سارعت مصالح عمالة آنفا والوكالة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء إلى القيام بزيارة عاجلة إلى درب كناوة لمعاينة الكهوف الجوفية التي ظهرت تحت مجموعة من المنازل منذ أزيد من 16 شهرا وسبعة أيام، في محاولة من هذه المصالح إصلاح تلك الاختلالات التي هددت سلامة سكان المنطقة منذ شهور. وحرص كبار مسؤولي الوكالة الحضرية على الحضور شخصيا إلى عين المكان، مباشرة بعد الخطاب الملكي لعيد العرش، من أجل الاستجابة لعشرات الرسائل التي بعثها سكان المنطقة منذ شهر فبراير 2016 إلى المسؤولين في الوكالة صاحبة مشروع إعادة هيكلة المدينة القديمة، التي شرعت في أشغال إصلاح ومعالجة الكهوف الجوفية بالمنطقة. واضطر المسؤولون إلى الانسحاب سريعا من المنطقة بعد الاحتجاجات التي عبّر عنها بعض سكان درب كناوة بسبب التأخر الكبير في معالجة مشكل السراديب الجوفية، التي تسببت فيها تسربات نظم قنوات الصرف الصحي التي أقامتها الوكالة في إطار برنامج كلف ميزانية الدولة 33 مليار سنتيم. ويأتي احتجاج سكان درب كناوة بعد اضطرار البعض منهم إلى إخلاء بيوتهم منذ ما يزيد عن 16 شهرا، خوفا من انهيارها بعد اكتشافهم وجود كهوف يزيد عمقها عن المترين وتمتد على طول أزيد من 5 أمتار، ناجمة عن انجراف التربة تحت المنازل التي شغلوها منذ ما يزيد عن خمسة عقود، وهو ما أكده مسؤولون من الوكالة الحضرية بالمدينة ذاتها. وقال سعيد فغني، أحد القاطنين بدرب كناوة المتضررين بالمنطقة، إن المسؤولين لم يقدموا أي تبريرات للأسباب التي تقف وراء تأخرهم الكبير في التعامل مع مشكل هذه الكهوف الجوفية، التي ظلت تهدد بانهيار البيوت على رؤوس قاطنيها، ولم يحرك أي مسؤول ساكنا، إلا بعد الخطاب الملكي الأخير الذي ربط فيه الملك المسؤولية بالمحاسبة، وهو ما جعل المسؤولين في الوكالة الحضرية يتحسسون رؤوسهم خوفا من العقاب. ويؤكد السكان أن مشكل الكهوف الجوفية لم يظهر إلا بعد إقدام مسؤولي الوكالة الحضرية على تنفيذ مشروع لإعادة هيكلة المدينة القديمة، من المرجح أنه تسبب في هذه الاختلالات نتيجة عدم ربط البيوت بالشبكة التي أقامتها شركات خاصة تم استقدامها لهذا الغرض.