اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الإثنين، بعدة مواضيع في مقدمتها الإرهاب الذي أصبح يقلق العديد من الدول في العالم وسبل مواجهة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم (داعش) المتطرف، والأزمة اليمنية والأزمة السياسية في لبنان. ففي مصر واصلت الصحف تسليط الضوء على عملية سيناء بين الجيش المصري وجماعات متطرفة وكتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (القادم أسوأ للإرهابيين) أن الخبراء الأمنيين فى مصر والخارج يرون أن القادم "أسوأ على الإرهابيين" وأن المؤسسة العسكرية المصرية تدرك خطورة "التهديد الإرهابي" ضد مصر. وقالت إن هذا بالضبط ما يدركه المصريون، وباتت تدركه الدوائر الغربية فى ظل تنامى الموجة الإرهابية ضدها، الأمر الذى يفرض على أوروبا والدول العربية ومصر، التعاون بقوة وشن حرب منسقة ليس فقط ضد الإرهابيين المسلحين، بل ضد التمويل الدولي للإرهاب، وتجفيف منابع التمويل. أما صحيفة (الجمهورية) فقالت في افتتاحيتها بعنوان (الدولة التي نريدها) إن الشعب المصري، الذي ثار في 25 يناير وفي 30 يونيو، يستحق الدولة القوية الحديثة التي ضحى من أجل إقامتها في ثورتين هائلتين معتبرة أن بناء مثل هذه الدولة يشكل خطرا على تلك القوى العالمية التي تسعى للهيمنة على المنطقة وتمزيق دولها وإعادة رسم حدودها. وأنه لذلك تقول الصحيفة- لم يجد المتآمرون على مصر والمنطقة وسيلة لوأد أحلام المصريين الا تلك الجماعة الخارجة عن إرادة الشعب التي رفعت سلاح الارهاب في وجه المصريين متوهمة استسلامهم مؤكدة أن مصر تخوض حربا طويلة تتطلب الحشد والاستعداد واليقظة المستمرة. وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها أن العملية الإرهابية التي تمت في سيناء تحمل في طياتها مؤشرات ودلائل خطيرة لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها،"تفرض علينا أن ننظر بكل الجدية والوعي إلي حقيقة ما تتعرض له مصر، من مؤامرات دنيئة تستهدف كسر إرادتها، والنيل من أمنها واستقرارها، وتقويض حركتها نحو المستقبل". واعتبرت أن هذه الحرب هي طويلة وممتدة، تخوضها مصر في مواجهة "قوى الشر والإفك والضلال وجماعات التكفير والتطرف والإرهاب، الساعية لدمار وإسقاط الدولة المصرية". وفي قطر، عادت صحيفة (الوطن) لتسلط الضوء مجددا على ظاهرة الارهاب من خلال التوقف عند الحادث الارهابي الذي هز مؤخرا مسجدا في الكويت العاصمة متسائلة في مقال لها "لماذا التفجير ولمصلحة من وما تداعيات الحادثة ومضاعفاتها ومنهم المتضررين والمستفيدين وكيف يمكن استيعاب الجريمة والحد من تكرارها". وبرأي الصحيفة " فإن العقل هو المدبر والمسيطر على أفعال الإنسان وأساس الوعي ومصدر الادراك ومنطلق القول والفعل" مؤكدة أنه "عندما يصاب العقل بالوباء وتحل به الغشاوة يصاب الإنسان بالعمى للبصر والبصيرة ويؤوب به الضلال الى منحدر الهاوية " ومن هذا المنطلق، طالبت الصحيفة الدعاة وأئمة المساجد "بتوعية الشباب والمجتمع بالفكر الصحيح ونبذ التكفير والنزعات الطائفية التي تخرب وتدمر" ، مشددة على أهمية التلاحم والتآلف مع كافة الفئات والمذاهب كي يسود العدل والطمأنينة. وفي الشأن اليمني ، اعتبرت صحيفة ( الراية) في افتتاحيتها أن المباحثات التي يجريها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بصنعاء، والتي تهدف إلى التوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن "لن تكون ذات جدوى ما لم يلتزم الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالمبادرة الخليجية كمرجعية أساسية لحل الأزمة اليمنية وأيضا بالقرار الدولي رقم 2216". وأضافت الصحيفة أن على المجتمع الدولي "أن يدرك أن الحوثيين غير جادين أصلا في الهدنة ولا التوصل إلى سلام باليمن وأنهم يعملون للاستفادة من المباحثات مع المبعوث الأممي لفرض واقع جديد يقوم على هدنة إنسانية مقابل عدم تنفيذهم لقرارات الشرعية الدولية"، مشددة على عدم السماح