استأثر الوضع الداخلي في مصر وتطورات قضية الشرق الأوسط في ظل جولة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة والمنتدى الاقتصادي العالمي الذي احتضنه الأردن وتفاعلات الأزمة السورية وتوافقات الحوار الوطني في تونس وقانون العزل السياسي في ليبيا والمراجعة الدستورية في الجزائر باهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين. فقد كتبت "الأهرام" أن دائرة الصراع السياسي في مصر بدأت تتسع بين القوى السياسية لتشمل جميع القضايا الراهنةí¾ وفي مقدمتها الصراع المتفاقم حول مشروع تعديلات قانون السلطة القضائية وقانوني الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية٬ موضحة أن قرار المحكمة الدستورية السماح لرجال الجيش والشرطة بالمشاركة في الانتخابات أثار جدلا جديدا بين القوى الحزبية والسياسية بلغ حد انفجار أزمة جديدة في الشارع السياسي. ونقلت "الأخبار" عن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات قوله إن الجهاز بصدد وضع منظومة عمل لتفعيل عمل أجهزة الدولة الرقابية لمكافحة الفساد في جميع المؤسسات بما فيها الرئاسة٬ مشيرا إلى أنه سيتم الكشف قريبا عن قضايا فساد كبرى تورط فيها وزراء ومسؤولون سابقون. أما "الوفد" فذكرت بأن واشنطن اشترطت على القاهرة تفعيل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية واحترام حقوق الإنسان مقابل الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي٬ وربطت استمرار المساعدات الأمريكية لمصر بتحقيق تقدم واضح في هذا الاتجاه. وتحت عنوان "تصويت العسكريين يثير أزمة عاصفة" رأت "الحرية والعدالة" أن إقحام الجيش في السياسة يشكل خطرا على الأمن القومي٬ وتساءلت عما إذا كان من حق المرشحين عقد مؤتمرات انتخابية داخل الثكنات٬ بينما أشارت "اليوم السابع" إلى أن هذا القرار أحدث زلزالا في الأوساط السياسية وخاصة المنتمية للتيار الإسلامي التي اعتبرته موجها لضربها في الانتخابات المقبلة. وفي موضوع عملية السلام٬ كتبت "الجمهورية" نقلا عن الرئيس الفلسطيني تأكيده أن الفرصة ما زالت قائمة لصنع عملية سلام حقيقية ووصف جهود وزير الخارجية الأمريكي لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بأنها تبعث على الأمل. أما "الوطن"٬ فأبرزت أن تل أبيب تقوم٬ بالتزامن مع الجهود الدولية لإحياء عملية السلام٬ بالاستعداد لحرب كيماوية محتملة بالادعاء بكونها الأكثر تعرضا للتهديد في المنطقة وهو ما يقوض كل محاولة لإعادة وضع عملية السلام على مسارها الصحيح. واهتمت الصحف اللبنانية باستهداف الضاحية الجنوبيةلبيروت٬ ذات الأغلبية الشيعية٬ أمس بصاروخي غراد تسببا في إصابة أربعة أشخاص بجروح وحدوث أضرار مادية٬ وذلك غداة إلقاء الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله خطابا جدد فيه التزام حزبه بالقتال إلى جانب الجيش النظامي السوري ضد المعارضة المسلحة خاصة على جبهة القصير (ريف حمص). فتحت عنوان "استهداف الضاحية يجمع الخائفين من الفتنة"٬ قالت "السفير" إن "لبنان كله غارق في القلق. صاروخان عشوائيان على الضاحية (...) نقلا البلد إلى مرحلة جديدة وخطيرة. إنه مشروع الفتنة المتنقل على منصات غراد"٬ مضيفة أنه "إذا كانت العناية الإلهية قد جعلت خسائر الصاروخين تقتصر على أربعة جرحى وأضرار مادية٬ فإن مراجع سياسية وأمنية تعاملت مع الحادث باعتباره نقطة تحول في مسار الأحداث٬ تتطلب على المستوى السياسي خطوات مسؤولة٬ وتستدعي على المستوى الميداني تعزيز الأمن الوقائي". ورأت "المستقبل"٬ من جهتها٬ أن "الرسالة الصاروخية الإرهابية التي سقطت على الضاحية الجنوبيةلبيروت جاءت لتزيد مخاوف اللبنانيين الذين قبضوا على قلوبهم جزعا مما تخبئه لهم