اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بمجموعة من المواضيع منها، على الخصوص، مؤتمر إعمار غزة الذي سينعقد بعد غد الأحد بمصر، والحرب ضد الإرهاب، والأزمة في اليمن وليبيا، فضلا الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المنطقة العربية. وفي مصر خصصت صحيفة (الأهرام) افتتاحيتها للحديث عن موضوع الإرهاب إذ قالت "إن الحرب على الإرهاب لا ينبغي أن تقتصر على تنظيم بعينه دون بقية التنظيمات ولا على دولة دون غيرها من الدول، كما لا ينبغي أن تكون هذه الحرب مدخلا لتجاوز سيادة الدول، ولا أن تؤدى نتائجها إلى المساس بوحدة أراضي هذه الدول". وترى أنه لابد "من تعاون وتنسيق بشفافية كاملة بين المجتمع الدولي على أن تمتد المواجهة إلى ضرورة تجفيف المنابع لهذه التنظيمات فكريا وماليا، وأيضا التصدي لبعض الدول التي تسهل وتساعد التنظيمات الإرهابية باستضافة رموزها وتسهيل عبور التمويل والأفراد لهذه التنظيمات وعقد صفقات علنية وسرية معهم". وفي موضوع آخر، قالت الصحيفة في مقال بعنوان "الشباب والإعلام والبرلمان ثلاثية المخاطر"، "إن ثلاث قضايا مهمة وشائكة تتعلق بموقف الدولة المصرية من الشباب، وقضية الإعلام المصري، والبرلمان المصري القادم في الظروف الحالية، تحتاج إلى وقفة حكيمة تستدعي من الجميع مراجعة النفس والاستماع إلى طموحات وفتح أمامه أبواب الأمل في المستقبل". وأضافت أن "هذا الشباب حين يرى مواكب الفساد تتراجع وأبواب الفرص تنفتح ويشاهد نماذج من القدوة تنير له الطريق سوف يتغير كثيرا ويقدم على الحياة". وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "مؤتمر القاهرة .. أبعد من إعمار غزة"، أن "مؤتمر القاهرة وفقا لما تراه مصر ليس مجرد حدث إعلامي أو تجمع سياسي ليوم واحد يطرح كل طرف تعهداته وينفض البعض مسؤوليته عما يجري، ولكنه مرتكز مهم يفتح الباب لوضع استراتيجية دولية تتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل أكثر أمانة وصدقا وجرأة من السابق بعد أن عاين العالم في العدوان الأخير على قطاع غزة الأهوال التي يتكبدها الأبرياء من وراء السياسات الإسرائيلية ومن وراء الانقسام الفلسطيني الداخلي". وقالت "لعل مصر اليوم هي أقدر من يقوم بدور الحارس الساهر على حماية القضية الفلسطينية من الانزواء بعيدا في الأجندة الدولية المتخمة بقضايا محاربة الإرهاب وصراعات الدول الكبرى التي عادت للواجهة من جديد على حساب قضايا إقليمية ملحة، وعلى رأسها قضية فلسطين". من جهتها، ترى صحيفة (الأخبار)، في مقال بعنوان "إنشاء محافظات جديدة وترسيم الحدود لماذا"، أنه لابد من إجراء حوار مجتمعي قبل الإقرار النهائي لحدود المحافظاتوالمحافظاتالجديدة لشرح أبعاد الترسيم الجديد لحدود المحافظات وإنشاء محافظات جديدة. وأضافت أن الهدف من ذلك هو تحقيق التنمية الشاملة لأبناء كل محافظات مصر والتوزيع العادل للثروات وزيادة المساحة في ظل زيادة معدلات النمو السكاني وإعلاء مصلحة الوطن في المرحلة الحالية من أجل استقرار الوطن وأركان الدولة. أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت، في افتتاحيتها بعنوان "مصر وليبيا.. المبادئ لا تتجزأ"، أن مصر تحرص على وحدة الأراضي الليبية والتنسيق على أعلى مستوى بداية من مجال الخدمات وضبط الحدود والأمن واستكمال المشاريع التنموية المتوقفة، مشيرة إلى أن أمن مصر وأمن ليبيا لا يتجزآن. وأبرزت أن مصر حاضرة في المنطقة بقوة لتعزيز كافة المجالات والمشاركة الجادة في إعادة إعمار فلسطين بعقول المصريين وسواعد