قدمت أغلب الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين قراءة تحليلية للأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة العربية خلال السنة التي نودعها ، وطرحت من خلال مقالاتها وافتتاحياتها صورة تقريبية لما يمكن أن تؤول إليه هذه الأوضاع خلال سنة 2015 ، مسلطة في هذا السياق الأضواء على أبرز نقط التوتر في المنطقة ،وفي مقدمتها الأوضاع في الشرق الأوسط واليمن وليبيا والعراقوسوريا. وهكذا ، كتبت جريدة (الأهرام) المصرية في مقال رئيسي تحت عنوان "ماذا ينتظر الشرق الأوسط في 2015¿" أن شعوب الشرق الأوسط تدخل العام الجديد غير واثقة من تحسن الأحوال، ولكنها تتوقع الأسوأ يوما بعد يوم، مضيفة أنه لا توجد على الخريطة علامات على تحسن الأوضاع في بلدان عربية ضربتها الفوضى سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن بعد أن دخلت "القوى الظلامية المدن الكبرى وصارت على أعتاب العواصم في تلك الدول ، فيما تقف القوى الغربية تنتظر مزيدا من التدهور حتى تشق جيوشها غبار الصحاري العربية تحت زعم وقف خطر جماعات الإرهاب التي تقتل المدنيين بلا رحمة". وقالت في هذا السياق إن الاحتمال الأرجح أن المنطقة العربية ينتظرها مزيد من التشرذم ما لم تخرج العواصم الكبرى برؤية موحدة إزاء الصراعات المسلحة التي تهدد كيانات الدول وهي المهمة الصعبة التي لا مجال فيها للمساومات التي تقوم بها بعض الحكومات التي لا تنظر إلا إلى مصالحها الضيقة. وفي موضوع ذي صلة ، كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان " جهود القاهرة العربية وبشائر العام الجديد" أن الجهود المصرية لإحياء التضامن العربي.. وتخفيف سحب الأزمات التي تواجه الأمة العربية.. تتوالى لتأتي بشائر العام الجديد.. بإيجابيات ملموسة لحل الخلافات على المستوي العربي.. ويتأكد النصر على الإرهاب والتطرف من ناحية.. وتتفرغ الدول العربية لمتطلبات التنمية والتقدم التي تعيد لها مكانتها على الصعيد الدولي وتكفل حماية المنطقة من نوات لمتربصين بالوطن العربي وأبناء الأمة العربية جمعاء. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تقود فيه مصر الجديدة مبادرات لحل الخلافات العربية وتنمية الاستثمارات اللازمة للنهوض بالموارد الطبيعية والقوي البشرية.. والتعليم والصحة وكافة الخدمات التي تتضافر لتوفير مظلة للعمل العربي في العام الجديد.. أعلن وزير الخارجية استضافة القاهرة لحوار مرتقب للمعارضة السورية وتواصلها مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية المهتمة بمصلحة الشعب السوري ووحدة البلاد للوصول إلي حل سلمي ومقبول لأزمة تستنزف منذ سنوات إمكانيات سوريا الشقيقة وتستعيد في النهاية دورها الرئيسي ليسود السلام والرخاء الوطني العربي من المحيط للخليج. ومن جانبها اهتمت صحيفة (الشروق) بالمؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للجامعة العربية ، نبيل العربي، لاستعراض حصاد عام 2014 عربيا ودور الجامعة إزاء الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة. ونقلت عن العربي خلال المؤتمر تأكيده أن الجامعة بدأت التحضيرات الخاصة بالقمة العربية المقبلة في دورتها السادسة والعشرين التي من المقرر أن تستضيفها مصر في مارس المقبل والتي تأتي في توقيت هام ومتغيرات كبيرة تشهدها العديد من دول المنطقة، لافتا إلى أهمية تنقية