عاقب الأسبان رئيس الوزراء راخوي عن أربع سنوات من التقشف والفساد تلقى الحزب الشعبي الحاكم في إسبانيا ضربة في الانتخابات البلدية والإقليمية أول أمس الأحد حيث عاقب الإسبان رئيس الوزراء ماريانو راخوي عن أربع سنوات من التخفيضات الشديدة في الإنفاق وسلسلة من فضائح الفساد. ورغم أن الحزب الشعبي حصل على أصوات أكثر من أي حزب آخر إلا أنه تعرض لما يمكن أن تكون أسوا نتيجة انتخابية خلال أكثر من 20 عاما حسبما أظهرت استطلاعات لاتجاهات التصويت لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع. وفشل تعاف اقتصادي بعد ركود شديد في الحفاظ على الأغلبية المطلقة للحزب في أغلب الاقاليم. وحقق حزب "المواطنون" الجديد المؤيد لسياسات السوق وحزب بوديموس اليساري الإشتراكي المناهض للتقشف نتائج جيدة غيرت نظام الحزبين في البلاد الذي شهد حصر السلطة بين الحزب الشعبي وحزب الاشتراكيين منذ نهاية الدكتاتورية قبل 40 عاما. ووسط نذر بما قد يحدث في الانتخابات الوطنية المتوقعة في نونبر القادم سيكون على الأحزاب الرئيسية في البلاد الآن الدخول في فترة ائتلاف وتسوية في 13 من 17 إقليما في إسبانيا شهدت انتخابات اليوم إلى جانب أكثر من ثمانية آلاف بلدة ومدينة. ومن المنتظر أن يفقد الحزب الشعبي أغلبيته المطلقة في معقليه الإقليميين مدريد وفالنسيا حيث قد تدفع ائتلافات يسارية محتملة الحزب إلى صفوف المعارضة للمرة الأولى منذ منتصف التسعينات. وأدلى الناخبون الإسبان أمس الأحد بأصواتهم في الانتخابات البلدية والإقليمية منذ الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي مع افتتاح صناديق الاقتراع. حيث دعي 35 مليون ناخب من أصل 46,5 مليون نسمة للتصويت. وقد انخرط رئيس الحكومة ماريانو راخوي "الحزب الشعبي اليميني" بكل قواه في الحملة وجاب 14 ألف كيلومتر فيما قطع بدرو سانشيز الأمين العام للحزب الاشتراكي مسافة 25 ألف كلم. وكان يأمل الحزبان الكبيران في الحكومة تفادي عقوبة قاسية في الوقت الذي تسود فيه عبارة "اركلوهم" بين الناخبين أكثر من "صوتوا". وبعد ست سنوات من الأزمة قد تبدأ اسبانيا بترك الثنائية الحزبية مع صعود حزب بوديموس المناهض لليبرالية والحليف مع الحزب اليوناني سيريزا أو حزب سيودادانوس (المواطنون) من اليمين الوسط، وهما تشكيلان يتزعمهما أستاذ العلوم السياسية بابلو ايغليسياس والمحامي البرت ريفيرا. وسيتم التجديد لبرلمانات 13 منطقة (من 17) وانتخاب 8122 رئيس بلدية بينها مدريد وبرشلونة وفالنسيا أكبر مدن البلاد. وتأتي هذه الانتخابات بعد ازمة ادت الى صدمات لم تهدأ تردداتها بعد رغم الانتعاش الاقتصادي الذي بدأ في 2014 (+1,4%). فقد فقد عشرات آلاف الاسبان مساكنهم، وهاجر آلاف الشبان هربا من البطالة التي تشمل نصفهم وايضا 23,7% من الفئة السكانية العاملة. وكل ذلك على خلفية وضع قاتم تغذيه قضايا فساد عديدة في خضم سياسة تقشف شديدة.