يحاول تنظيم "الدولة الإسلامية"، الشهير بتسمية "داعش"، مع انطلاق النسخة ال15 من منافسات كأس الأمم الأوروبية في فرنسا، التشويش على الأجواء الكروية والاحتفالية بالبلاد التي ما زالت تحيى على كابوس الهجمات الإرهابية التي هزت باريس في نونبر الماضي، خاصة في محيط "ملعب فرنسا"، وتبناها التنظيم بعدما أوقعت 130 قتيلا وقرابة 400 جريح. ورفعت السلطات الأمنية الفرنسية، التي تواجه في الوقت ذاته احتجاجات عمالية، حالة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى منذ أيام، تحضيرا لاحتضان "اليورو 2016"، ونشرت عشرات الآلاف من رجال الأمن الإضافيين، ويبدو أنها نجحت في اختبارها الأمني وهي تُؤمّن حفلا موسيقيا ضخما، ليل أول أمس الخميس، قرب برج "إيفل"، حضره جمهور غفير. أما تنظيم "داعش" فقد توقفت آلته الإعلامية المحرّضة عند حادث شغب وقع عشية افتتاح "يورو2016" بين مُشجّعين إنجليز وفرنسيّين، في مدينة مرسيليا، تم تفريقه أمنيا بالقنابل المسيلة للدموع؛ حيث أورد تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن المشجّعين الإنجليز، ممن كانوا ثملين، رفعوا هتافات ذكروا فيها اسم "داعش" بقولهم: " ISIS .. أين أنتُم؟".. قبل أن يتم اعتقال اثنين منهم بتهم إحداث الشغب والاعتداء على مواطنين. واحتفى "الدواعش"، على مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من البوابات الرقمية الموالية للتنظيم، بهذا الحادث؛ حيث كتب عدد منهم أن "المشجعين الإنجليز يهتفون للدولة الإسلامية بفرنسا مع انطلاق يورو 2016"، وظلّت التدوينات المحرّضة تستحضر الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس، قبل سبعة أشهر، في سلسلة عمليات نفذها متطرفون عبر تفجيرات انتحارية وهجمات مسلحة لقتل جماعي بالرصاص الحي. إلا أن عددا من المتتبعين للتّدوينات "الدّاعشية" قللوا من شأن ادعاءات التنظيم؛ حيث دعا عدد منهم إلى "تصحي "المُغالطة"، وورد بإحدى الردود الفيسبوكية: "حسبما فهمت، فإنهم لم يهتفوا للدولة الإسلامية وإنما هم ذهبوا وهم سكارى إلى فرنسا، ونادوا أين الدولة الإسلامية على سبيل الاستهتار ليس إلا"، لتضيف أخرى: "طبعا هم سكارى ولكن هتفوا بالدولة الإسلامية لإغاظة الفرنسيين، أعدائهم القدامى في حبهم المجنون للكرة". وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت تنفيذها لإجراءات استثنائية تحسبا لوقوع هجمات إرهابية في العاصمة باريس، عبر نشر أكثر من 90 ألف رجل أمن في شوارع العاصمة باريس، لأجل تأمين البطولة الأوربية التي افتتحت، مساء أمس الجمعة، بمباراة انتصر فيها المنتخب الفرنسي على نظيره الروماني بهدفين لواحد، وتشدد فرنسا على أنها ستفرض إجراءات أمنية صارمة لحماية البعثات الرياضية، في أماكن إقامة المباريات ومحيطها.