الأجواء العربية والمصالحة المصرية القطرية التي جاءت مؤخرا بجهود مقدرة من قبل خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وفي الشأن المحلي المصري ، خصصت جريدة (اليوم السابع) افتتاحيتها بعنوان " الأحزاب والاختبار الأخير" لموضوع الانتخابات البرلمانية المقبلة حيث قالت إن أحزاب مصر وقواها السياسية ما تزال على اختلاف توجهاتها في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في كل تحركاتها وأدواتها وطريقة إدارتها حتى لشؤون نفسها في المشهد السياسي الراهن، فضلا عن إدارتها لتحالفاتها واختياراتها لمرشحيها . وأضافت أن الأحزاب تبدو حتى هذه اللحظة وكأنها لا تدرك متطلبات المرحلة الحالية في تاريخ الوطن وتحدياتها ، وتبدو وكأنها لا تدرك أن على رأس متطلبات مواجهة تلك التحديات إزاحة وتجنيب كل المصالح الضيقة ، ووضع المصالح العليا للبلاد فوق أي اعتبار. وفي قراءتها للمشهد السياسي في اليمن خلال 2014 ، كتبت صحيفة (نيوز يمن) في مقال لها أن العملية السياسية "انهارت بشكل درامي متصاعد" خلال العام 2014 ، وذلك " بفعل الضربات المتتالية لجماعة الحوثي وسوء أداء مختلف القوى السياسية وحكومة الوفاق والرئاسة"، وذلك بالرغم من توقيع الحوثيين والقوى السياسية على اتفاق السلم والشراكة، "الذي لم يكن إلا محاولة للتغطية السياسية على عملية الانقلاب الواضحة للحوثيين" على حد قول الصحيفة . وخلصت ( نيوز يمن ) إلى القول " إنه بناء على مؤشرات هذا الواقع، لا يبدو أن هناك أفقا محدد للعملية السياسية في اليمن خلال العام القادم، فهي الآن أسيرة لمنطق القوة وفي حالة انهيار مهما بدت مظاهر التحركات السياسية" ، مؤكدة ان الشرعية الحاكمة، "هي شرعية الواقع الذي فرضه الحوثيون ، وهي السائدة حتى إشعار آخر". بدورها ، لاحظت صحيفة (الثورة) أن الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح جاءت في وقت بالغ التعقيد º ( ..) فالتجاذب بين الاستحقاق الثوري الداخلي والضغوط ومخاوف الخارج تجعلها في وضع محرج قد يصل إلى حد التعطيل والشلل التام "، مبرزة أن فقدان الخبرة العملية والمعرفة النظرية لبعض كوادر هذه الحكومة " قد يخلق حالات تضاد، وهو الأمر الذي يضاعف من فرص وخيارات التعطيل والشلل". واعتبرت الصحيفة في مقال تحت عنوان " حكومة بحاح .. وتحديات المرحلة " أن التفرد والتوحد في الهيمنة على مقاليد الحكم "أصبح أمرا مستحيلا ولا يمكن له التحقق في الحاضر ولا في المستقبل" ، مؤكدة بالمقابل أن التعدد أصبح أمرا واقعا ولا خيار لجميع الفرقاء اليمنيين " إلا إعادة صياغة الأهداف والمنطلقات بما يتوافق ومعطيات الحاضر وفرضيات المستقبل". في السياق ذاته ، توقفت صحيفة (الأيام) عند تصريحات لخالد بحاح أكد من خلالها أن اليمن "ما يزال يواجه تحديات هائلة، والحكومة اليوم تتصدى لمهمة ثقيلة متعددة الأبعاد، السياسية والاقتصادية والأمنية، ونحتاج أكثر ما نحتاجه في هذه المرحلة إلى استعادة دور الدولة ووظيفتها"، مؤكدا على أهمية التزام الجميع بالاتفاقات التي تنظم عملية الانتقال السلمي في اليمن بدءا من اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وانتهاء باتفاق السلم والشراكة. و شدد بحاح خلال لقاء اقتصادي في عدن ( جنوب البلاد) ، تضيف الصحيفة ، أن الجميع في اليمن "شركاء في المسؤولية الوطنية، ومعنيون بخروج اليمن من هذا المأزق الذي يوجد فيه". وفي