بذلك وإلزامهم (الحوثيون وصالح) بالقبول بجميع مرجعيات المبادرة الخليجية التي وضعت أسسا لحل الأزمة في إطار اتفاق المصالحة الوطنية التي قادت لإنشاء شراكة سياسية باليمن لإدارة البلاد خلال فترة انتقالية "أجهضوها هم بانقلابهم العسكري." وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، عن صعوبة الوصول إلى تحقيق الاستقرار العالمي، بسبب عدم رغبة الدولة الكبرى في بلوغ هذا الهدف، حيث تفكر بالدرجة الأولى في الوصول إلى "الاستقرار تحت هيمنتها". وأكدت الصحيفة أن هذا التناقض يعد مسؤولا عن القلق والاضطراب الذي يسود العالم ذلك أنه "إذا كانت كل دولة عظمى تريد أن ترى العالم تحت هيمنتها، وإدارة شؤونه بتوجيهها فهي تدفع الآخرين لمواجهتها". وخلصت (الخليج) إلى أن الاستقرار الذي يسعى إليه الكبار هو استقرار الهيمنة على العالم وتعزيزها، من أجل مواصلة استغلال موارد الآخرين وخيراتهم. ومن جانبها، سلطت صحيفة (الاتحاد)، في مقال بعنوان "تحصين الناشئة ضد الفكر الإرهابي"، على بداية التنسيق بين وزارة التربية والتعليم الإماراتية والأزهر الشريف من أجل تطوير مناهج التربية الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأبرزت الصحيفة أن هذا التنسيق يندرج في إطار استراتيجية الوزارة الساعية إلى منع تسلل الفكر المتشدد التكفيري إلى المؤسسات التعليمية في الدولة. وأكدت على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتطلع إلى أن تعكس مناهج التربية الإسلامية الجديدة قيم التسامح في الثقافة الإسلامية والعربية، وتنبذ التطرف والطائفية وكراهية الآخر وممارسة العنف. وشددت (الاتحاد) على أن تعاون دولة الإمارات العربية المتحدة مع المؤسسات الدينية المعتدلة حول العالم ، ينسجم مع توجهاتها الساعية لتبني الفهم الصحيح لتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، وسعيها لنشر ثقافة التسامح والوسطية النابعة من تعاليم الدين الحنيف، ومحاربة الأفكار الهدامة والمشوهة للإسلام والجماعات المروجة لها. وفي الأردن، قالت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "التربية على الشأن العام"، إنه "وسط النقاش الدائر حاليا في بلادنا وفي مناطق أخرى من العالم العربي، حول واقع نظم التعليم ومناهجها (...) ودورها في إنتاج التطرف والعزلة، علينا العودة إلى المربع الأول في مراجعة هذه النظم التعليمية، من منظور التربية على الشأن العام". واعتبرت الصحيفة أن تفسير الكثير من حالات الفوضى التي تمر بها العديد من المجتمعات العربية هذه الأيام يكمن في "العجز عن بناء التوافق العام"، مشيرة إلى "مئات المشاهد اليومية التي تشكل مجتمعة أحد الأسرار الكبرى للخراب. ولا يمكن تفسيرها إلا بأننا أنشأنا أجيالا لا يوجد لديها اهتمام حقيقي بالشأن العام". وتطرقت جريدة (الدستور) للوضع في مدينة الرمثا الأردنية القريبة من الحدود السورية، فقالت إن المدينة، التي كانت مأوى ومركزا لعلاج الجرحى السوريين، باتت تقع على خط النار وسط الانفجارات وأصوات القذائف والطيران والبراميل المتفجرة ووصول الصواريخ والرصاص إلى البيوت انطلاقا من الجانب السوري. وكتبت صحيفة (الرأي) عن الشأن اليمني، فقالت إنه إذا كانت "مشاورات" جنيف اليمني قد انتهت إلى "فشل ذريع"، فإن مساعي اللحظة الأخيرة التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لانتزاع موافقة على الهدنة في العشر الأواخر من رمضان، "لن يكتب لها النجاح، لأن أطراف الأزمة لم تتزحزح عن مواقفها، بل ثمة تشدد ملحوظ في خطابها". وخلصت إلى أنه "آن الأوان لاستخلاص دروس الأيام المائة الدموية، ودفن أي أوهام بأن حل الأزمة اليمنية لا يكون إلا عسكريا.. فالنتائج ماثلة، وعلى الجميع استخلاص العبر، قبل فوات الأوان". