تفاجأ سكان حي البحرية بالمدينة العتيقة بالدارالبيضاء بظهور كهف جوفي يزيد عمقه عن متر و10 سنتيمترات، ما تسبب في انهيار جزء من الممر الطرقي الرابط بين شارع الموحدين وزنقة البحرية بمحاذاة مسجد ولد الحمراء، والذي اعتاد الملك محمد السادس استعماله أثناء توجهه لتدشين مجموعة من المشاريع بالمنطقة. واكتفت سلطات مدينة الدارالبيضاء بوضع أحجار تحيط بمكان الانهيار، الناجم عن انجراف التربة، لحمل أصحاب السيارات والراجلين على هدم المرور من المنطقة، "حفاظا" على سلامتهم. ويعتبر هذا الانهيار الجزئي للطريق المحاذية للمسجد التاريخي بالمدينة العتيقة الرابع من نوعه في أقل من سنة، بعد انتهاء مشروع إعادة هيكلة الطرق وواجهات المنازل العتيقة، والذي أشرفت عليه الوكالة الحضرية بشكل مباشر في إطار عملية إعادة هيكلة المدينة القديمة؛ وكلف ما يناهز 33 مليار سنتيم في المرحلة الأولى منه. وفضل مسؤولو الوكالة الحضرية التزام الصمت، وعدم الرد على الرسائل الهاتفية القصيرة رغم توصلهم بها، وذلك لأخذ وجهة نظرهم حول الانهيار الجزئي للطريق المحاذية لمسجد ولد الحمراء، التي اعتاد الموكب الملكي استعمالها في الزيارات التي يقوم بها الملك إلى المنطقة. ويأتي هذا الحادث بعد مرور أقل من سنة من اكتشاف وجود كهوف تحت بيوت سكنية بمنطقة درب كناوة بالمدينة القديمة، يزيد عمقها عن مترين، وتمتد على طول أزيد من 5 أمتار، ناجمة عن انجراف التربة تحت المنازل التي شغلها السكان منذ ما يزيد عن خمسة عقود، وهو ما اعترف به مسؤولون من الوكالة الحضرية. ويؤكد سكان المنطقة أن مشكل انجراف التربة وظهور كهوف جوفية لم يسبق لهم أن لاحظوه إلا بعد إقدام مسؤولي الوكالة الحضرية على تنفيذ مشروع إعادة هيكلة المدينة القديمة، الذي رجحوا أنه تسبب في هذه الاختلالات نتيجة عدم ربط البيوت بالشبكة التي أقامتها شركات خاصة، تم استقدامها لهذا الغرض رغم عدم توفرها على خبرة في المجال.