تطرقت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، إلى مواضيع تهم، على الخصوص، اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، ومستجدات الملف السوري، إضافة إلى تعثر مفاوضات السلام حول القضية الفلسطينية. ففي مصر، أوردت صحيفة "الأهرام، أن اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب المنعقد أمس الثلاثاء بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالاسكندرية، ناقش مخطط الربط بواسطة السكك الحديدية بين الدول العربية. ونقلت عن وزير النقل المصري ، قوله إن الاجتماع بحث مشروع الربط البحري بين الدول العربية وموانئها، والمسودة الثالثة لمشروع اتفاقيات النقل البحري للركاب والبضائع بينها، وتوصيات ورشة عمل التعليم والتدريب البحري بالمنطقة العربية، ودراسة تطوير دور النقل البحري في تنمية التبادل التجاري بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. وتوقفت الصحيفة أيضا عند الوضع الأمني في سيناء، مشيرة إلى إن ضابط صف ومدنيا قتلا فيما أصيب خمسة جنود خلال هجوم شنته مجموعة إرهابية على حافلتين مخصصتين لأفراد القوات المسلحة بسيناء، حيث فجر الإرهابيون ثلاث عبوات ناسفة أعقبها إطلاق نار كثيف لدى مرور الحافلتين على طريق العريش. وانصب اهتمام الصحف القطرية على الجهود المبذولة دوليا لاحتواء الأزمة السورية، في ضوء تنامي الآمال لانعقاد مؤتمر جنيف (2)، حيث اعتبرت صحيفة (الشرق) أن نتائج اجتماع (أصدقاء سوريا) في لندن "جاءت ملبية إلى حد بعيد لشروط نجاح مؤتمر (جنيف 2) المرتقب لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المتفاقمة ميدانيا وإنسانيا تحت إصرار النظام على فرض الحل الأمني". ومن جهتها، طالبت صحيفة ( الراية) المجتمع الدولي "بوضع خريطة طريق واضحة المعالم لمؤتمر (جنيف 2)، والاتفاق على موعده وأجندته باعتبار أن أي تأخير في عقده أو فشله سيكون بمثابة الكارثة الجديدة للشعب السوري ومنح النظام الفرصة لتنفيذ ما عجز عنه خلال الفترات الماضية ". أما بخصوص عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، فقد استنكرت صحيفة ( الوطن ) القطرية اعتزام إسرائيل بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات يفترض أنها تستهدف تحقيق السلام، مؤكدة أن إسرائيل "لا تؤجل الاستيطان ولا تواريه بل تستخدمه كقنبلة في الوقت المناسب لتدمير عملية السلام". بدورها، اهتمت الصحف الأردنية بمسار مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، حيث اعتبرت صحيفة (الرأي)، أن هذه "المفاوضات وصلت الآن إلى طريق مسدود في موضوع القدس، الذي لم يتوقف الاستيطان عن نهش مكوناتها الجغرافية والبشرية والحضارية، وفي قضايا أخرى لم يحرك فيها ساكنا سواء في قضية اللاجئين أو الحدود أو غيرهما، طالما بقي الفلسطينيون يتحدثون عن دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، في حين ترفض إسرائيل عمليا ذلك". من جهتها، قالت صحيفة (الدستور)، إن "دهاقنة الاحتلال والاستيطان العنصريين يريدون الإشفاق على الشعب الفلسطيني، ليس بسبب تشرده واحتلال أرضه واستيطانها وانتهاك مقدساته، بل يشفقون عليه من دولته إذا أعلنت، لأنها ستكون استبدادية وبلا ديمقراطية وتنتهك فيها حقوق الانسان"، مضيفة أنه "إلى هذا الحد وصلت فلسفة الاحتلال، بحيث لا يعتذر للضحية عما اقترف في حقها لستة عقود، بل يمن عليها بالنصيحة كي تبقى تحت الاحتلال وبلا دولة، لأن ذلك أسلم، ما دامت الدولة (الفلسطينية)، ستكون بالضرورة استبدادية". من جانبها،أشارت