الأيام الآتية٬ وخشية انتقال شرارة الفتنة التي يعمل النظام السوري على تصديرها إلى لبنان من بوابة طرابلس وصولا إلى باقي المناطق اللبنانية٬ ولتثير موجة واسعة من الاعتراضات والاستنكار". وتحت عنوان "الاحتدام المذهبي بلغ الضاحية الجنوبية"٬ أكدت "النهار" أن هناك "سباقا محموما بين السياسة والأمن٬ ومساع لتخفيف الاحتقان قبل الانفجار الكبير الذي تجهد جهات عدة لإبعاده عن الساحة اللبنانية٬ فيما شبحه يخيم على الأجواء من طرابلس (شمال) إلى صيدا (جنوب) مرورا بالقرى الحدودية مع سوريا٬ وصولا إلى الصاروخين اللذين بلغا أمس حدود العاصمة بيروت من بوابة الضاحية الجنوبية في منطقة الشياح". أما الصحف الإماراتية فتناولت عدة مواضيع سياسية دولية أبرزها مستجدات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والأزمة السورية. وفي هذا الصدد٬ كتبت صحيفة "الخليج" أن الرئيس الفلسطيني تحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الأردن بتفاؤل عن تسوية محتملة مع إسرائيل وربط هذا التفاؤل بجهود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وجولاته في المنطقة التي تشمل إسرائيل ودولا عربية. وأوضحت أن عباس أشار تحديدا إلى جهود كيري وقال إنها "تبعث الأمل في النفوس"٬ مشددة على أنه "إذا كانت هناك معطيات لدى الرئيس الفلسطيني غير معروفة أو غير معلنة أبلغه بها الوزير الأمريكي وتوفر قاعدة لتسوية عادلة٬ فمن حقه أن يتفاءل. أما إذا كان ما هو معروف ومعلن من ممارسات إسرائيلية ومواقف أمريكية فذاك خيار خاسر لا يتعين المراهنة عليه مطلقا". وتساءلت الصحيفة "أي تفاؤل هذا والموقفان الإسرائيلي والأمريكي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية يتعارضان تماما مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويحولان بالمطلق دون التوصل إلى أية تسوية عادلة"٬ لافتة الانتباه إلى أن إسرائيل "مازلت تحث الخطى على توسيع الاستيطان وعلى استكمال مخططات التهويد في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة كما ترفض الانسحاب من الأراضي التي احتلتها وتعمل على استكمال بناء الجدار العنصري وتصر على اعتبار القدس عاصمة لما يسمى "الدولة اليهودية" كما ترفض إطلاق سراح الأسرى بل وتعتقل المزيد يوميا لتضيفهم إلى الآلاف في معتقلاتها". من جهتها٬ حملت صحيفة "البيان" المجتمع الدولي٬ عبر منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية٬ مسؤولية صنع السلام المرجو على أسس تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس فضلا عن وجوب الحضور الفاعل لجامعة الدول العربية في أي اتفاق يتم التوصل إليه مستقبلا. وكتبت صحيفة "الوطن" بخصوص اصطفاف حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد لقتل شعبه "كما يفعل النظام السوري بتوجيه السلاح إلى صدور ورؤوس المعارضين السوريين" واعتبرت أن "حزب الله يرتكب الجريمة نفسها محاولا إيجاد ذرائع موضوعية تغطي أخطاءه وخطاياه". وأضافت أن معظم العرب وغير العرب كانوا ينظرون إلى (حزب الله) على أنه قوة مقاومة خرجت من قلب ثورة التحرير التي تستهدف الحفاظ على القضية الفلسطينية حية في وجدان ونفوس العرب والمسلمين٬ وخاضت حروبا عديدة بأشكال مختلفة ضد إسرائيل٬ "لكن هذا الاعتقاد صار في خبر كان بعدما اصطف الحزب في صف نظام بشار الأسد المتمادي في قتل شعبه٬ متخذا مسارا مختلفا وتوجها متناقضا ومتباينا مع مبادئه التي أعلنها في ظروف مختلف وأزمان سابقة" وواصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تسليط مزيد من الضوء على تطورات الأزمة السورية٬ وكذا تداعياتها على الساحة اللبنانية٬ إذ كتبت "القدس العربي" أنه في الوقت الذي أعلن فيه