ب 20 ديسمبر, 2015 - 06:10:00 يريد ملايين الاسبان على غرار كارمن فاريلا ادخال حزبين جديدين الى البرلمان، وتؤكد فاريلا انها تريد من ذلك "وضع حد للفساد" رافضة "ان يكون لاي حزب الغالبية المطلقة". وادلت كارمن (57 عاما) بصوتها في لاكورونيا في غاليثيا (شمال غرب) من حيث يتحدر رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريانو راخوي. وهي لن تصوت لا للمحافظين ولا لخصومهم التقليديين الاشتراكيين الذين يتناوبون على الحكم في اسبانيا منذ 1982. وقالت هذه المعلمة التي تعمل في مدرسة عامة، احد القطاعات الاكثر تضررا من سياسة التقشف التي ينتهجها راخوي، "لقد كان امامهم سنوات لاظهار ما يستطيعون القيام به ولم يفعلوا شيئا". وساهمت الاقتطاعات الكبيرة في الموازنة ومعدل البطالة المرتفع جدا (21%) وخفض الرواتب وفضائح الفساد، في ظهور حزبين جديدين هما بوديموس اليساري المتطرف وسيودادانوس من اليمين الوسط. ويبدو ان رياح التغيير تعصف بالبلاد من الساحل الاطلسي في غاليثيا حتى المتوسط حيث طالب المتقاعد خوسيه زاباتا الذي كان مدرسا في مدرسة لوسبيتاليه في كاتالونيا (شمال شرق) المدينة القريبة من برشلونة ب"تغيير هذه الحكومة"، مضيفا "فليتم تغييرها!". الضغط على الحزب الشعبي وقال فرانسيسكو بيريز (53 عاما) وهو يدلي بصوته لحزب بوديموس المنبثق من حركة الغاضبين في 2011 التي يقودها استاذ العلوم السياسية بابلو اغليسياس "لقد شهدنا الثنائية الحزبية لسنوات وآن الاوان لتجديد السياسة". واضاف بيريز وهو سائق شاحنة بات يعمل اكثر بكثير لكسب مال اقل منذ بدء الازمة في 2008 "لدينا بلد جميل لا يستحق حفنة الشخصيات السياسية هذه ولا الفساد المستشري". ويبدو انه تم طلاء جدران المدرسة التي يدلي بصوته فيها، بمناسبة الاقتراع باللونين البرتقالي والارجواني وهما لونا الحزبين الجديدين. واشارت استطلاعات الرأي الى ان الحزبين سيدخلان بقوة الى البرلمان الجديد. حتى وان اظهرت الاستطلاعات فوز الحزب الشعبي الذي يتزعمه راخوي فانه لن يحصل على الاكثرية المطلقة وسيضطر الى التفاوض مع الاحزاب الاخرى لتشكيل حكومة. وقال جوناثان بوزو المهندس البالغ 27 عاما والذي يبحث عن اول وظيفة له في لوسبيتاليه "آمل في ان تمارس الاحزاب الجديدة ضغوطا وان تقطع الطريق امام الحزب الشعبي وقذارته وفساده". وفي فالنثيا على بعد 400 كلم الى الجنوب على الساحل المتوسطي، احدى ابرز بؤر الفساد في البلاد ترسم انيس سيبولا المتقاعدة البالغة 84 عاما ابتسامة عريضة. وتقول الناخبة السابقة للحزب الاشتراكي والتي تصوت اليوم لحزب بوديموس "انه امر رائع فلنر اذا كانت ستتحسن الامور". الخوف من التراجع لكن التغيير لا يثير حماسة الجميع. وفي الحي الراقي المشهور في مدريد على بعد بضعة امتار من متحف برادو يبقى العديد من الناخبين اوفياء لراخوي الذي اتاحت ادارته النهوض الاقتصادي في البلاد بعد ازمة دامت خمس سنوات. وقالت ماريا بينييرو (52 عاما) المديرة في مجلة للموضة "بعد جهود دامت اربع سنوات من المؤسف افساد كل شيء". واضافت "مع حزب بوديموس نتجه نحو النظام اليساري" الذي اسسه في فنزويلا في 1999 الرئيس الراحل هوغو تشافيز. بدورها، قالت كريستينا زبلديا (57 عاما) التي تملك متجرا لبيع التحف "هناك خطر هو الشيوعية" مؤكدة انها تخشى من تحالف بين بوديموس وسيودادانوس والحزب الاشتراكي ضد الحزب الشعبي. واضافت "سيفقدنا ذلك سنوات (من الجهد) ومصداقيتنا في اوروبا". وقال انطونيو فيلاسكو البواب البالغ 28 عاما والذي سيصوت لحزب سيودادانوس الذي يتزعمه البير ريفيارا انه في السنوات الاخيرة "ازدادت الهوة بين الاغنياء والفقراء ولم يعد للطبقة المتوسطة وجود".