صحيفة (الغد)، إلى أن المسجد الأقصى والقدس "دخلا في مرحلة لا تحتمل الدبلوماسية والمواقف السياسية الهزيلة، فهما يعيشان أخطر المراحل عبر التاريخ، وأن إسرائيل تستهدفهما منذ زمن طويل، بعد أن وضعت يدها بالكامل على الحرم الإبراهيمي وسيطرت عليه"، وأنه في ظل هذه الإجراءات حان الوقت "للتوقف عن المفاوضات التي استمرت على مدار 20 عاما منذ مؤتمر أوسلو، ولم تقدم سوى التنازلات لمصلحة الجانب الإسرائيلي". أما الصحف البحرينية، فقد وجهت اهتمامها صوب الشأن الداخلي، حيث أبرزت صحف (البلاد) و(الأيام) و(الوطن) و(الوسط) و(أخبار الخليج) افتتاح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى، مشيرة إلى أنه من المقرر عقد جلسة إجرائية للمجلسين بعد حفل الافتتاح الرسمي. واهتمت الصحف، من جهة أخرى، بالوضع الأمني في البلاد، حيث ذكرت، استنادا لمصدر أمني أن شخصا لقي مصرعه، أمس، أثناء حمله لقنبلة وتوجهه لزرعها في مكان بقرية بني جمرة بضواحي المنامة. كما أوردت الصحف بيانا لوزارة الداخلية ينفي صحة ما ورد في تقرير أذاعته قناة (بي بي سي) العربية حول مقتل شاب، مؤخرا، في قرية المالكية، ويؤكد أن القتيل لم يسقط ضحية إطلاق نار من قبل الشرطة بل جراء طلق ناري من قبل أحد الأشخاص بعد دخوله في شجار معه. وحظيت الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير، يوم أمس، إلى دولة جنوب السودان، على الخصوص، باهتمام الصحف السودانية، ومنها صحيفة(آخر لحظة) التي قالت إن القمة التي جمعت البشير ونظيره سلفاكير "كسرت حاجز الشك وهدمته، ووضعت أساسا جديدا لعلاقة آمنة ومستقرة بين البلدين الشقيقين "، مبرزة أن القمة أكدت أن هناك حرصا على تحقيق السلام المرتبط بالأمن المفضي إلى الاستقرار والتنمية. أما صحيفة ( الخرطوم) فقد اعتبرت أن زيارة البشير إلى جوبا كانت ناجحة بكل المقاييس وكشفت أن البلدين يدخلان مرحلة جديدة يودعان فيها التوترات، مبرزة أن زيارة اليوم الواحد حققت إنجازات قياسية وأكدت توفر الإرادة السياسية لدى قائدي البلدين. ومن جهتها، قالت صحيفة ( اليوم التالي) أن القمة بين البشير وسلفاكير نجحت في نزع فتيل التوتر بسبب النزاع على منطقة أبيي خاصة بعد الحملة الأخيرة التي قام بها أبناء المنطقة من أجل تنظيم الاستفتاء بها من جانب واحد يوم 28 أكتوبر الجاري. وأوردت صحف ( التغيير ) و( السوداني) و( الرأي العام ) نص البيان الختامي المشترك الصادرعن القمة، مبرزة ما تضمنه من نقط خاصة تلك المتعلقة بالمنطقة المنزوعة السلاح ومعابر الحدود وتكوين الإدارات والمؤسسات والمجلس التشريعي بأبيي وتعزيز الأمن بالحدود ومواصلة انسياب النفط الجنوبي عبر التراب السوداني، اضافة الى اجراءات أخرى تتعلق بالجانب الاقتصادي وتبادل الخبرات. واهتمت الصحف اليمنية بدورها بالشأن الداخلي، خاصة في شقه المتعلق بمستجدات مؤتمر الحوار الوطني وبالتطورات الأمنية والعسكرية التي تشهدها البلاد، حيث أفادت صحيفة (الثورة) أن لجنة (8+8) المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني ستستأنف اجتماعاتها عقب عودة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر المرتقبة اليوم، وأن "لجنة توفيق الحوار" (لجنة تركيبية) تجتمع اليوم وغدا بحضور رؤساء عدد من الفرق واللجن. وتساءلت صحيفة (أخبار اليوم) حول ما إذا كان الرئيس هادي سينجح في مواصلة الجلسة الثالثة أم سيرضخ للضغوط في ظل "مقترح بنعمر للفدرالية من إقليمين والاستفتاء بعد 5 سنوات واشتراطات الحراك بنقل الحوار خارج العاصمة". وتحدثت صحيفة (اليمن اليوم)عن"سيطرة معتقلي القاعدة على مقر جهاز الأمن السياسي" في صنعاء أمس، مشيرة إلى أنهم بدؤوا بالهجوم على مدير التحقيقات مستخدمين السلاح الأبيض، وأنهم "احتجزوا ضباطا وأفرادا وأودعوهم الزنازين". بينما اكتفت (أخبار اليوم) حول الموضوع نفسه بالإشارة إلى "إصابة مدير التحقيقات بالطعن واحتجاز جنديين داخل سجن الأمن السياسي بصنعاء.. إثر مصادمات مع سجناء حاولوا الفرار تسببت في سقوط 4 جرحى". وفي ما يتعلق بالتطورات العسكرية بالبلاد، أبرزت (أخبار اليوم) شن الطيران اليمني لغارات على تمركز القاعدة في وادي (حمارا) بالمحفد في منطقة أبين، مشيرة إلى أن هذا الهجوم الجوي جاء عقب هجوم الجمعة الماضي على اللواء 111 الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص وجرح 20 آخرين من التنظيم بينهم أفارقة. وعادت الصحف العربية الصادرة من لندن إلى تسليط الضوء على تطورات القضية السورية، والمساعي المبذولة لتسويتها سلميا حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن نجاح اجتماع (لندن 11) لوزراء خارجية الدول الإحدى عشرة الأساسية في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، أمس، في إصدار موقف موحد تجاه العملية السياسية لحل الأزمة السورية، والتي ترتكز على عقد مؤتمر (جنيف 2) خلال الأسابيع المقبلة. أما صحيفة (الحياة) فأشارت في هذا السياق إلى أن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أبلغ اجتماع (لندن11) "خمس لاءات" تتعلق بحضور مؤتمر (جنيف - 2) المزمع عقده الشهر المقبل، قائلا إنه لن يقبل المشاركة فيه إلا إذا كان هدفه الترتيب لخروج الرئيس بشار الأسد الذي وصفه بÜ "السفاح" من الحكم وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية. من جهتها، نسبت صحيفة (القدس العربي) إلى مصادر من المعارضة السورية قولها بوجود احتمال لمشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف في حال الموافقة على ورقة قدمها خلال اجتماع لندن تتضمن شروطا طالب المجتمع الدولي بالموافقة عليها والعمل على تحقيقها قبل المؤتمر، وتتضمن تلك الشروط وقف إطلاق النار وإطلاق سراح معتقلين ومعتقلات، وفتح ممرات آمنة لإيصال الإغاثة للمناطق المحاصرة. وطغى الشأن الداخلي على اهتمامات جل الصحف اللبنانية حيث خصصت عناوينها للجلسة التشريعية المتوقع انعقادها اليوم، وأجمعت على استحالة ذلك بعد تصريحات المعارضة (14 آذار /مارس) التي تشير إلى أنها لن تشارك بحجة عدم شرعية الجلسة. وعلقت صحيفة (السفير) قائلة إن الجلسة العامة التي عقدت أمس لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية لم تنجح في تمهيد المناخ أمام التئام الجلسة التشريعية المقررة اليوم، وبالتالي التأسيس لانفراج سياسي، يعيد وصل ما قطعه الاحتقان السياسي والمذهبي، والصراع على الصلاحيات والأدوار، وهكذا فإن "تحرير" الجلسة التشريعية لمجلس النواب لا يزال ينتظر نضوج الظروف الملائمة التي يبدو أنها لم تختمر بعد. أما صحيفة (النهار) فخلصت إلى أن عدم انعقاد جلسة مجلس النواب التشريعية اليوم وغدا بات محسوما بعدما تعذر التوصل إلى تسوية تتعلق بجدول الأعمال. ونسبت إلى مصادر نيابية واكبت المشاورات قولها إن الباب لم يوصد بعد بين رئيس المجلس نبيه بري وفريق 14 آذار، إذ ستكون هناك اجتماعات أخرى لإيجاد قواسم مشتركة بين الجانبين (المعارضة والأغلبية المتمثلة في 8 آذار) في شأن عدد من الملفات بينها ملف معاودة مجلس النواب أعمال التشريع بما يتلاءم مع واقع وجود حكومة تصريف للأعمال.