جلست أنا و صديق لي نتصفح آخر الأخبار على مواقع الانترنت ، فوقع بصرنا على خبر دخول المغرب كتاب غينيس للأرقام القياسية ، من خلال إنجاز (عظيم) تمثل في صنع مجموعة من الشباب المغاربة لأكبر علم في العالم ، بلمساحته حوالي 60 ألفا و410 متر مربع، ووزنه 20 طن. قال صديقي الجالس بجانبي : فكرة جيدة ، أعتقد أنها تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى قضية الصحراء المغربية ، أكثر مما يراد بها مجرد دخول كتاب غينيس للأرقام القياسية. قلت : جميل جدا أن يكون لنا أكبر علم في العالم ، و أكبر طاجين ، و أكبر( قصرية كسكس ) و أكبر قفطان ، و ذلك في إطار التعريف بالثقافة المغربية و التقاليد المغربية كما يدعي عبقريو هذه المبادرات ، لكن الأجمل من ذلك أن يكون لنا أكبر مصانع في العالم، و أكبر العلماء في العالم ، و أكبر الطرق في العالم، و أكبر المستشفيات في العالم، و أكبر الجامعات في العالم. نريد مغربا تصرف فيه أموال الشعب على التعليم و الصحة والتوظيف و البنية التحتية و ما ينفع أبناء الأمة ، نريد مغربا تتكافأ فيه الفرص أمام أبنائه دون تمييز بين عائلة آل .... و عائلة بوزبال ، نريد مغربا يصرف أمواله على محاربة الرشوة و المحسوبية و الزبونية ، نريد دولة تشجع البحث العلمي و تصرف عليه من ميزانياتها ما يليق بمفهوم البحث العلمي . نريد ان ندخل كتاب غينيز بأكبر شعب يحب بلده و لا يرمي بنفسه طعما لأسماك البحر هربا من ( أجمل بلد في العالم ) ، نريد أن يصبح الانسان المغربي معتزا بمغربيته عندما يلتقي مع غيره من أبناء الدنيا ، و لا يتنكر لها خوفا من أن ينعت بالفساد و الدعارة و الغباء و الجبن . هذا هو المغرب الذي نريد ان ندخل به كتاب غينيز لا مغرب النخوة على الخوا كما يقول المغاربة . ولا يسعني إلا أن أختم بقول الشاعر : يا أمة داست على أشلاء عزتها أمم **** يا أمة ضحكت من جهلها كل الأمم