عادت "أنفاق غزة"، إلى واجهة الأحداث، مجددا، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، اكتشافه لنفق تابع لحركة حماس، قرب الحدود مع القطاع. وقالت الإذاعة الإسرائيلية، نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن النفق امتد الى داخل الاراضي الاسرائيلية لمسافة ثلاثين مترا. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مسؤوليتها عن حفر النفق، وقالت في بيان نشرته على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت:" ما أعلنه العدو ليس إلا نقطةً في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها، وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها." واستبعد محللون سياسيون نشوب حرب، أو تصعيد عسكري، بين حركة حماس، وإسرائيل، على خلفية الموضوع. واستخدمت كتائب القسام، الأنفاق بشكل مكثف، في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، لشن هجمات على أهداف إسرائيلية. وقال الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن مقاتلي حركة حماس استخلصوا العبر من انهيار الأنفاق السابقة، ولجأوا إلى تشييد جيل جديد أكثر مقاومة لعوامل الطبيعية والانفجارات. وأضاف الموقع، في تعليقه على اكتشاف النفق:" حركة حماس استخلصت العبر من انهيار الأنفاق السابقة بفعل الأمطار وعوامل حركة الأرض وكذلك الانفجارات، حيث جرى تصفيحه بشكل عرْضي بدلًا من الشكل الطولي الهش، والذي ما كان ليصمد بعد أمطار هذا العام الغزيرة على قطاع غزة". ونقلت الصحيفة عن مسؤول بشركة "شفير الهندسية"، العاملة في مجال محاربة الأنفاق، في تعقيبه على النفق الجديد، قائلًا إن "الطريق الجديدة تجعل من الأنفاق أكثر أمنًا وصلابة وقدرة على التحمل، وذلك بخلاف نظيرتها السابقة". ويجري الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي، أعمال تجريف وحفر مكثفة، على طول الشريط الحدود الفاصل مع قطاع غزة وإسرائيل. ويرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن إسرائيل تحاول تهدئة الجبهة الداخلية، والتأكيد على أنها تواصل عمليات الحفر والبحث عن الأنفاق. ويقول أبو سعدة في تصريح صحفي، إن إسرائيل "قد لا ترغب في الوقت الحالي بخوض مواجهة عسكرية ضد قطاع غزة". وتابع :"هناك أصوات إسرائيلية الآن تعلو بالضغط للقيام بضربة استباقية ومواجهة حماس، لكن الظروف غير مواتية لشن حرب، قد نشهد عمليات عسكرية محدودة وقصيرة". وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل سترد بقوة على أي محاولة من قبل حركة حماس، لمهاجمة جنود أو مواطنين إسرائيليين. وقال نتنياهو في تصريح مكتوب، :"إسرائيل سترد بقوة على أي محاولة تقوم بها حماس للاعتداء على جنودنا ومواطنينا، إنني متأكد بأن حماس تدرك ذلك جيدا". ويرى عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام اللهبالضفة الغربية، أن إسرائيل قد تفرض عقوبات اقتصادية على قطاع غزة، ردا على اكتشاف النفق. وأضاف: "إسرائيل لن تسمح للمقاومة وخاصة كتائب القسام أن تواصل تطوير قدراتها العسكرية، وفي حال تم اكتشاف أنفاق أخرى، قد يزداد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لمواجهتها". وقال قاسم إن إسرائيل ستسعى في الوقت الحالي، لفرض عقوبات اقتصادية على قطاع غزة، كمنع إدخال الإسمنت، وتشديد الحصار المفروض. وتابع:" يبقى قرار الحرب رهن التطورات على الميدان، من المؤكد أن حماس لا تسعى لحرب خاصة وأن آثار العدوان الأخير لا تزال ماثلة، كما أن الحكومة الإسرائيلية لن تغامر بمعركة قد لا تكون محسوبة النتائج". وفي 26 غشت من صيف عام 2014، توصلت إسرائيل وحماس، برعاية مصرية، إلى هدنة بعد حرب امتدت 51 يوماً، وتضمنت بنود الهدنة رفع الحصار عن غزة. ويرى طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية أن اكتشاف نفق لن يكون مبررا قويا من قبل إسرائيل لشن حرب على غزة. ويضيف عوكل :" الجرافات والآليات العسكرية على حدود القطاع تعمل بشكل شبه يومي، والحكومة الإسرائيلية تقول إنها تحارب وتعمل على اكتشاف الأنفاق، ما يعني أن اكتشافه لا يمثل حدثا كبيرا من شأنه أن ينسف الهدوء في غزة". واعتبر عوكل أن إسرائيل تحتاج إلى ما وصفه ب"المبرر القوي" أمام المجتمع الدولي، لشن حرب جديدة مستدركا بالقول:" كأن نشهد عمليات إطلاق صواريخ متكررة، أن تحدث عمليات قوية في الضفة الغربية". *وكالة أنباء الأناضول