ركزت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم السبت في بلدان أوروبا الغربية اهتمامها على تعثر تشكيل حكومة جديدة في إسبانيا ، وأزمة اللاجئين في أوروبا في ضوء المباحثات التي أجرتها الحكومتان الألمانية والتركية حول هذه الأزمة في برلين . ففي بلجيكا ،نقلت (لاليبر بلجيك) أنه في غياب أغلبية كافية في البرلمان، أوقف رئيس الحكومة المنتهية ولايته المحافظ ماريانو راخوي محاولاته تشكيل حكومة في الوقت الراهن. وأضافت الجريدة أنه وبعد شهر على الانتخابات التشريعية، رفض راخوي عرض الملك فيليبي السادس، الذي سيقوم بجولة جديدة من المشاورات انطلاقا من الأربعاء لتعيين مرشح جديد لرئاسة الحكومة. من جانبها، ذكرت (لاديرنيير أور) بأن راخوي كان قد اقترح تشكيل حكومة تتكون من ثلاثة أحزاب مع كل من الحزب الاشتراكي، الذي احتل المرتبة الثانية، والحزب الليرالي الجديد سيودادانوس. وأضافت أن رئيس الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيث رفض هذا الاقتراح، مفضلا حكومة يسارية مع الحزب المعارض للتقشف بوديموس، أو وسط اليسار مع بوديموس وسيودادانوس . أما (لوسوار) فأكدت أن حالة من الترقب تسود في إسبانيا بخصوص تشكيل الحكومة المقبلة. وكتبت أن حزب المحافظين لم ينجح في إقناع باقي فرق الغرفة السفلى لدعم راخوي من أجل التوصل إلى تشكيل أغلبية داخل مجلس النواب. وفي ألمانيا، ركزت الصحف الصادرة اليوم على عدة مواضيع كان أبرزها المباحثات التي أجرتها الحكومتان الألمانية والتركية حول أزمة اللاجئين في برلين . وكتبت صحيفة (باديشه تسايتونغ ) ، أنه كيفما كان الوضع الداخلي في تركيا فإن 3ر2 مليون لاجئ من المؤكد يحتاجون إلى مساعدة كبيرة ، مضيفة أن ألمانيا نفسها غير قادرة على التعامل مع الأعداد التي استقبلتها من اللاجئين ومواجهة الأزمة . صحيفة (نوي بريسه ) كتبت من جهتها أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كانت في وقت قريب تتفاوض مع الحكومة التركية حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ثم جاءت أزمة اللاجئين لتتفاوض مع حكومة أنقرة لبحث ما إذا كان ممكنا احتفاظ تركيا باللاجئين لديها حتى لا يتسببوا في مزيد الضغط على ألمانيا والاتحاد الأوروبي . وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المفاوضات الثلاثية بين تركياوألمانيا والاتحاد الأوروبي حول اللاجئين يمكن تلخيصها فيما يصطلح عليه بالسياسة الواقعية. أما صحيفة (فولكشتيمه) ، فتساءلت ما إذا كانت تركيا ستقوم فعلا بمنع السوريين الذين يرغبون في الهروب من الظروف الصعبة التي يعيشونها في هذا البلد ، وأن تكون الطوق الساحلي ، وكيف يمكن لتركيا أن توقف القادمين من بلدان أخرى الذين يوجدون على قائمة الانتظار في رحلة لجوء من مركز اسطنبول مشيرة إلى أن الأوروبيين عموما مستعدون لتقديم الأموال لاحتواء الأزمة. من جانبها، ترى صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن ) أن أوروبا التي أصبحت في أزمة بخصوص تحديد سياساتها في تدبير ملف اللاجئين تحتاج لأنقرة من أجل احتواء المشكلة وفق التصور الأوروبي ، لكن ، تقول الصحيفة ، فإن ذلك لا يكفي لحل أزمة اللاجئين. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول تصريحات رئيس الحكومة المنتهية ولايته، ماريانو راخوي، الذي رفض تحمل مسؤولية تشكيل الحكومة المقبلة. وأوردت صحيفة (أ بي سي) تصريحات راخوي، الذي فسر قراره بغياب الدعم الضروري لبدء مفاوضات مع الأحزاب السياسية الأخرى من أجل التوصل إلى اتفاق يمكن من تشكيل حكومة محافظة. من جهتها أوردت (إلباييس) أن راخوي لن يتخلى عن الترشح لمنصب رئيس الحكومة، مضيفة أنه رفض، حاليا، اقتراح الملك فيليبي السادس تشكيل حكومة بعد الحصول على دعم أحزاب سياسية أخرى. أما (إلموندو)، فذكرت أن قرار راخوي التخلي مؤقتا عن تشكيل الحكومة المقبلة فاجأ الطبقة السياسية، مضيفة أن القصر الملكي أشار إلى موقف زعيم حزب الشعبي المحافظ في بيان أصدره بهذا الخصوص. وفي سياق متصل قالت (أ بي سي) أن العاهل الإسباني سيجري مشاورات أخرى مع قادة الأحزاب ابتداء من الأربعاء المقبل، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني انتقد قرار راخوي. وفي فرنسا عادت الصحف للحديث عن الوضع في كولونيا بالمانيا، عقب التحرش بنساء ليلة رأس السنة ، اذ كتبت صحيفة (لوموند) ان هذه الاعتداءات اثارت جدلا بين المنظمات النسوية ، مشيرة الى انه في حين ان مرتكبي هذه الاعتداءات غالبيتهم من المهاجرين، فان الاجيال الجديدة من المنظمات النسوية الالمانية ترفض وصم الاسلام واعتباره مسؤولا عن هذه التصرفات. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) انه بعد ثلاثة اسابيع من تلك الليلة الرهيبة بكولونيا "بدأنا للتو في فهم والاحاطة بظروف وقوع هذه المأساة ، مضيفة "اننا حرصنا جيدا على استخلاص خلاصات نهائية لكن بدأت ترتسم بعض مسارات التفكير بهذا الخصوص. وقالت الصحيفة انه يتعين تسليط كل الضوء على اعمال العنف التي شهدتها كولونيا باسم الضحايا قبل كل شيئ، معتبرة انه يتعين ان يكن هناك رد ملائم وعاجل من قبل الدولة، من خلال ملاءمة طريقة عيشنا، لكن مع خلق شروط نجاج اندماج هؤلاء الوافدين الجدد" .