الإنتاج، مشيرة إلى ضرورة التصدي للجماعات الإرهابية التي تلجأ للتخريب تحت ستار الدين الإسلامي. وباليمن انصب اهتمام الصحف حول الانفلات الأمني الذي تعيشه على إيقاعه البلاد، والذي كانت آخر فصول مصرع 62 شخصا وجرح العشرات أمس في اعتداءين إرهابيين في صنعاء وحضرموت، وذلك تزامنا مع الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد خاصة بعد اعتذار مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك عن قبول تكليفه بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة. ففي مقال تحت عنوان "متى كان اليمن آمنا¿" لاحظ علي با رجاء، الكاتب الصحفي في جريدة (الثروة)، أن مبدأ التعايش بين المختلف في اليمن "لم يعد سمة حاضرة بيننا، مع أن الاختلاف في الأمة رحمة"، متسائلا "ما الذي استجد اليوم حتى برزت على السطح الصراعات بين المختلفين في الدين والمذهب والفكر ¿ ومن هو المستفيد من ظهورها ومن تناحر أطرافها ¿"، واستطرد قائلا "نحن اليوم بحاجة إلى إعادة قراءة لواقعنا، وبحاجة إلى أن تتبنى الوزارات المعنية خطط جديدة للتوعية والتثقيف والتنوير والتعريف بأصالتنا وتاريخنا الأعرق، الذي كان لا يقبل أن يأخذ من الغير إلا ما يتوافق مع ديننا وثقافتنا وتربيتنا، ويحافظ على مجتمعنا متعايشا متآلفا آمنا مستقرا". ورصدت صحيفة (المؤتمر) ردود فعل الهيئات الدينية والفكرية، ونشرت، في هذا السياق، بيانا لجمعية علماء اليمن، يدين وستنكر بشدة الاعتداءين في صنعاء وحضرموت، مذكرا بأن "الشريعة الإسلامية لا تجيز قتل النفس المعصومة بأي حال من الأحوال"، مطالبا جميع الأطراف في البلاد "بصون الدماء المعصومة، والحفاظ على أمن الوطن باعتبار ذلك واجب شرعي على كل يمني". كما نشرت الصحيفة بيانا مماثلا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين "يحذر القوى المتصارعة على الساحة اليمنية كافة من الانزلاق بالوطن إلى مستنقع عنف مجنون" مشددا على أن "مثل هذا التردي في التعاطي مع المشاكل السياسية يحيل إلى إفلاس، وغياب عقل، وقلة حيلة (..) وقد تعب الشعب اليمني المغلوب على أمره من هذا الصراع الذي يدفع ثمنه الوطن والمواطنون الأبرياء". وبدورها نشرت صحيفة (نيوز يمن) بيانا لأحزاب اللقاء المشترك دعت من خلاله السلطات السياسية في البلاد "إلى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة تنظيم القاعدة، والظاهرة الإرهابية". وجددت الأحزاب في بيانها، حسب الصحيفة ذاتها، دعوتها للقوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة بتحمل مسئوليتها ولإسراع بإخراج البلاد من تداعيات هذه الأزمة التي تهدد امن واستقرار اليمن وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، "وفي مقدمتها تشكيل الحكومة لتقوم بمهامها الوطنية والتعاون معها جميعا بروح الفريق الواحد بتذليل أي معوقات تقف أمام تنفيذ بنود الاتفاق باعتبار ذلك مقدمة لتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني العام". في السياق ذاته، نقلت صحيفة (الأيام) عن مصدر مسؤول بالأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني قوله "إن التوافق بالتصويت على المرشحين لرئاسة الحكومة كان هو الحل الذي ارتضاه الجميع للخروج من مأزق تسمية رئيس الوزراء"، مشيرا إلى أن "ذلك هو ما تم برضى وموافقة جميع الحاضرين الذين يجب أن يلتزموا بتعهداتهم إزاء ما يواجهه البلد من تحديات". وأكد المصدر ذاته، تضيف الصحيفة، أن "تسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة لهما أولوية مطلقة باللحظة