النظام السوري موافقته "المبدئية" على المشاركة في مؤتمر (جنيف- 2) لتسوية الأزمة السورية٬ لا تزال المعارضة السورية المجتمعة في اسطنبول منذ الخميس الماضي تواصل اجتماعاتها لتجاوز خلافاتها والاتفاق على موقف موحد من هذا المؤتمر. وأضافت الصحيفة أن ذلك يتزامن أيضا مع تصريح لقائد سلاح الجو الاسرائيلي الميجور جنرال أمير ايشيل يؤكد فيه أن بلاده تتخذ الاستعدادات لاحتمال سقوط نظام الرئيس السوري٬ مشددا على أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدا "بكامل قوته" في أي مكان تقريبا وخلال بضع ساعات من صدور الأوامر. وأشارت صحيفة "الحياة" من جانبها إلى أن التطورات الميدانية في سوريا تتسابق مع الجهود الدبلوماسية في خارجها٬ وذلك عشية استضافة باريس اليوم لاجتماع وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وروسيا يتناول التحضيرات لمؤتمر (جنيف - 2) المتعلق بالبحث عن حل سياسي في سوريا. كما نقلت عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تأكيده٬ خلال زيارة مفاجئة لبغداد أمس٬ أن بلاده ستشارك "من حيث المبدأ" في المؤتمر٬ في وقت مدد فيه الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعاته في اسطنبول إلى اليوم على أمل التوصل إلى حل في شأن موضوع توسيعه وضم أعضاء جدد إليه والمشاركة في (جنيف - 2). وفي غضون ذلك٬ تتابع "الحياة"٬ تواصلت الاشتباكات في مدينة القصير٬ مشيرة إلى تأكيد مصادر قريبة من حزب الله على سيطرة القوات النظامية السورية مدعومة بمقاتلي الحزب على 80 في المائة من القصير بعد أسبوع من بدء عملية اقتحامها. وكتبت "الشرق الأوسط" أنه في وقت تستمر فيه الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية بين جبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية موالية للرئيس الأسد ومنطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية٬ على خلفية الأزمة السورية٬ امتدت رقعة النزاع السوري في لبنان أمس إلى الضاحية الجنوبيةببيروت٬ معقل حزب الله٬ بعد سقوط ثلاثة صواريخ غراد (أحدها لم ينفجر)٬ وذلك للمرة الأولى منذ حرب يوليوز 2006 مع إسرائيل. أما الصحف الأردنية٬ فاهتمت بالحراك الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي٬ الذي جرى على هامش اليوم الختامي للمنتدى الاقتصادي العالمي حول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا٬ لتحريك العملية السلمية عبر تقريب وجهات النظر الفلسطينية والإسرائيلية لاستئناف مفاوضات السلام بينهما. وذكرت صحيفة "السبيل" أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بحث مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز٬ على هامش مشاركته في المنتدى٬ سبل تجاوز العقبات التي تعترض إحياء مفاوضات السلام٬ مضيفة أن الطرفين أكدا أن "حل الدولتين هو الحل الوحيد والفعلي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". من جهتها٬ أفادت صحيفة "الدستور" بأن مجموعة من رجال الاعمال الفلسطينيين والاسرائيليين أطلقوا أمس مبادرة لكسر الجمود الحالي في عملية السلام٬ تهدف للسير الى الامام في عملية السلام وفق الشرعية الدولية٬ وأن المبادرة٬ التي تعبر عن الأغلبية الصامتة في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني٬ ستشكل ضغوطا على قيادة الطرفين للعودة إلى الحوار بهدف وضع حد لقتال وصراع منذ خمسة وستين عاما. ونقلت صحيفة "العرب اليوم" عن العاهل الأردني قوله في الجلسة الختامية للمنتدى إن الأخير "وفر منبرا لمبادرة خلاقة لدعم الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية"٬ مضيفا أن المشاركين في المنتدى ساهموا بأفكارهم " بشكل مباشر في العمل الجاد