خبير في المناخ: الأمطار ستنعكس إيجابا على الزراعات الخريفية التي تلعب دورا أساسيا في تموين الأسواق المحلية استبشر الفلاحون خيرا بالتساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها جميع مناطق المملكة، والتي من المرتقب أن تستمر خلال بداية الأسبوع الجاري، بل يمكن اعتبارها بالغة الأهمية نظرا لتوقيتها مما يعزز تفاؤل الفلاحين بموسم فلاحي جيد.
وفي هذا الصدد، أكد محمد بنعبو، خبير في المناخ، أن التساقطات المطرية التي شهدتها بلادنا هذه السنة تمثل فائدة كبيرة للقطاع الفلاحي، خصوصا بالنسبة للزراعات البورية مثل القمح والشعير، إلى جانب العديد من الخضروات، مضيفا، أن هذه الأمطار تساهم في إزهار الأشجار المثمرة، التي تحتاج إلى طقس معتدل لتحقيق نمو جيد، وهو ما توفره الظروف المناخية الحالية.
وأكد بنعبو في تصريح ل"العلم"، أن كميات الأمطار التي استقبلتها بلادنا جد مهمة، رغم عدم انتظامها، وتبقى مفيدة للتربة والنباتات، مما سينعكس إيجابا على الزراعات الخريفية التي تلعب دورًا أساسيًا في تموين الأسواق المحلية، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يكون لهذه العوامل تأثير مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، حيث من المنتظر أن تنخفض أسعار المنتجات الفلاحية بعد هذه التساقطات.
وفي سياق متصل، أشار الخبير في المناخ، إلى أن موجة البرد التي عرفتها المملكة أخيرا، تسببت في ظهور "الصقيع"، مما أثر سلبًا على إنتاج بعض الخضروات والمحاصيل الزراعية، إلى جانب تأثر اليد العاملة الفلاحية، إلا أن عودة الطقس الدافئ مصحوبًا بالأمطار الغزيرة ساعدت بشكل كبير في تحسن وضعية المزروعات، خاصة القمح، الذي من المتوقع أن يسجل إنتاجًا أفضل مقارنة بالسنة الماضية، حيث لم يتجاوز المحصول آنذاك 30 مليون قنطار.
كما أبرز محمد بنعبو، أن نسبة ملء السدود شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، إذ انتقلت من (23%) السنة الماضية إلى (29%) هذه السنة، مما يظهر الدور الإيجابي للأمطار في تغذية الأحواض المائية وضمان إمدادات مائية كافية للفلاحة، متوقعا أن ينعكس هذا التحسن بشكل إيجابي على بعض المزروعات الأخرى مثل "الفاصوليا الخضراء والجلبانة"، مما يعزز تفاؤل الفلاحين بموسم فلاحي جيد.
وأوضح المتحدث ذاته، أن هذه الظروف المناخية الإيجابية ستؤثر بشكل مباشر على أسعار المنتجات الفلاحية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على الخضر والفواكه، مما يجعل هذه الأمطار فرصة سانحة لدعم الإنتاج وضمان استقرار الأسعار في الأسواق، آملا أن تكون الأمطار في الأيام القادمة منتظمة وتشمل جميع مختلف جهات المملكة لتعويض الخسائر التي تم تسجيلها المواسم السابقة.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أفادت بأن تساقطات ثلجية وأمطارا قوية محليا رعدية مرتقبة، يوم غد الإثنين وبعد غد الثلاثاء، بعدد من أقاليم المغرب.
وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة "برتقالي"، أن تساقطا للثلوج (من 20 إلى 40 سم) مرتقب فوق المرتفعات التي تتجاوز 1400 متر يومه الإثنين، ابتداء من منتصف النهار إلى الساعة الحادية عشرة ليلا، بأقاليم وعمالات إفران، صفرو، بولمان، تازة وكرسيف، وميدلت.
وأضافت المديرية أن تساقطا للثلوج (من 10 إلى 20 سم) مرتقب أيضا يومه الاثنين، ابتداء من منتصف النهار إلى الساعة الحادية عشرة ليلا، بأقاليم وعمالات خنيفرة، أزيلال، بني ملال، تاوريرت، الحسيمةوشفشاون.
وتوقعت النشرة، أيضا، أن أمطارا قوية محليا رعدية (من 35 إلى 50 ملم) ستهم، الإثنين، ابتداء من منتصف الليل إلى الساعة الحادية عشرة ليلا، أقاليم وعمالات تطوان، شفشاون، فحص- أنجرة، المضيق، الفنيدق، تازة، والحسيمة، فيما ستهم الظاهرة نفسها (من 35 إلى 50 ملم) أقاليم وعمالات صفرو، دريوش، الناظور، وبركان، وذلك ابتداء من منتصف نهار يوم الإثنين إلى غاية الساعة الثالثة زوالا من يومه الثلاثاء.
كما أنه من المرتقب، يضيف المصدر، أن تهم الظاهرة نفسها (من 25 إلى 40 ملم)، أقاليم وعمالات العرائش، الحسيمة، طنجة-أصيلة، وزان وتاونات الإثنين، ابتداء من منتصف النهار إلى الساعة الحادية عشرة ليلا.