يتوجس معظم سكان الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء، القاطنين بالدور الآيلة للسقوط، في أحياء المدينة القديمة ودرب السلطان والحي المحمدي، خوفا من انهيار بيوتهم بسبب استمرار تهاطل كميات كبيرة ومتواصلة من الأمطار بالعاصمة الاقتصادية منذ قرابة أسبوعين متواليين. وقال يوسف بوخشبة، رئيس مستقبل مدينة الدارالبيضاء، إن الحالة المزرية لمعظم المنازل التي يشغلها سكان المدينة القديمة، داخل وخارج السور، أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا يقض مضجع الساكنة. وأضاف بوخشبة، في تصريح لهسبريس، إن هذه الهواجس تزايدت بشكل كبير في ظل تهاطل كميات كبيرة من الأمطار خلال شهر أكتوبر؛ وهو ما يزيد من احتمال انهيار هذه البيوت التي توجد في حالة يرثى لها، خاصة في ظل امتناع المسؤولين بمقاطعة سيدي بليوط عن منح تراخيص الإصلاح، بدعوى وجود برنامج للترميم تحت إشراف الوكالة الحضرية. وأوضح رئيس مستقبل مدينة الدارالبيضاء أن عمليات الترميم، التي يقول المسؤولون إن الوكالة الحضرية تشرف عليها في المدينة القديمة، لا تتعدى تغيير النوافذ والأبواب وصباغة الواجهات بمادة الجير؛ بينما يظل هيكلها متهالكا ومعرضا للانهيار في أي وقت، وتحت أي ظرف. وتأتي هذه الهواجس في الوقت الذي أعلنت فيه كل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وكتابة الدولة المكلفة بالإسكان وولاية جهة الدارالبيضاء- سطات، شهر مارس الماضي، عن وضع خطة استعجالية لمعالجة هذه الإشكالية، في انتظار تفعيل دور الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط، كآلية سيعهد إليها الإشراف على تنفيذ البرامج العمرانية والمشاريع المتعلقة بالتجديد الحضري، وتأهيل الأنسجة والمباني الآيلة للسقوط. وجرى، في وقت سابق، التوقيع على اتفاقية لمعالجة المباني الآيلة للسقوط بمدينة الدارالبيضاء، خصص لها غلاف مالي يناهز 1759 مليون درهم، تسهم فيه وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بمبلغ 306 ملايين درهم. وكشفت المعطيات الرسمية أنه يرتقب أن تتم معالجة 6338 بناية؛ منها 2180 سيتم هدمها كليا، و956 سيتم هدمها جزئيا، فيما ستتم معالجة 2921 بناية وإعادة إيواء 9250 أسرة، مبرزة أنه تمت إعادة إيواء 3995 أسرة بشكل نهائي، فيما قدم عرض سكني لإيواء 2106 أسر؛ أي ما مجموعه 6100 أسرة من 9250 تمت معالجة حالاتها.