الذي يقوم به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأطراف الرئيسية٬ بهدف استئناف مفاوضات الوضع النهائي". بدورها٬ كتبت صحيفة "الغد" أن الطابع السياسي طغى على حساب الطابع الاقتصادي في جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في يومه الأخير٬ بالنظر إلى حضور عدد كبير من الشخصيات السياسية العربية والأجنبية٬ لتخرج النواحي الاقتصادية بنتائج منخفضة على عكس اليوم الأول٬ مضيفة أن من أهم الجلسات التي أسهمت في خبو الطابع الاقتصادي واستيلاء الجانب السياسي عليها٬ جلسة كسر الجمود في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. أما "الرأي"٬ فنقلت عن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قوله إن على الرئيس الاسرائيلي إقناع حكومته ورئيسها بأهمية التوصل لقرار بشأن حل الدولتين٬ مضيفا ردا على تصريحات بيريز للصحفيين أمس٬ على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي٬ "لقد سمعت تصريحات بيريز حول دعمه لقرار حل الدولتين٬ لكن عليه أن يقنع رئيس حكومته بنيامين نيتنياهو بهذا الحل الذي يتضمن إيجاد دولة فلسطينية ضمن حدود 1967". وفي قطر٬ اعتبرت صحيفة "الوطن" أن الصراع في سوريا "حوله الأسد وحلفاؤه الإقليميون إلى صراع مذهبي فظيع بامتياز"٬ مبرزة أن مثل هذا الصراع "له بالطبع تداعياته الخطيرة جدا"٬ ليس فقط على سوريا٬ وإنما على المنطقة كلها٬ خاصة بعد تدخل حزب الله٬ "بصورة سافرة في الصراع السوري الداخلي". وقالت في افتتاحيتها "لو استمر حزب الله في ما هو فيه الآن٬ فإن النيران التي تستعر طائفيا في بلدة القصير٬ ستتسع٬ وبصورة أكثر ضراوة في مناطق لبنانية أخرى٬ وستعبر الحدود دون أدنى شك إلى لبنان٬ وإلى العراق٬ وإلى غير هاتين الدولتين٬ من دول المنطقة"٬ مطالبة مرجعيات السنة والشيعة "بعقد اجتماع عاجل٬ لتجنيب هذه المنطقة من العالم شرور حرب طائفية". وانتقدت صحيفة "العرب" انخراط (حزب الله ) في النزاع السوري إلى جانب النظام قائلة إن "هذا الحزب الذي سجلت له مواقف شعبية مساندة بعد تحرير جنوب لبنان ثم حرب يوليو ضد إسرائيل٬ فóقóدó هذا الرصيد من التأييد والإسناد الشعبي العربي والإسلامي بسبب تدخله في سوريا٬ وتأكدت لدى الجمهور العربي الصورة التي كان يرسمها المعارضون للحزب بأنه حزب طائفي قام لتحقيق الأهداف الإيرانية في المنطقة٬ ولم تعد صورة الحزب هي صورة المقاوم للعدو الصهيوني بل أصبحت صورة المقاوم لحق الشعب السوري في الحرية والعدالة". وأوضحت الصحيفة انه "مع الخسائر التي مني بها الحزب خاصة بعد أن دفع بنخبة من قواته وهي التي كان يعتمد عليها في المواجهة مع إسرائيل٬ تكون إيران قد فقدت رصيدا من قدراتها العسكرية التي كانت تحتفظ بها في المنطقة وتستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية"٬ مضيفة أن إيران "خسرت كثيرا بسبب موقفها من الثورة السورية٬ لكن خسارتها وخسارة حلفائها ستكون أكبر إذا استطاع السوريون تحقيق أهداف ثورتهم". وفي قراءتها للخطة الاقتصادية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي لدفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني في منتدى دافوس المنعقد في البحر الميت في الأردن٬ شددت صحيفة "الراية" على أن قضية الشعب الفلسطيني "ليست قضية سلام اقتصادي وجذب استثمارات وتوفير فرص عمل والتخفيف من نسب البطالة رغم أهمية كل هذه المسائل في أية دولة مستقلة٬ بل قضية شعب احتلت أرضه وشرد منها لإقامة كيان استعماري احتلالي عليها بدواع توراتية زائفة". وقالت الصحيفة "إنه ليس معروفا بعد الرد الرسمي الفلسطيني على خطة كيري الاقتصادية والموقف الإسرائيلي منها لكن من المعروف أن الفلسطينيين الذين أصبحوا