السفير الصيني يصرح ل»الاتحاد الاشتراكي» : العلاقات الثنائية حقّقت خطوة تاريخية منذ الزيارة الملكية إلى الصين
بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء يوم الخميس بالدار البيضاء، رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، خلال زيارة قصيرة له إلى لمملكة. وعند نزوله من الطائرة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، وجد الرئيس الصيني في استقباله، ولي العهد الأمير مولاي الحسن. وكان برفقة الرئيس الصيني وفد يتكون على الخصوص من السيد كاي تشي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والمدير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والسيد وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، والسيدة هوا تشونينغ نائبة وزير الشؤون الخارجية. وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية للمطار، توجه الموكب الرسمي نحو مقر إقامة الرئيس الصيني بالعاصمة الاقتصادية للمملكة. وتعكس هذه الزيارة عمق علاقات الصداقة والتعاون والتضامن التي تربط الشعبين المغربي والصيني، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ، للمضي قدما في مسار تعزيز الشراكة الاستراتيجية الصينية المغربية التي تم إرساء دعائمها خلال الزيارة الأخيرة لجلالة الملك للصين في ماي 2016. وفي تصريح خص به جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، قال السفير الصيني إن الرئيس شي جين بينغ، ، في عودته من زيارة قادته إلى البيرو والبرازيل لحضور قمتين هامتين، فضل التوقّف في المغرب، حيث استُقبل من طرف ولي العهد بتعليمات من جلالة الملك. وقد استعرض الوفدان العلاقات الثنائية التي حقّقت خطوة تاريخية منذ الزيارة الملكية إلى الصين. من جانبه، استعرض الوفد الصيني آفاق التعاون الواسعة، من الاستثمارات في صناعة السيارات إلى مشاريع الطاقة المتجددة والنسيج، وأكد على الإرادة في تعزيز التعاون الثقافي في مجالات اللغات والتربية والتكوين. وأشار محدثنا إلى أن الطرفين يثمنان العلاقات بينهما، كما عبّر الطرف المغربي عن إرادته في الرفع من مستوى التعاون بين البلدين، في أفق مونديال 2030، خصوصا في ما يتعلق بالبنيات التحتية الرياضية. وعرفت العلاقات المغربية الصينية منذ زيارة جلالة الملك إلى الصين تطورا ملحوظا على جميع الأصعدة، ففي سنة 2017 ، أصبح المغرب أول دولة في إفريقيا تنضم إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وهو ما أشر على بداية حقبة جديدة من التعاون بين البلدين، والتي تجسدت في التوقيع على اتفاقية خطة التنفيذ المشتركة للحزام والطريق، في 5 يناير 2022. وتعتبر الصين الشريك التجاري الأهم للمغرب في آسيا بحصة تبلغ 30%. وبلغ حجم التجارة بين البلدين 77.4 مليار درهم في عام 2022. كما أن المغرب حقق تقدما في تصنيف الوجهات المفضلة للمستثمرين الصينيين، حيث أنه في غضون عقد من الزمن، انتقل من المركز 60 إلى المركز 33. ومن بين أوجه التعاون المشترك والمثمر بين البلدين، مدينة محمد السادس طنجة تيك، التي تم إطلاقها بمناسبة الزيارة الملكية إلى بكين سنة 2016، والتي تعتبر مشروعا طموحا لمدينة صناعية وذكية، وتوضح تقارب الرؤيتين المغربية والصينية. وتتطلع هذه المدينة لأن تصبح حاضنة رئيسية للتقنيات المتقدمة، والمشاريع الصناعية للجيل الجديد. وكان الرئيس الصيني خلال توجهه إلى أمريكا اللاتينية قد حل بجزر الكناري حيث عقد لقاءات مع كبار المسؤولين بالجزر، ومن أبرز المواضيع التي أُثيرت خلال الزيارة إمكانية تعزيز دور الكناري كجسر للتعاون بين الصين، إسبانيا، والمغرب، لا سيما في مجالات الاستثمار والصيد البحري.