اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم،الأربعاء، بتطورات الأزمة السورية، ومستجدات القضية الفلسطينية،إضافة إلى تسليط الأضواء على عدد من القضايا الداخلية في الدول العربية. وهكذا كتبت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "في الوقت الذي خيمت فيه ظلال الفشل مبكرا على مؤتمر جنيف 2 حول سورية ، تعرضت مفاوضات حل الأزمة السياسية بين الأطراف المتصارعة على السلطة ، في كل من تونس واليمن لتعثر خطير في ضوء فشل الفرقاء التونسيين في التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء المهلة المحددة للحوار الوطني، وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين في اليمن. بينما شهدت ليبيا ليلة دامية جديدة من الاشتباكات التي تعكس حالة الفوضى الأمنية،التي تعيشها المدن الليبية حاليا". أما جريدة " الأخبار" فأشارت من جهتها إلى إعلان الموفد الدولي،الأخضر الإبراهيمي،أن المباحثاث التي أجراها في جنيف مع مثلي روسيا والولايات المتحدةالأمريكية لم تتح للأسف تحديد موعد لمؤتمر السلام حول سورية المعروف ب "جنيف 2"،مشيرة إلى أن الإبراهيمي ، أعرب عن أمله في التوصل إلى عقد هذا المؤتمر قبل متم العام الجاري ، وأن اجتماعا ثلاثيا ثانيا بينه وبين الأمريكيين والروس سيعقد في 25 من الشهر الجاري،موضحا أن المعارضة السورية مدعوة لحضور المؤتمر بوفد مقنع. واهتمت الصحف الأردنية بالخطوات الخطيرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بالقدس والضفة الغربية المحتلتين، والتي من شأنها نسف مفاوضات السلام الجارية مع الجانب الفلسطيني. ففي مقال بعنوان"دعوة للرحيل إلى مجلس الأمن"، كتبت صحيفة (الرأي)، أنه "تحت ظل المفاوضات يواصل بنيامين نتنياهو استكمال مخطط الفصل الأحادي الجانب في الضفة المحتلة، والذي بدأه شارون عام 2004 بالانسحاب أحادي الجانب من غزة. وفي الأيام الأخيرة أصدر نتنياهو قرارا ببناء 1500 وحدة استيطانية في القدسالمحتلة، وأعلن عن نيته البدء في بناء الجدار العازل بين الضفة والأردن، في الوقت الذي تستمر فيه حكومته بتشجيع المستوطنين على الصلاة في المسجد الأقصى، تمهيدا لتقسيمه". من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)،أن إصدار نتنياهو أوامر بإقامة جدار في منطقة الأغوار على الحدود الفلسطينية- الأردنية، "يحمل العديد من الدلائل والمعطيات والحقائق أهمها أن الإعلان عن إقامة الجدار يأتي بعد رفض نتنياهو الانسحاب من هذه المنطقة الإستراتيجية، وعرضه استئجارها من السلطة الفلسطينية لمدة 99 عاما، ما يعني نسف المفاوضات والعملية السلمية من جذورها، خاصة وقد تزامن هذا الإعلان مع الموافقة على إقامة آلاف الوحدات السكنية في المستعمرات المقامة بالقدسالمحتلة". أما صحيفة (الغد)، فقد توقفت عند الاجتماع الصاخب للجنة الشؤون الداخلية في الكنيسيت الإسرائيلي، أول أمس، والتي خصصت لمناقشة تقسيم المسجد الأقصى، بين المسلمين واليهود، مضيفة أنه، وبعد أن صرخ النواب العرب في الكنيسيت وحذروا من اللعب بالنار، وتركوا الاجتماع، بدأ الخلاف الحاد بين اليهود أنفسهم". كما واصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تسليط الضوء على تطورات القضية السورية والجهود المبذولة لتسويتها سلميا،حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أنه بعد ساعات من المباحثات المكثفة في جنيف، فشل الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي للأزمة السورية، ودبلوماسيون أمريكيون وروس، في تحديد موعد مؤتمر (جنيف 2) للسلام بشأن الأزمة السورية. ومن جهتها أشارت صحيفة (الحياة) إلى انعقاد اجتماع ثلاثي جديد بين الإبراهيمي ومفاوضين أمريكيين وروس في 25 الشهر الحالي، لبحث إمكانية عقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري،مبرزة أن مصير الرئيس بشار الأسد في الفترة الانتقالية ظل نقطة خلاف رئيسية، إذ طرحت مجموعات معارضة رحيله شرطا مسبقا للمشاركة، وهو التوجه الذي سار فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ومن جانبها أشارت صحيفة (القدس العربي) إلى أن المعارضة السورية لم تضع شروطا للمشاركة في المؤتمر إذا كان سيؤدي إلى وقف