دولة غير عضو في الأممالمتحدة لا يمكن أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات دون وقف للاستيطان٬ وإطلاق سراح الأسرى"٬ مبرزة أن الفلسطينيين "لن يرفضوا جذب استثمارات لبلادهم تقدر بأربعة مليارات دولار تعيد الحياة لاقتصادهم المنهك لكنهم لن يقبلوا بالتأكيد أن تكون هذه الاستثمارات على حساب حقوقهم المشروعة وعلى حساب سيادتهم الوطنية". وفي تونس قالت صحيفة "الشروق" إنه بعد التفاؤل الذي ساد عقب الجولات الأولى للحوار الوطني "عادت سحابة الخلافات والتجاذبات لتخيم على أجواء المجلس التأسيسي لتعيد أجواء الشك بما يفرغ جلسات الحوار من مضامينها ويوحي بأنها كانت جلسات عبثية تفضي إلى توافقات سرعان ما يتم نسفها والانقلاب عليها ". واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن الحوار "إما أن يكون مسؤولا وتكون نتائجه التوافقية ملزمة وإما أن تتواصل أجواء التجاذب والاحتقان ويتواصل معها غياب الأفق والرؤية الواضحة بشأن طبيعة الدستور ونهاية المرحلة الانتقالية"٬ داعية إلى أن "يراجع كل طرف مواقفه وحساباته قبل أن تحدث الطامة الكبرى". وفي السياق ذاته٬ كتبت يومية "الصحافة" أن تراجع كتلة (حركة النهضة) داخل المجلس التأسيسي عن التوافقات التي تمخض عنها هذا الحوار٬ خاصة ما يتعلق بالحقوق والحريات وحق الإضراب "أثار كثيرا من الشك والاستياء حول مدى قدرة النخب السياسية التونسية٬ وخاصة الحاكمة٬ على التوافق والخروج من واقع الأزمة"٬ معتبرة أن فشل التوافق الوطني ستكون له آثار سلبية٬ ليس فقط على صورة تونس لدى حلفائها الخارجيين٬ وإنما أساسا على الوضع الداخلي المحتقن بطبعه٬ بعد أن شهد نوعا من الوحدة والانسجام بمناسبة مجابهة أحداث الإرهاب التي شهدتها مؤخرا بعض المناطق في البلاد". من جهتها تناولت يومية "الصريح" مخاطر الإرهاب التي تهدد الأمن والاستقرار في تونس ٬ إذ أبرزت في تقرير تحت عنوان "كيف نحمي تونس من السيناريو الجزائري.." أن الإرهاب "لا دين ولا أخلاق له وأنه إن تغلغل في مجتمع حرق الأخضر واليابس"٬ معتبرة أن إنعاش الاقتصاد وإيجاد حلول للبطالة وغلاء الأسعار هي "صمام الأمان أمام غزو الإرهاب والتشدد". وتابعت الصحيفة أنه "رغم أن الوضع الأمني في تونس لم يصل إلى منطقة الخطر المطلق إلا أن ما حصل في الشهور الأخيرة من أحداث باتت تنذر بالكابوس القادم والذي إن لم تتصد له البلاد بحزم وقوة وحكمة أيضا فسيفلت من عقاله وسيصعب في المستقبل القضاء عليه". واهتمت الصحف الليبية بدخول قانون العزل السياسي قريبا حيز التنفيذ وتعيين وزير جديد للداخلية و"اتهامات" الرئيس النيجري لليبيا بزعزعة الاستقرار في المنطقة. فبخصوص قانون العزل السياسي كتبت صحيفة "برنيق" أن القانون سيشمل 23 فئة شاركت في السلطة إبان فترة حكم النظام الليبي السابق٬ مشيرة إلى أن تنفيذه سيوكل إلى (هيئة تطبيق معايير تولي المناصب العامة) والتي تتمتع بالشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة ومكونة من قضاة ومستشارين مشهود لهم بالنزاهة. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك "حراكا كبيرا يشهده المؤتمر الوطني العام بشأن استثناء رئيسه محمد المقريف الذي عمل سفيرا في عهد النظام السابق من القانون إلى جانب رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل". من جهة أخرى٬ تطرقت صحيفتا "ليبيا الجديدة" و"ليبيا الإخبارية" إلى مصادقة المؤتمر الوطني العام على تعيين محمد خليفة الشيخ وزيرا للداخلية خلفا للعميد عاشور شوايل الذي قدم استقالته من هذا المنصب. وأفادت الصحيفتان بأن الوزير المعين حدد في كلمة أمام أعضاء المؤتمر الوطني مجموعة من المرتكزات التي يراها كفيلة بتحسين الأداء الأمني في