"كان حلما من خيال فأضحى حقيقة واضحة للعيان". هذا ما ردده عدد من الشباب، بعد تسجيل العلم المغربي في موسوعة غنيس للأرقام القياسية ك"أكبر علم في العالم". فبدموع الفرح تابع أصحاب المبادرة، دخول العلم المغربي مؤسسة غنيس للأرقام القياسية، عندما عرض بمدينة الداخلة، علما تبلغ مساحته 60 ألفا و409.78 أمتارا مربعة، ووزنه 20 طنا. وقال كريم لغزال، الناطق الرسمي باسم الجهة المنظمة، "بعدما أقمنا، في 6 نوفمبر الماضي، حفلا للأغنية الوطنية، قررنا تصميم أكبر علم بالعالم، وعرضه بمدينة الداخلة". هذا العلم، الذي جعل المغرب يعتلي عرش موسوعة غنيس للأرقام القياسية، كمصمم أكبر علم في العالم، تطلب إنجازه شهرا كاملا، وطاقما خبيرا في الأرقام القياسية، قبل أن يحل بمدينة الداخلة 6 أيام لعرضه أمام خبرة مؤسسة غنيس، التي أعلنت، من قلب الصحراء، تحطيم المغرب الرقم القياسي. وقالت طريقة فرانا، مبعوثة مؤسسة غينيس للأرقام القياسية، أمام حشود مؤلفة من المواطنين بصوت عال في لحظة تاريخية، "اسمحوا لي أعلن باسم مؤسسة غينيس للأرقام القياسية، أن العلم الوطني المغربي هو الأكبر في العالم، إذ تجاوز الرقم القياسي المسجل حاليا ب 43 ألف متر مربع. فهنيئا لهذا الشعب". وسلمت الخبيرة فرانا، تحت تصفيقات الحضور، شهادة غينيس للمهدي بنسعيد، رئيس رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، التي صنعت هذا الحدث المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أداره ب " احترافية" الفاعل الجمعوي، إلياس العمري، والطاقم الشاب الذي أطر هذه التظاهرة المدعومة من السلطات المحلية والهيئات المنتخبة. وعبر المهدي بنسعيد، رئيس رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، التي التحقت سنة 2009 ب"حركة لكل الديمقرراطيين"، عن سعادته بتحقيق المغرب هذا الإنجاز، الذي تميز بمشاركة أزيد من 900 شخص، من بينهم 350 شابا وشابة يمثلون الجهات ال16 للمملكة. وأكد بنسعيد، في تصريح ل " المغربية"، أن "هذا الحدث جاء ليؤكد أننا في مغرب الممكن، وأن الشباب واع بالقضية الوطنية ومعبأ للدفاع عنها، وأن الوحدة أساس تحقيق ما قد يبدو صعبا، بل مستحيلا. فهنيئا لنا". واعتبر حميد شبار، والي جهة الكويرة وادي الذهب وعامل مدينة الداخلة، في تصريح للصحافة، "اليوم عاش المغاربة جميعا حدثا عظيما احتضنته مدينة الداخلة، التي باتت اليوم في قائمة المدن التي حظيت بفضل هذا الحدث بشرف الدخول إلى موسوعة غينيس. فهنيئا لنا". وأوضح محمد صلوح الجماني، رئيس مجلس بلدية الداخلة بهذه المناسبة، أن "هذا الحدث المتميز المنظم فوق تراب مدينة الداخلة، أعاد إلى الأذهان حدث المسيرة الخضراء، الذي حول إليه أنظار العالم، وشدد على التلاحم بين أفراد الشعب حول مقدسات المملكة، التي منها القضية الوطنية، فطوبى لسكان الداخلة بهذا الشرف". وشدد محمد حرمة الله، عضو اللجنة المنظمة، على أن "مدينة الداخلة بنجاحها في تنظيم هذه التظاهرة، التي حظيت بمتابعة إعلامية وطنية ودولية كبيرة، أعطت إشارة قوية إلى أن سكانها صادقون في وطنيتهم، وأنها مدينة أضحت مؤهلة للاحتضان التظاهرات الكبرى". وخلص هشام هدوي، عضو المكتب الوطني للشبيبة الحركية المشاركة في هذا الحدث، إلى أن هذه المبادرة الشبابية، "عكست حرص الشباب على التجند وراء القضايا الكبرى للوطن كقضية الصحراء المغربية، ووجهت رسالة واضحة مفادها أن المغرب بالوحدة يمكن تحقيق أكبر التحديات والدليل هذا الحدث". واختتمت احتفالات الداخلة باحتضان حدث دخول المغرب موسوعة غنيس، ب ملحمة "وطني يا الغالي"، وأغاني وطنية أخرى أداها مجموعة من الفنانين المغاربة، فضلا عن تزيين سماء المدينة بأشهب اصطناعية أضاءت الصحراء بالأحمر والأخضر.