قطر ، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بعنوان " فرصة تاريخية لإنصاف الفلسطينيين" أن أمام المجتمع الدولي فرصة تاريخية لإنصاف الفلسطينيين وإحقاق حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس وذلك من خلال موافقة مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الفلسطيني لتحديد مدة زمنية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية بحلول نوفمبر 2016 . ولاحظت الصحيفة أن التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن جاء بعد أن فشلت جميع جولات التفاوض مع إسرائيل وبعد العدوان الأخير على غزة، مبرزة أن العالم الحر "مطالب باقتناص هذه الفرصة التاريخية لإعادة الحقوق لأصحابها ولأحفاد من وقع عليهم الظلم في داخل فلسطين التاريخية". وفي موضوع ذي صلة ، قالت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان "تعجيل إعمار غزة ضرورة إنسانية" إن قضية إعمار غزة باتت "مطلبا إنسانيا ملحا لاستيعاب الآلاف من الذين شردتهم ثلاث حروب مجنونة شنتها إسرائيل على القطاع خلال العامين الأخيرين". وبعد أن أشارت إلى الزيارة التي سيقوم بها اليوم لقطاع غزة وفد حكومي فلسطيني ،أكدت الصحيفة أن الأجواء في غزة اليوم باتت مواتية عن ذي قبل لبدء الإعمار بعيدا عن الأعذار الأمنية، كما أن هناك مستجدات إقليمية سوف تسهم في الإسراع بالبدء بتنفيذ برامج إعادة الإعمار، و"نعني بها تلك الأجواء الإيجابية والدافئة التي راحت تخيم على علاقات الدوحةوالقاهرة بعد شهور من الفتور والجمود سببتها اختلافات في الرؤى بين مصر وقطر". أما صحيفة (الوطن) فتحدثت في افتتاحيتها عن الأزمة الليبية ، داعية الفرقاء في البلاد إلى "الاحتكام إلى العقل والأخذ بالحوار لحل المشاكل لأنه أقصر الطرق، لإعادة بناء الثقة، والتصافي " ، معربة عن استغرابها "لكون الذين يتقاتلون الآن، كانوا بالأمس رفقاء ثورة، أطاحت بواحدة من أكبر الأنظمة الشمولية تكبرا وجنونا " . واستطردت الصحيفة قائلة "كان يمكن لهذه الرفقة، أن تصير الضمانة الأساسية، لوحدة الثوار(..) لكن الثوار لم يضيعوا هذه الضمانة، فحسب، وإنما ضيعوا ثورتهم، وفتحوا مستقبل وطنهم، على كل الاحتمالات الصعبة، والمخيفة" ، معبرة عن الأمل في أن "تتكامل إرادة الليبيين، مع إرادات كل الذين لا يترجون لليبيا إلا الخير، والأمن والاستقرار، ووحدة الدم والتراب ، لإنقاذ ليبيا ، فما أعظم الشرور ، وما أفدح خسارة الاوطان". وفي البحرين، أعربت صحيفة (الوطن) عن الأمل في أن يكون مجلس النواب الجديد أفضل من سابقيه، خاصة في ظل الوعي المتنامي لدى الناس، وعن التفاؤل بشأن برنامج عمل الحكومة، الذي ينتظر أن يكون أكثر ملامسة للناس وهمومهم وتطلعاتهم. وقالت الصحيفة إن البحرينيين يتطلعون من النواب الجدد عملا منظما أكثر، وأداء بعيدا عن الانفعال، وأن "تتوقف بعض التصريحات التي فيها نزعة البطولة الإعلامية أكثر من نزعة البطولة التشريعية الواقعية"، ومن الحكومة أن تكون المرحلة المقبلة وخطط العمل تتركز أكثر على المواطن وحل مشكلاته وهمومه عبر مشاريع تنفذ ويكون لها الوقع والأثر المباشر على الناس، وبحيث تحظى بثقة النواب ودعمهم. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (البلاد) في مقال بعنوان "عام الدم ... وداعا"، أن عام 2014 انتهى بكل ما فيه من دماء وشهداء وأحزان وجاء عام 2015 وسط آمال ودعوات الأمة المكلومة بأن تتغير الأحوال ويأتي العام الجديد بالأمن والاستقرار، متسائلة عما إذا كانت أحلام الشعوب العربية ستتحقق في العام الجديد وتستقر الأوضاع، أم أن الأمور ستزداد تدهورا¿. للأسف الشديد، تقول الصحيفة، لا يبدو من خلال الأحداث الدائرة حاليا أننا سننتقل إلى الاستقرار في العام الجديد (...) فالأرجح أن تزداد الأوضاع العربية سوءا، ذلك أن "المؤامرة لم تتوقف والتكتيكات الدولية لتفتيت المنطقة العربية لا تزال تجري على قدم وساق"، مستطردة أن ثمة طموح في "صحوة شعبية عربية تقطع الطريق على الساعين إلى القضاء علينا وتحويلنا إلى غنائم يتقاسمها القاصي والداني، صحوة تقول لدعاة الطائفية والتقسيم لا مكان لكم بيننا بعد اليوم". من جانبها، ترى صحيفة (أخبار الخليج) أن قيام مصر بالتحرك من أجل إيجاد حل للمعضلة السورية، التي أكلت الأخضر واليابس، هو عين العقل خاصة مع عدم وجود اهتمام لا من الأممالمتحدة ولا من الدول الكبرى، مؤكدة أنه "صار من المهم أن تقوم الدول العربية أو بعض الدول العربية ذات الثقل والمهتمة بالموضوع بالتحاور من أجل إيجاد حل، ومن أجل البحث عن مخرج لهذه المصيبة التي وقعت على رؤوس أهل سورية ولا يريد احد أن يطفئ نيرانها". إلا أن الصحيفة تساءلت عما إذا كان بمستطاع مصر أن تجد حلا مع "تمسك الأسد بالكرسي ولو كان الثمن تدمير سورية وإبادة شعبها، وماذا ستفعل مع إيران التي تحكم سورية حاليا وتحتلها، وهل تجد مخرجا بالتعاون مع روسيا وهل ستقتنع روسيا أخيرا"، معربة عن الأمل في أن تنجح الدبلوماسية المصرية في إيجاد مخرج وفي إقناع الأطراف المختلفة بالوصول إلى حل. وفي الإمارات العربية المتحدة ، خصصت صحيفة (الخليج) افتتاحيتها، لموضوع الاستيطان الاسرائيلي في فلسطين، مشيرة إلى أن العام الحالي كان الأسوأ فيما يتعلق بالاستيطان، حيث ارتفع خلاله بنسبة 1000 بالمائة. وأوضحت في هذا السياق أن الاستيطان تحول إلى "عملية متصاعدة تلهث من أجل تغيير الواقع بشكل يصبح من الصعب تغييره ، وقد ترافق ذلك مع تزايد في الاعتقالات أيضا"، مشيرة إلى أن ما يسعى قادة إسرائيل إلى فرضه على أرض الواقع يجعل التفكير في قيام دولة فلسطينية مسألة عبثية. من جهتها ، رصدت صحيفة (الاتحاد) صورة من صور الوضع الأمني المتدهور في ليبيا ، وكتبت عن اشتعال النيران ، منذ الخميس الماضي، في خزانات نفطية بميناء السدرة في مدينة سرت وسط ليبيا، والتي أضحت تهدد 19 خزانا آخر للنفط الخام في المرفأ النفطي الأكبر في البلاد، مما "ينذر بكارثة بيئية، قد تطال دول جوار ليبيا". وأضافت الصحيفة أن اندلاع النيران في سبع خزانات للنفط ، في مرفأ السدرة، أكبر مرافئ النفط الليبية في منطقة "الهلال النفطي"، دفع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إلى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليها. من جانبها، خصصت صحيفة (البيان) افتتاحيتها، لتسليط الضوء على "تواصل قوى الشر في مصر محاولاتها استهداف قوات الأمن"، مشيرة إلى أن المعطيات الراهنة تدل على أن ما يحدث هناك هو إرهاب يائس بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة حيث " أدركت الجماعة الإرهابية أن عجلة التغيير بمصر قد سارت". وأبرزت الافتتاحية أن مصر اليوم قادرة على الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني بعد وضعها النضال في مواجهة