العنف والإرهاب ويصل بالبلاد إلى نظام ديمقراطي. وأشارت في السياق ذاته إلى انتقاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طلب أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وضع إطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد قائلا، انه يجب عدم وضع شروط مسبقة لمؤتمر (جنيف 2) للسلام. وأضاف أنه يجب دعوة كل أصحاب التأثير على الوضع للمشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن ذلك لا يشمل الدول العربية فحسب بل أيضا إيران ومن جانبها سلطت الصحف الإماراتية،الضوء على الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي للمسلمين من خلال طرحه تقسيم المسجد الأقصى، والإصرار الأمريكي على مواصلة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية رغم عدم جدواها. وكتبت صحيفة "البيان" في مقال افتتاحي بعنوان"حرمة الأقصى ونجدته "أن المحظور حدث وخطأ الاحتلال خطوة جديدة في استفزاز المسلمين عبر طرح تقسيم المسجد الأقصى بعدما مر استفزاز الاقتحامات اليومية دون صخب أو غضب، مضيفة أن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى ل 7 ر1 مليار مسلم، والمسلمون يحذرون من أن أي حديث عن تقسيم المسجد هو "استمرار للعب بالنار"والمقصود به هو تفجير المنطقة قبل أن يكون لغما للمفاوضات يضاف إلى مسلسل التهويد والاستيطان. وكتبت صحيفة"الخليج " في افتتاحيتها،أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يريد استمرار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومنحها الفرصة التي تحتاجها، معتبرا أن قيام تل أبيب ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في ظل المفاوضات مجرد توترات، وأن بلاده ستبذل كل الجهود اللازمة لدفع العملية إلى الأمام. وتحت عنوان " كلام خارج السياق " تساءلت اليومية ، كيف ستبذل واشنطن كل جهودها،وما هي الفرصة التي يطلبها كيري، مضيفة أن 20 عاما من المفاوضات التي كانت برعاية أمريكية لم تحقق أي تقدم وخلالها عمدت إسرائيل إلى توسيع الاستيطان ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية وإقامة عشرات المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي كان يفترض أنها تشكل الدولة. واهتمت الصحف اليمنية والبحرينية والسودانية والقطرية بقضايا تهم الشأن الداخلي في هذه البلدان ،حيث تركزت اهتمامات الصحف اليمنية على مواضيع المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعدة ،وترحيل العمال اليمنيين المخالفين لنظام الإقامة في السعودية، فضلا عن اهتمامها المعتاد بملف مؤتمر الحوار الوطني. وأبرزت صحيفة (الثورة) في هذا الإطار قول الرئيس اليمني خلال رئاسته أمس لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني أن "تأجيج الصراع المذهبي لا يخدم أمن واستقرار الوطن"، محذرا "الذين يظهرون ما لا يبطنون من عرقلة مؤتمر الحوار الوطني"،بينما كتبت صحيفة"أخبار اليوم" أن "الحوثي لديه جناح يحاور في صنعاء وآخر يحارب في صعدة"، مشيرة إلى وقوع معارك شرسة بين الحوثيين والسلفيين أمس في جبهة كتاف، ومواصلة الحوثي قصف بلدة دماج، بينما "مسئولو المستشفى العسكري في صنعاء منعوا من زيارة الجرحى الذين نقلوا إليه من دماج". وعلى صعيد آخر تحدثت صحيفة (المصدر) تحت عنوان "على مشارف نكبة ثانية"عن ترحيل 12 ألف عامل يمني خلال اليوم الأول من حملة التفتيش الواسعة التي شرعت السلطات السعودية في تنفيذها أول أمس لترحيل العمالة المخالفة لقوانين الإقامة. وتحت عنوان"أخبار اليوم تفتح ملف تسونامي القادم من المملكة"،أوردت الصحيفة تحذيرا للخبير الاقتصادي البارز وأستاذ علم الاقتصاد بجامعة عدن علي عبد الكريم من"مخاطر ما سماه بالطوفان القادم إلى سوق العمل في حال ترحيل عشرات الالاف من العمالة اليمانية من السعودية". ومن جهتها،اهتمت صحف البحرية (الوطن) و(الوسط) و(الأيام) و(البلاد) و(أخبار الخليج) البحرينية بتسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل،خلال استقباله أمس بالمنامة،رسالة من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، تتعلق بالعلاقات بين البلدين وآخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية. وعلى صعيد آخر،أشارت الصحف إلى إرسال الهلال الأحمر البحريني أمس، الشحنة الأولى من مساعدات الإغاثة للسودان لفائدة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت عددا من مناطقه والتي تشمل أكثر من 40 طنا من المعدات الطبية والأدوية والأغطية والأفرشة.