الراهنة، نظرا لما تمر به البلاد من أوضاع. وفي قطر، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها تحت عنوان "لا لعودة اليمن للمربع الأول"، أن ما حدث أمس من تفجيرات في اليمن هو مؤشر خطير ربما يقود اليمن إلى العودة للمربع الأول، خاصة في ظل الأزمة السياسية التي يشهدها حاليا. وشددت على أن تجنيب اليمن حربا أهلية مسؤولية الجميع، وأن الحوثيين بما أنهم قد وضعوا أيديهم على صنعاء، فهم مطالبون أكثر من غيرهم من الجهات اليمنية بمراعاة الحقيقة، بأن أي رد فعل سالب على أحداث أمس، قد يقود اليمن إلى مستنقع العنف والقتل الممنهج. وأكدت أن اليمن يعيش ظروفا استثنائية خاصة أن الحوثيين مسؤولون أكثر من غيرهم عن أسباب هذه الظروف، بسبب سيطرتهم على العاصمة واحتلال المنشآت العامة والخاصة وأنهم بمواقفهم منحوا المتربصين باليمن الفرص للنيل من الجميع وأن حادث صنعاء أمس ما هو إلا رد فعل لمواقف الحوثيين، نفذته جهات لا تريد الاستقرار لليمن. وتحت عنوان "لتظل رايات الحوار تعلو في اليمن" كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الجميع يأمل في أن تظل رايات الحوار تعلو في اليمن "ذلك لأنه بالحوار، والحوار فقط يمكن لأشقائنا في اليمن حقن الدم". وشددت على ضرورة أن يتنبه اليمنيون إلى أن الاختلافات السياسية التي تتسبب في عدم تشكيل الحكومة، لن تعصف في النهاية باتفاق سلام 21 سبتمبر بين الحكومة والحوثيين، فحسب، وإنما ستفتح اليمن المضرج بالدم، على المزيد من الدم. أما صحيفة (الشرق) فخصصت افتتاحيتها للحديث عن أول اجتماع تعقده الحكومة الفلسطينية في غزة وقالت إن الجميع تابع أمس أول اجتماع لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية وذلك "إيذانا لمرحلة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني الموحد، آملين أن تنطلق عملية إعادة الإعمار ليعود أهل غزة إلى بيوتهم وتوحيد المؤسسات الفلسطينية". وقالت إن هذه الخطوة تحتم على المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية تقديم الدعم المادي الفعال لإنجاح مؤتمر الإعمار المقرر عقده بعد غد الأحد في مصر، والضغط على حكومة نتنياهو لفك الحصار وفتح جميع المعابر لإعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكدت أن المجتمع الدولي مطالب اليوم وبناء على هذه الخطوة البروتوكولية الناجحة بدعم التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطين بحدود الرابع من يونيو 67 بعاصمتها القدس الشريف وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وصيانة حق اللاجئين في العودة طبقا للقرار 194. وبالإمارات، تطرقت صحيفة (الاتحاد) إلى ظاهرة الغياب الجماعي للطلبة في المدارس بعد الإجازات الرسمية، وخاصة بعد عطلة عيد الأضحى، مشيرة إلى تأكيد الخبراء التربويين ومديري المدارس إلى أن وضع حد لهذه الظاهرة يتطلب وضع قوانين واضحة وحاسمة، واعتماد إجراءات مشددة داخل المدارس. من جانبها، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها أن اليمن يغرق في الفوضى الأمنية أكثر فأكثر وسط غموض سياسي يزيد من تعقيدات المشهد، مشددة على ضرورة التحلي بالتعقل والحكمة والنأي بالنفس عن التصعيد والإسراع في تعيين رئيس للحكومة تنطبق عليه المعايير المحددة في اتفاق السلم والشراكة. واعتبرت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أن اجتماع الحكومة الفلسطينية في غزة يعد خطوة جيدة ولو أنها شكلية، موضحة أهمية لقاء الفلسطينيين لبحث قضاياهم والتفاهم على مستقبلهم. وأكدت