الإرهاب التكفيري الظلامي، في موقع "صدارة العمل السياسي والاستراتيجي في مصر، فالشعب يقف يدا واحدة، فلا خوف على مصر من الإرهاب في ظل الالتفاف حول القيادة السياسية". أما صحيفة (الوطن)، فتطرقت في افتتاحيتها، إلى استسلام مسؤول كبير في تنظيم (القاعدة) بالصومال، مؤكدة أن ما وقع " يكشف عمق الازمة التي يواجهها المسؤولون القياديون في تنظيم القاعدة ليس في الصومال وحده، إنما في كل مكان في المنطقة التي صادف أو نشط فيها التنظيم". وبعد أن شددت على أن "المناطق الأكثر فوضى هي الأكثر عرضة لاختراقات من التنظيمات الارهابية بمختلف تسمياتها وأساليبها و منطلقاتها"، خلصت الصحيفة إلى أن وما حدث في الصومال من تطور سيحدث في اليمن بعد استعادة مؤسساته ونظامه وإنهاء الفوضى التي تعتبر من الظواهر الطارئة التي ستتلاشى ولو بعد حين بفضل دعم الأشقاء والأصدقاء في العالم. أما في لبنان، فكتبت صحيفة (الشرق) في مقال لها "أن العد العكسي لوداع عام مثقل بالأحداث والتطورات والأزمات الضاغطة والمتنوعة العناوين، واستقبال عام جديد قد بدأ (...) ومن الصعب تحديد ما سيكون عليه، وما يمكن أن يحمله، وإن كان اللبنانيون، على اختلاف توجهاتهم السياسية وغير السياسية، باتوا على قناعة بأن العام الجديد، لن يكون مختلفا، وهو سيحمل كامل موروثات العام الحالي، على رغم نافذة الأمل المفتوحة على احتمالات ايجابية، توفرها بعض المعطيات التي من بينها الحوار الذي سيستأنف مطلع الشهر المقبل بين (تيار المستقبل) السني و"(حزب الله) الشيعي، كما الحوار الموعود بين القادة المسيحيين برعاية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي يضع في أولى الأولويات، ملء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية الذي دخل يومه التاسع عشر بعد المئتين..." وفي ذات السياق أشارت (المستقبل) إلى أنه و"فيما ينتظر المعنيون نتائج الجولة الثانية من الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، المتوقع انعقادها في الأسبوع الأول من العام الجديد حسب تقدير رئيس مجلس النواب نبيه بير، تتجه الأنظار نحو الحوار المرتقب بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع". أما (السفير) فأبرزت أن الساحة الداخلية اللبنانية تبقى مع اقتراب نهاية السنة الحالية متÜأثرة ب "المناخات الإيجابية" التي أشاعها موسم الحوار المتجدد، سواء ذاك الذي انطلق بين "حزب الله" و "تيار المستقبل"، او ذاك الذي يجري الإعداد له بين ميشال عون و سمير جعجع"، إلا أنها ذكرت بأن عيون الأجهزة الأمنية تبقى "مفتوحة لمنع أي عمل إرهابي في فترة أعياد الميلاد". من جانبها، اعتبرت (الجمهورية) أن "الروتين الإداري بدا قاتلا بعدما تجمدت الحركة السياسية والحكومية في البلاد بفعل الأعياد قبل أن تنطلق بزخمها مباشرة بعدها"، موضحة، نقلا عن مصادر وزارية، أنه "لن يكون هناك جلسة لمجلس الوزراء قبل الثامن من الشهر المقبل بعد عبور الأعياد الرسمية، بما فيها عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية في السادس من يناير المقبل وعيد المولد النبوي الشريف في الثالث منه". وعلى صعيد آخر توقعت (الأخبار) أن تنطلق "مجددا المفاوضات "العلنية" بين الحكومة اللبنانية وخاطفي العسكريين في عرسال المحتلة المتاخمة للحدود السورية"، مبرزة أن "التواصل لا يزال مستمرا ، لكن عبر قنوات لا يقر الطرفان بوجودها".