لا يجد النوم طريقه إلى عيني سعيد فغني إلا بصعوبة منذ أزيد من 13 شهرا، مباشرة بعد ظهور كهوف جوفية تحت الأساسات المتداعية لمجموعة من البيوت المجاورة لمعبد يهودي بدرب اكناوة وسط المدينة القديمة بالدارالبيضاء، بسبب خوفه من انهيار بيته الذي يقيم فيه رفقة اثنين من أبنائه القاصرين وزوجته ووالدته. ويتأسف سعيد فغني، العامل المياوم الذي يوفر قوت أفراد أسرته الأربعة بصعوبة، كثيرا بسبب التجاهل الكبير الذي يواجه به مسؤولو عمالة أنفا وولاية الدارالبيضاء والوكالة الحضرية ومجلس المدينة الخطر الذي يحيق بأفراد عائلته ومعهم 25 أسرة تقيم في هذا الموقع. ويؤكد المتضرر أن جميع السكان سارعوا مرارا إلى مراسلة المسؤولين من أجله تحسيسهم بخطورة الكهوف التي ظهرت منذ أزيد من سنة على حياة أزيد من 100 شخص يقيمون في بيوت متصدعة، دون جدوى، وهو ما اعتبره محمد أيتربيض بمثابة جحيم حقيقي وكابوس يقض مضجع السكان. أيتربيض أكد، في تصريح مصور لهسبريس، أن الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون في درب اكناوة بالمدينة القديمة مع الكهوف الجوفية، التي واصلت توزيعها تحت بيوتهم، مشابه للطريقة التي تعامل بها المسؤولون المحليون مع سكان مدينة الحسيمة. واعتبر محمد أيتربيض أن السكان أصيبوا بالكثير من الإحباط وهم يتابعون كيف تم إهدار الأموال في عملية إعادة الهيكلة بحيهم، والتي يعتبرها السكان أنها تقف وراء هذا المشكل الذي لم يسبق له أن ظهر إلا بعد إقدام مسؤولي الوكالة الحضرية على تنفيذ مشروع إعادة الهيكلة، إذ إن هذه الاختلالات جاءت نتيجة عدم ربط بيوتهم بشبكة المياه العادمة التي تتسرب يوميا تحت بنايات شققهم السكنية متسببة في ظهور تلك الكهوف القاتلة واتساعها يوما بعد يوم. وحلت لجنة مختلطة تتكون من مهندسين من الوكالة الحضرية وولاية الدارالبيضاء ومجلس المدينة وخبراء من المختبر العمومي للتجارب والدراسات، ليكتفوا فيما بعد بوضع دعامات حديدية وخشبية، لم تمنع أجزاء كبيرة من شقق السكان من التصدع وفق ما عاينته هسبريس ووثقته بالصوت والصورة. وطالب سكان حي درب اكناوة بتدخل الملك محمد السادس، واستعطفوه من أجل إصدار تعليماته لفتح تحقيق في مآل 33 مليار سنتيم التي صرفتها الوكالة الحضرية على مشروع إعادة هيكلة المدينة، والذي تسبب بشكل مباشر في تحويل حياتهم في شققهم السكنية إلى جحيم.