عاش فضاء المدينة القديمة بحاضرة الدارالبيضاء، عشية اليوم السبت، فاجعة متمثلة في انهيار منازل بالحيز المسمى "درب حمّان"، بينما لم يتم تسجيل خسائر بشرية إلى حدود الآن. يتعلق الأمر بعقارات آيلة للسقوط مسبقا، وقد كانت تشهد استقرار المقيمين فيها تحت سقوفها إلى غاية لحظة انهيارها، بينما أسفر الحادث عن حالة من الرعب وسط المنطقة بأكملها. التحرك السريع لشباب "درب حمان"، وإسراع عناصر الوقاية المدنية في تلبية نداء الاستغاثة الذي توصلت به، مكن من الإسراع بإخراج بعض المصابين من تحت الحطام. ووفق معطيات من عين المكان فإن التخوف يبقى سائدا وسط المدينة العتيقة في الدارالبيضاء، مستندا على كون عدد كبير من المنازل آيل للسقوط، ولا يستطيع الاستمرار في تحمل سوء الأحوال الجوية الذي يهم المملكة حاليا. مطلع مارس الجاري كان قد عرف وفاة شابة في عقدها الثاني، وإصابة شخص آخر بجروح، في حادث انهيار مسكن آخر آيل للسقوط في منطقة "درب السلطان" الشعبية بمدينة الدارالبيضاء، متأثرا بقوية التساقطات المطرية على بنيته المهترئة. ويقضي سكان المدينة القديمة ليالي بيضاء خوفا من أن يلقوا المصير نفسه، بينما يتفادى منتخبو مقاطعات سيدي بليوط ومرس السلطان والفداء، عند التواصل معهم صحافيا، الخوض في موضوع المنازل الآيلة للسقوط وسط هذه المناطق. جدير بالذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية لمعالجة المباني الآيلة للسقوط بمدينة الدارالبيضاء، خصص لها غلاف مالي يناهز 1759 مليون درهم، تساهم فيه وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بمبلغ 306 ملايين درهم. ويؤكد مسؤولو الوزارة أنه يرتقب أن تتم معالجة 6338 بناية، منها 2180 سيتم هدمها كليا، و956 سيتم هدمها جزئيا، فيما ستتم معالجة 2921 بناية وإعادة إيواء 9250 أسرة. من جهة أخرى؛ تمت إعادة إيواء 3995 أسرة بشكل نهائي؛ فيما قدم عرض سكني لإيواء 2106 أسر، أي ما مجموعه 6100 أسرة من 9250 تمت معالجة حالاتها.