كما أوضحت الصحف أن المرحلة الثانية من هذه المساعدات تتمثل في قيام (جمعية الهلال الأحمر البحريني) خلال الفترة القادمة بإعادة تأهيل مركز صحي في السودان بكلفة تقدر بمبلغ مليون دولار. وتناولت الصحف السودانية زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى منطقة آبيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان،حيث كتبت صحيفة( الأهرام اليوم) أن حشودا من قبيلة دينكانوك حاولت الاعتداء على وفد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الذي بدأ أمس الثلاثاء زيارة لمنطقة آبيي، مشيرة إلى أن القوات الإثيوبية المرابطة هناك اضطرت إلى استعمال الذخيرة الحية لمنع المحتجين من إلحاق أي ضرر بأعضاء الوفد الذي يضم 14 سفيرا من الدول الإفريقية المكونة للمجلس، وستة من كبار موظفي المجلس. ومن جهتها أشارت صحيفة ( التغيير) إلى أن قوات( اليونيسف ) في آبيي أخلت وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى مقرها عقب احتجاجات ساخطة لدينكانوك، واضطر الوفد إلى إجراء مباحثاته مع قيادات القبيلة في مقر بعيد عن المحتجين،مشيرة إلى الوفد سيلتقي اليوم الإدارات الأهلية لقبيلة المسيرية المكون الأساسي الآخر لسكان المنطقة. وقالت صحيفة(الانتباهة)إن السبب الرئيسي الذي كان وراء مهاجمة مجموعة من غلاة قبيلة دينكانوك للبعثة الرسمية الإفريقية يكمن في كون المجموعة وجدت أن موقف الاتحاد الإفريقي الرافض للاستفتاء الأحادي الذي أجرته مؤخرا القبيلة حول تبعية المنطقة ، فيه إضعاف لقضيتهم وإبطال فوري لمفعول الاستفتاء الذي ولد في الأساس ميتا. وبخصوص الاجتماع الخاص بسد النهضة الإثيوبي الذي انطلق أول أمس بالخرطوم وضم وزراء في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، نقلت صحيفة(الرأي العام )عن وزير الموارد المائية والطاقة الإثيوبي قوله إن الاجتماع قد تأجل بالنظر إلى بروز خلافات بين الأطراف الثلاثة بشأن تكوين لجنة الإشراف على تنفيذ بناء السد. ونقلت صحيفة (التغيير) عن وزير الموارد المائية والري المصري قوله أن الاجتماع لم يسفر عن اتفاق في رؤى الدول الثلاث خاصة ما يتعلق بتكوين لجنة الإشراف على تنفيذ بناء السد ، مشيرا الى انه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في الثامن من دجنبر المقبل لاستكمال المشاورات اللازمة في هذا الشأن. أما الصحف القطرية،فركزت اهتمامها على الخطاب الذي ألقاه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر امس ، في افتتاح الدورة 42 لمجلس الشورى القطري ،وأجمعت على وصفه بأنه " برنامج عمل للمرحلة المقبلة" ، حيث اعتبرت صحيفة(العرب)أن الخطاب "رسم مسارات المستقبل بوضوح وعناية بلا مبالغة، وانه لامس مفاصل كثيرة، بينها ما هو داخلي، ومنها ما هو خارجي، كما لم يغفل التحديات التي يمكن أن تمثل عقبات بوجه الاقتصاد القطري النامي". من جهتها ،قالت صحيفة ( الشرق ) في افتتاحيتها أن أمير البلاد اختصر أهداف التنمية ورؤية قطر 2030 بثلاث كلمات وهي "بناء الوطن والمواطن"،مؤكدة انه" اختار هذه المعادلة الثلاثية منطلقا لرؤيته الشاملة والمتكاملة للسياسات الداخلية والخارجية". وكتبت صحيفة(الوطن) أن خطاب أمير البلاد أكد على ثوابت أصيلة وثابتة في نهج قطر،ومنها تشديده على "دعمه الكامل للشعب السوري الذي أصبح يدافع عن وجوده على أرضه وليس فقط لتحقيق العدالة والحرية"،مبرزة انتقاده لعجز المجتمع الدولي عن التصدي لنظام دمشق. وفي السياق نفسه لاحظت صحيفة"الراية" أن الخطاب على صعيد السياسة الخارجية "لم يخل من حرص قطر على علاقاتها الخليجية والعربية وبحتمية المصير المشترك وتعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والوقوف إلى جانب الشعوب العربية وقضاياها العادلة، ودعم العمل الخليجي والعربي المشترك، ومساندة كل جهد يفضي إلى إشاعة أجواء الأمن والسلم الدوليين".