق الصحية أو صنابير المياه؛ ما جعل المصححين يعشون ظروفا صعبة للغاية، بين التركيز على تصحيح ما قدمه المرشحون من أجوبة والبحث عن مكان لقضاء حاجاتهم"، على حد قوله. "بعض المراكز توجد في مناطق نائية عن المحلات التجارية والمطاعم؛ ما يجعل المصححين يعانون الأمرين..فالبحث عن المياه الباردة لإطفاء العطش الذي تفرضه الحرارة المرتفعة بعاصمة النخيل، وعن مطاعم لتناول وجبات الغذاء، يتطلب قطع مسافات طويلة"، يقول الإطار التربوي نفسه. وأورد أستاذ مادة الفلسفة المذكور أن "الطاولات هي الأخرى تطرح مشكلا آخر؛ فجل المشاركين في عملية التصحيح قاموا بتنظيفها من ركام الأتربة والأوساخ التي كانت عالقة بها"، مطالبا بتحسين ظروف التصحيح، وتعميم استدعاء كافة المدرسين للمشاركة في هذه العملية، "التي تعرف المحسوبية"، على حد قوله. يذكر أن عملية التصحيح ببعض المراكز عرفت استدعاء أساتذة أحيلوا على التقاعد؛ وأن رؤساء المراكز يواجهون صعوبات عدة، ومنهم من قام بمجهودات خاصة لتفادي الأخطاء المتكررة مع كل دورة، كعدم توصل مجموعة من المصححين بإخبار تكليفهم.