قال الجيش الإسرائيلي أخيرا إنه اكتشف نفقا ممتدا على طول 1.7 كيلومتر من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية. وقال متحدث باسم الجيش إن النفق ينطلق من أحد المنازل بالقطاع إلى موقع بالقرب من" كيبوتس"، عين حاشلوشا، وكان يستخدم لتنفيذ هجمات ضد المدنيين. تم اكتشاف النفق، يوم الاثنين الماضي، وفق ما نقلته قناة "البي بي سي" بعد أن اشتكى أحد سكان "الكيبوتس" من سماع ضجيج غير عاد صادر عن منطقة الحدود، رغم أنها شديدة التحصين. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه تم تتبع الضجيج من قرية "عبسان" قرب "خان يونس" في قطاع غزة، تحت السياج الحدودي لعين "حاشلولشا". ونقلت "بي بي سي" عن مصدر من الجيش إنه تم العثور على متفجرات داخل النفق، احتفظ بها إسرائيل في مكان آمن، كما ذكر أن عمق النفق يصل بين حوالي 15 و18 مترا، وأنه لابد أنه احتاج شهرا على الأقل لتتمة حفره. واستخدمت الأنفاق قبل شن هجمات "غزة"، وفي عام 2006، اعتقل عبرها مسلحون فلسطينيون الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، واحتفظوا به كأسير حرب في غزة لأكثر من خمس سنوات. وجاء رد "إسرائيل" سريعا بعد اكتشاف النفق بأن قطعت نقل جميع مواد البناء على قطاع غزة، بعد أن رفعت هذا الحصار بداية الشهر الماضي، حصار فرضته إسرائيل على غزة منذ سنة 2007، ثم بدأت تخففه تدريجيا منذ بداية عام 2010. وقالت مجموعة حقوق الإنسان الإسرائيلية "ڭيشا" إنه كان من المقرر إرسال 70 شاحنة من مواد البناء من إسرائيل إلى قطاع غزة، غير أن هذا الاكتشاف سيوقف المساعدات. واتهمت حركة حماس، على إثر هذا القرار، إسرائيل بالمبالغة في تقييم الوضع. وأورد "سامي أبو زهري"، المتحدث الفلسطيني من قطاع غزة: "إسرائيل تحاول تبرير الحصار والعدوان المتواصل على قطاع غزة، بدعوى اكتشاف ذاك النفق". كما رد متحدث باسم الجناح العسكري ل"حماس"، كتائب عز الدين القسام، على حسابه على "تويتر" قائلا: "العقول التي دبرت لحفر ذاك النفق، قادرة على التدبير لحفر عشرات الحفر الأخرى". وفي المقابل، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بالجيش واكتشافه، ولكنه حذر من أن الهدوء الذي ساد هذه السنة بين قطاع غزة وإسرائيل، والذي لم تعرفه المنطقة لأكثر من عقد من الزمن، تم زعزعته بهذه الاكتشاف المهدد لسلامة المواطنين، خاصة أن عقيدا متقاعدا في الجيش الإسرائيلي قتل في منزله في الضفة الغربية ليلة الخميس، وعلى الرغم من كون الشرطة صرحت بأن دوافع الاغتيال ليست واضحة بعد، إلا أنه تم القبض على ثلاثة فلسطينيين اشتبه بهم فيما وقع. وأشار وزير الدفاع "موشيه يعالون" إلى أن اكتشاف ما وصفه ب "نفق الإرهاب" ليس إلا دليلا آخر على أن حركة حماس تواصل الاستعداد لمواجهة مع إسرائيل، وتصر على تنفيذ هجمات إرهابية، على حد تعبيره.