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن بلدان المنطقة تحولت بسبب الحركات المتشددة والأفكار الكارهة للآخر، إلى "دول منتجة ومصدرة لكل أنواع الإرهاب"، معتبرة أن "هذه هي المأساة الكبرى التي نعيشها حاليا، إذ وبدلا من أن نلتحق بتطور الدول المتقدمة التي استخدمت النفط من أجل مزيد من التقدم لها وللعالم، مثل النرويج، فإن بلداننا قد تلحق ببلدان الخراب والدمار بسبب العبث والجهل والإهمال والبعد عن الرشد السياسي". وأعرب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "من (النفط) إلى (الإرهاب)" عن الأسف لأن هناك من اختطف دين الإسلام العظيم والرحيم، وحوóله إلى "نهج متوحش ينشر العنف بلا رحمة في كل مكان"، موضحا أن هذا النهج يحتقر التاريخ وآثار الأمم الغابرة والحاضرة، ويعبث بكل ما أنجزه الإنسان، و"يربط بلداننا بماركة الإرهاب عبر أوسع دعاية تشويهية تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الأيام) في مقال بعنوان "الوقوع في خطأ تبسيط الإرهاب"، أن المنطقة العربية تكاد تكون المصدر الرئيسي لأخبار العنف والإرهاب والحروب المنقولة عبر وسائل الإعلام العالمية، مبرزة المخاطر الجسيمة الناجمة عن "دورة العنف الجهنمية ودورة الإرهاب المضاعف والأعمى الذي بات يضرب في كل مكان". وشددت على ضرورة العمل على تجفيف منابع الإرهاب والتطرف والتعصب والتكفير في منابتها الأصلية، وحل جميع الجمعيات السياسية المبنية على أسس دينية أو طائفية، والحد من موجات الكراهية المولدة للحروب وللعنف بكافة أشكاله، والحد من الفوارق المجحفة بين الدول والشعوب، والمتأتية في الغالب من مصالح الغرب الأساسية والمتمثلة في ضمان تدفق المواد الطبيعية، وتأمين مصادر الطاقة. وبلبنان، استأثر تهديد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر (الرافض للتمديد للقيادات الأمنية) وحليف (حزب الله) الحكومة بالنزول الى الشارع باهتمام الصحف، إذ كتبت (الجمهورية) معلقة على الوضع بأنه و"على وقع تحضيرات" (التيار الوطني الحر) للتحرك في الشارع بدعوة من زعيمه عون، س"يخوض" رئيس الحكومة تمام سلام "تحديا آخر" في عقد جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل، "بدأ يدور سجال سياسي حاد بين "التيار" و"المستقبل" الذي سيكون لزعيمه سعد الحريري مواقف لافتة في خطاب له في 12 يوليوز الجاري، وقبله سيكون للأمين العام ل(حزب الله) حسن نصرالله مواقف لافتة أيضا يوم الجمعة المقبل بمناسبة "يوم القدس العالمي". وأبرزت الصحيفة أنه "من المنتظر أن تعكس هذه المواقف" مؤشرات على مستقبل الاوضاع الداخلية واستحقاقاتها، في ظل رهان "البعض" على إيجابيات يمكن أن يعكسها الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية في حال التوصل اليه خلال الايام المقبلة، أو في حال تمديد التفاوض في شأنه لفترة اضافية. وفي ذات السياق قالت صحيفة (الأخبار) إنه ليست هناك "اتصالات لحل الازمة بين "الوطني الحر" و"المستقبل". وأوضحت أن الجنرال ميشال عون "بدأ التحضير لنقل الخلاف من السرايا (مقر الحكومة) إلى الشارع، مضيفة أن "الأزمة" بين التيار الوطني الحر من جهة، وتيار المستقبل من جهة أخرى، وصلت "الى حائط مسدود"، إذ يصر التيار على "استعادة الحقوق" (حقوق المسيحيين)، فيما غريمه يريد "كسر" الجنرال ميشال عون، لكن من دون أن يعلن ذلك. وأشارت الى أن "لا مبادرات لحل الأزمة"، تراجع عون "يعني انكسارا"، وتلبية مطالبه تعني "انكسارا أيضا ل(المستقبل)، أما "التعادل بينهما"، تقول الصحيفة، ف"يعني تعطيل مجلس الوزراء، في ظل جمود باقي المؤسسات، وفراغ رئاسة الجمهورية، ووضع الملف اللبناني على الرف الإقليمي والدولي". من جانبها كتبت صحيفة (المستقبل) معلقة " عود على نكء العصبيات الطائفية، يخوض العماد ميشال عون غمار حرب إلغائية جديدة تستهدف هذه المرة إخضاع الدولة بكافة مؤسساتها لطموحات سلطوية استئثارية يستل في سبيل تحقيقها سيف تجييش المسيحيين وتحريضهم على شركائهم في الوطن. ولخصت صحيفة (السفير) المشهد بالقول "حسم" عون خياره، وقرر الاستعانة بالشارع في "موقعة الدفاع عن حقوق المسيحيين"، وهي موقعة سيكون "ما بعدها غير ما قبلها".