الصحيفة أن استمرار الخلاف يعيق تمكين الفلسطينيين من حياة كريمة، في حين أن رفع سقف المطالب ظل يشكل ذريعة للاختباء والتهرب خاصة وأن إسرائيل لا تعتزم تحقيق حتى المطالب الدنيا. وفي البحرين، أثارت صحيفة (الوطن) موضوع العمال الأجانب بالبلاد، حيث شددت على ضرورة "وضع حد لاستقدام العمالة الأجنبية، وتشجيع العمالة الوطنية للتوظيف في بعض المهن والخدمات"، محذرة من أن الوضع إذا استمر على ما هو عليه بعد عشر سنوات "لن يرحم المواطن، ذلك أن عصر الرفاهية بدأ بالأفول". وأكدت الصحيفة، في مقال بعنوان "وضع الحد لانفجار العمالة الأجنبية"، أنه يتعين الإسراع في اتخاذ خطوات أكثر جدية لحل هذه الأزمة التي بدأت نتائجها تنعكس على البلاد، مشيرة إلى أن "نسبة الأجانب الذين استحوذوا على وظائف القطاع الخاص الممتازة والتي يفوق دخلها ألف دينار (حوالي 23 ألف درهم) بلغت 95 في المئة، الأمر الذي يجعلنا نخشى أن المواطن سيبحث بعد بضع سنوات عن أجنبي يكفله، أو عن أجنبي واسطة للتوظيف". على صعيد آخر، تناولت صحيفة (الوسط) موضوع اليمن، معتبرة أن معضلته مركبة ومعقدة، لكونها لا تتمثل فقط في سيطرة الحوثيين على أجزاء واسعة من أرض اليمن ووصولهم إلى قلب صنعاء، واستيلائهم على فرقة عسكرية، ولكن أيضا في "وجود حكومة نخرها العجز والفساد، فغدت غير قادرة على فرض الأمن والاستقرار، حتى في حدود العاصمة العريقة، التي تحتل حيزا كبيرا في الوجدان والضمير اليمني والعربي، على السواء". وبعد أن أبرزت الصحيفة خطورة انتقال شكل الصراع في اليمن من طابعه القبلي المألوف إلى الطابع الطائفي، شددت على أن حل الأزمة اليمنية، يكمن في مواجهة المشكلات التي يعانيها البلد، وعلى رأسها "الفقر المدقع، وحالة التهميش الواسعة التي تعانيها الأطراف، وضعف الدولة المركزية، وغياب جيش يبنى بحرفية وتدريب عال، يحمل عقيدة وطنية، تنأى عن الانتماءات القبلية والطائفية، وتؤمن بوطن يمني حر وكريم وقادر على النهوض". وفي الأردن، قالت صحيفة (الغد) إن محدودية النتائج الأولية لحملة القصف الجوية المتعثرة، وفشلها في كبح اندفاعة "داعش" الحربية عمقت حالة الشك لدى أخلص حلفاء أمريكا، بمن فيهم الأوروبيون والعرب، في جدوى إستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما. واعتبرت أن الحكم بعدمية الرهان على هذا التحالف، الذي "تتولاه قيادة تعوزها الروح القتالية والبصيرة السياسية"، يصبح والحالة هذه حكما "غير متعجل"، مضيفة أن التساؤل عما تبقى من هذا التحالف، الذي لا يعرف كيف ومتى سينهي مهمته العسيرة، يصبح "تساؤلا في محله، طالما أن بدايته أتت غاصة بالإخفاقات، وحافلة بالمصالح الجزئية المتعارضة، وبالغايات السياسية الملتبسة". من جهتها، كتبت (الدستور)، في مقال بعنوان "لكي لا يقع الإسلاميون في (فخ) التطرف"، أن مشكلة الإسلاميين في الأردن أنهم نجحوا في تقديم نموذجهم، الوطني والديمقراطي، وأثبتوا حرصهم وترفعهم عن الخوض في لهو الحديث "ورفضهم الدخول في بازار المناوشات الذي تنصبه بعض الميلشيات النخبوية لاصطياد الأخطاء والخطايا". وأضافت الصحيفة أنه "يبقى أن نذكر الحركة الإسلامية بضرورة الخروج من هذا الفخ المنصوب" من خلال الإصرار على مواجهة التطرف والنهوض بمبادرات وطنية لتوجيه الشباب نحو الاعتدال وإقناعهم به، مشيرة إلى أن هذا الواجب يحتاج لجهود الآخرين في كل المجالات السياسية والتعليمية، "لكن الصحيح أيضا أن دور الحركة الإسلامية يجب أن يكون رياديا، فهي أقدر من غيرها على إنتاج خطاب الاعتدال وتسويقه في المجتمع".