نريد مغربا تتكافئ فيه الفرص في الحقوق والحريات العامة وحتى التوظيف، ليكون متاحا للكل وبدون استثناء، وفق مواصفات ترتبط بالكفاءة والتأهيل وليس المحسوبية والزبونية، وليس مرتبطا بالحسب والنسب أو المكانة الاجتماعية، ومن بعد فلكل مجتهد مثابر نصيب، ولكل كسول متقاعس نصيب مختلف. نريد مغربا تصرف فيه أموال شعبه على قطاعات الصحة والتعليم، وتطوير البنيات التحتية الحقيقية...، وليس مغربا تنخره الرشوة في مختلف مجالاته، فلا يمكن لأحد منا أن يتخيل أن هناك جسدا معافى بشرايين مسدودة تمنع وصول المكونات الغذائية السليمة إلى كل جزء فيه. نريد مغربا فيه أطباء وممرضون ذوي ضمير، وليس مصاصي دماء همهم الوحيد تكديس "قمامة الأموال" على حساب تعاسة وآلام الأخرين. نريد مغربا بقضاء نزيه ومستقل به قضاة ومحامون أكفاء، وليس سماسرة يتاجرون مع من يدفع أكثر. نريد تعليما حقيقيا، يفخر به الجميع ويحتذى به، وليس تعليما ينجب لنا أشباه المتعلمين، متذيلا أسفل الترتيبات، ومبنيا على ثقافة "السوايع". نريد مغربا بشرطة في خدمة المواطنين تحمي أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وتتدخل فعليا في مكافحة الجريمة، لا شرطة تسألك السؤال الذي مللنا منه: "واش سال الدم؟" قبل أن تتدخل. نريد وطنا بسيارات إسعاف بمعدات طبية، تأتي بسرعة لما نستنجد بها، أيا كان المتصل وأينما كان، وليست سيارات إسعاف متهالكة تأتي أو لا تأتي. نريد شعبا واعيا يعي ما له وما عليه، بمواطنين يحق لهم مقاضاة المسؤولين، وليس نعاجا لا حول ولا قوة لها تخاف حتى من "الشاوش ديال القايد"، وتمد يدها لجيبها في كل مرة إن هي أرادت قضاء حوائجها. نريد بنيات تحتية حقيقية وليس إصلاحات ترقيعية يظهر عيبها مع أولى قطرات المطر، حتى أن أكثرنا بدء يدعو ربه "ياربي ماتصبش الشتاء باش نكون في الخدمة في الوقت". نريد إستثمارات، مشاريع ووظائف للشباب، نريد شبابا نشيطا طموحا ومفعما بالأمل، وليس شبابا عاطلا، "شاد الحائط لا يطيح"، أو في المقاهي يرتشف قهوة "نص نص" على مهل حتى تكفيه للمساء. من اليوم لم نعد نطيق سماع العبارة المشؤومة "واش عرفتي مع من كتهدر"، ولا "سير ولا غادي نغبر ليك الأثر"...إلى غيرها من العبارات التي كانوا يفزعوننا بها. لم يعد مسموحا من اليوم التساهل مع المختلسين والمتلاعبين بالمال العام، لم يعد مسموحا إعطاء ميزة "مسطي" ليتنصل كل من لديه "جوج فرانك" من جريمة إرتكبها. أريد أن أسوقسيارتي دون خوف من أن يقودني سوء الحظ لأصطدم بابن مسؤول حتى لا ينزل لكي يكسر عظامي، ويأتي أبوه ليفرج عنه بعد دقائق. من اليوم نريد مغربا لكل المغاربة وليس مغرب "آل..." ومغرب "بوزبال"... هذه المطالب وغيرها الكثير، هي التي نتمناها أن تحقق على أرض الواقع، ولن نسمح لأي جهات داخلية كانت أم خارجية أن تركب عليها لمصلحتها الخاصة، أو لتصفية حسابات سياسية قديمة، فنحن لن نرضى إلا بالإسلام دينا، والمغرب وطننا، ومحمد السادس ملكا. إنه المغرب الذي نريده ونتطلع إليه ونصبو لبلوغه، مغرب المسؤولية وخدمة المجتمع، مغرب المساواة والكرامة الاجتماعية. فهل سيتحقق ما نصبو إليه؟ للتواصل مع الكاتب : [email protected] www.facebook.com/karimbelmezrar