اضطر مجموعة من سكان درب كناوة بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء إلى إخلاء بيوتهم منذ ما يزيد عن خمسة أسابيع، خوفا من انهيارها بعد اكتشافهم وجود كهوف يزيد عمقها عن المترين وتمتد على طول أزيد من 5 أمتار، ناجمة عن انجراف التربة تحت المنازل التي شغلوها منذ ما يزيد عن خمسة عقود؛ وهو ما أكده مسؤولون من الوكالة الحضرية بالمدينة ذاتها. وقالت "نعيمة"، إحدى القاطنات بالدرب المذكور، إن "السكان فوجئوا بظهور هذه الحفر تحت بيوتهم منذ ما يزيد عن خمسة أسابيع، اكتفت خلالها السلطات المحلية بإرسال خبراء لمعاينة ما قالوا إنه انجراف للتربة تحت البيوت بسبب مياه "الواد الحار" المتسربة". وأضافت نعيمة، في تصريح مصور، سينشر على هسبريس لاحقا، إن "هذا المشكل لم يسبق أن ظهر إلا بعد إقدام مسؤولي الوكالة الحضرية على تنفيذ مشروع لإعادة هيكلة المدينة القديمة، من المرجح أنه تسبب في هذه الاختلالات نتيجة عدم ربط البيوت بالشبكة التي أقامتها شركات خاصة، تم استقدامها لهذا الغرض". وقال سكان من المنطقة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، إنهم سارعوا إلى مراسلة المسؤولين من أجل التحري عن الأسباب التقنية الحقيقية التي تقف وراء انجراف التربة الذي أضحى يهدد أسس البنايات التي يقطنون بها، وهو ما أكده مصدر من الوكالة الحضرية قال إنه "تم انتداب لجنة محلية تضم كافة المتدخلين، ومن ضمنهم ممثلون عن "ليديك" والوكالة الحضرية ومقاطعة سيدي بليوط، وممثلو السلطات المحلية". وأورد المسؤول ذاته، في تصريحه لهسبريس، أن هناك خبرة يجريها مكتب الدراسات لحالة انجراف التربة، مؤكدا أنه تم إخبار السكان بضرورة مغادرة منازلهم، وهو ما نفاه السكان الذين التقتهم هسبريس في عين المكان. ونفى موسى سراج الدين، رئيس جمعية أولاد المدينة، في تصريح لهسبريس، توصل السكان المعنيين بانجراف التربة، المهددين بانهيار بيوتهم، بأي مراسلة من السلطات تطالبهم بمغادرة بيوتهم، في وقت غادر البعض منازلهم التي أصيبت بتصدعات نتيجة انجراف التربة الناتج عن تسرب المياه العادمة ومياه الأمطار. وربط سراج الدين بروز ظاهرة انجراف التربة من تحت منازل المدينة القديمة ب"الخروقات التي شابت عملية إعادة هيكلة المدينة القديمة، والتي كلفت ما يناهز 33 مليار سنتيم في المرحلة الأولى من هذا البرنامج"، "حتى أصبح السكان يشعرون بأنهم مهددون بالتهجير في اتجاه ضواحي الدارالبيضاء"، حسب تعبيره. وفي وقت أكد عبد الحق الناجحي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، أنه لا علم له بمسألة انجراف التربة بالمدينة القديمة على مستوى درب كناوة ودرب الكباص ومناطق أخرى، أكد المسؤول من الوكالة الحضرية الذي اتصلت به هسبريس أن مسؤولي المقاطعة على علم بكل تطورات هذا الملف، وهم ممثلون في اللجنة المحلية. وتأتي هذه الأحداث في وقت تستعد الوكالة الحضرية لإطلاق الشطر الثاني من برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة؛ وهو ما أثار حفيظة مجموعة من سكان المنطقة ونشطاء جمعويين بسبب ما يقولون إنها "خروقات" شابت الشطر الأول من هذا البرنامج المثير للجدل.