خلفت عملية تصحيح أوراق امتحانات الباكلوريا بسنتيها الأولى والثانية تذمرا في أوساط الأساتذة المصححين والمفتشين المشرفين وكذا إدارات المؤسسات التعليمية التي اختيرت كمراكز. ومن بين أسباب التذمر عدم توفر ظروف ملائمة للقيام بمهمة التصحيح، ومن أبرزها سوء توزيع أظرفة أوراق الامتحانات على المراكز وعدم مراعاة التباين الحاصل بالنسبة للأكاديميات والارتجال ومباغتة المفتشين بكميات من هذه الأظرفة بما لايتناسب وعدد الأساتذة المفترض فيهم إنجاز العملية. وقد خلف ذلك ضغطا زمنيا ونفسيا اضطرت معه بعض المراكز الاشتغال لأكثر من 12 ساعة في اليوم، بل إن المفتشين وجدوا أنفسهم أمام مشاكل دفعتهم إلى رحلات مكوكية بين هذه المراكز والنيابات والأكاديميات. التغذية كانت من بين المشاكل التي واجهت المكلفين بعملية التصحيح، لحسن الحظ كان مبدأ التضامن حاضرا لتجاوز «الصوم الاضطراري»، وإذا أضفنا إلى ذلك تزامن مدة التصحيح مع بداية ارتفاع درجة الحرارة فلنتخيل القاعات غير المكيفة ومدى معاناة المصححين مع «الصهد» والعطش. إن على المسؤولين التفكير بجدية في توفير ظروف ملائمة لعملية تصحيح أوراق الامتحانات، رحمة بالأساتذة والمفتشين، وبالممتحنين أيضا.