تقضي مجموعة من الأسر، المقيمة في البيوت الواقعة بدرب الطاليان بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، ليال بيضاء بدون نوم تحسبا لانهيار منازلها المتداعية للسقوط. ويتفادى منتخبو مقاطعة سيدي بليوط الخوض في موضوع المنازل الآيلة للسقوط وسط هذه المناطق، والتي يفارق النوم جفون سكانها منذ أزيد من أسبوع مخافة انهيارها بفعل الأمطار المتهاطلة على العاصمة الاقتصادية. وازدادت مخاوف هذه الأسر على حياة أفرادها، مع تهاطل الأمطار وموجة البرد القارس التي تشهدها مدينة الدارالبيضاء منذ أيام. وقال مجموعة من المتضررين، الذين يتوفرون على سند ملكية بيتهم المتواجد بدرب الطاليان، إنهم ينتظرون قرار التعويض النقدي والعيني مقابل مغادرتهم لمنزلهم، الذي يوجد رفقة باقي بيوت المنطقة، والتي أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا يقض مضجع الساكنة. وتهاطلت، منذ صباح اليوم الجمعة، كميات كبيرة من الأمطار؛ وهو ما يزيد من احتمال انهيار هذه البيوت التي توجد في حالة يرثى لها، خاصة في ظل امتناع المسؤولين بمقاطعة سيدي بليوط عن منح تراخيص الإصلاح، بدعوى وجود برنامج للترميم تحت إشراف الوكالة الحضرية. يشار إلى أنه جرى سابقا التوقيع على اتفاقية لمعالجة المباني الآيلة للسقوط بمدينة الدارالبيضاء، خصص لها غلاف مالي يناهز 1759 مليون درهم، تساهم فيه وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بمبلغ 306 ملايين درهم. وأعلنت المعطيات الرسمية أنه يرتقب أن تتم معالجة 6338 بناية، منها 2180 سيتم هدمها كليا، و956 سيتم هدمها جزئيا؛ فيما ستتم معالجة 2921 بناية وإعادة إيواء 9250 أسرة، مبرزة أنه تمت إعادة إيواء 3995 أسرة بشكل نهائي، فيما قدم عرض سكني لإيواء 2106 أسر؛ أي ما مجموعه 6100 أسرة من 9250 تمت معالجة حالاتها.