البلاد وتتمحور أساسا حول "الإبقاء على بعض الأجهزة الأمنية القائمة حتى لا يحدث فراغ أمني٬ وتفعيلها بعقيدة أمنية وطنية بعيدة عن الجهوية أو الشخصية" و"عدم تحميل المنظومة الأمنية أكثر مما تتحمل باستخدام تشكيلات تنقصها المهنية" و"إعادة بناء الثقة في العلاقة بين الشعب ومؤسسته الأمنية" و"العمل على رفع معنويات أعضاء هيئة الشرطة وأجهزتها". أما صحيفة "الغد" فتناولت تصريحات رئيس النيجر محمد يوسف التي كشف فيها أن منفذي التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا ثكنة بمنطقة اغاديز ومنشأة صناعية تابعة لمجموعة (اريفا) الفرنسية٬ جاؤوا من ليبيا التي اعتبر أنها "ما تزال مصدرا لزعزعة الاستقرار بالنسبة لدول الساحل". ونسبت الصحيفة للرئيس النيجري قوله "إن الوضع في ليبيا صعب للغاية والسلطات الليبية تقوم بأقصى ما يمكنها للسيطرة عليه٬ لكن الواقع أن ليبيا ما تزال مصدر لزعزعة الاستقرار في بلدان الساحل". كما اهتمت الصحف الليبية بمشاركة طرابلس في أشغال قمة الاتحاد الإفريقي بإثيوبيا٬ مشيرة إلى أنه تم على هامش القمة تكريم العاهل الليبي الراحل إدريس السنوسي باعتباره من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية. واهتمت الصحف الجزائرية بمواضيع منها المراجعة الدستورية٬ إذ نقلت صحيفة "الشعب" عن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله سعد جاب الله قوله إن "تعديل الدستور يجب أن يشمل كل مواده من البداية إلى النهاية"٬ مشيرا إلى أنه يتعين أن يكون هذا التعديل "موضوع مشاورات مع جميع الأحزاب السياسية ونقاش معمق مع الشعب". وتطرقت الصحف٬ من جهة أخرى٬ إلى دخول مهنيي قطاع الصحة في إضراب جديد٬ إذ كتبت أنه "للأسبوع الرابع على التوالي يشن الأطباء العامون والأخصائيون والصيادلة وجراحو الأسنان والأخصائيون النفسانيون إضرابا وطنيا جديدا من ثلاثة أيام ابتداء من نهار اليوم٬ تؤطره ثلاث نقابات"٬ مشيرة إلى أن هذا الإضراب "يأتي في الوقت الذي أخمدت فيه باقي النقابات بقطاع الصحة نفسه٬ وقطاعات التربية الوطنية والتعليم العالي والإدارة". وحسب صحيفة "صوت الأحرار"٬ فإن هذه القطاعات علقت إضراباتها "اقتناعا منها بالوعود والالتزامات التي تلقتها بشأن تلبية مطالبها٬ وتقديرا منها لمعاناة التلاميذ والمواطنين بشكل عام من الإضرابات". وعلاقة بالحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة٬ كتبت صحيفة "الخبر" تحت عنوان "30 يوما بلا رئيس"٬ إنه "في السجال السياسي ليس مرور بضعة أسابيع كمرور شهر كامل على غياب رئيس الجمهورية في رحلة العلاج والنقاهة في باريس٬ وبتخطي عتبة الشهر الأول تكون الحكومة قد خسرت معطى رمزيا جديدا في الصراع مع الخصوم السياسيين في موضوع صحة الرئيس٬ وسيكون ذلك عامل ضغط جديدا عليها للبحث عن حجة أكثر إقناعا وراء عدم ظهور بوتفيلقة بعد". وانصب اهتمام الصحف الموريتانية على تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية ( الاتحاد الإفريقي حاليا). وفي هذا الصدد٬ أفردت صحيفة "لاتربين" ملفا خاصا لهذا الحدث ضمنته بالخصوص نص الخطاب الذي كان الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داده قد ألقاه يوم 25 ماي 1963 في مؤتمر أديس أبابا والذي شدد فيه على ضرورة تحقيق الوحدة الإفريقية دون أي تأخير وكذا مقتطفات من كتابه "موريتانيا على درب التحديات". ولاحظت الصحيفة أن منظمة الوحدة الإفريقية التي أصبحت في ما بعد الاتحاد الإفريقي واجهت العديد من الأزمات التي هزت القارة منذ استقلال دولها٬ مضيفة أن الاحتفال بالذكرى الخمسينية يعني " خمسين سنة من الجهود التي بذلها المؤسسون قبل غيرهم ". وقالت الصحيفة "إذا كان الاحتفال اليوم بذكرى خمسين محاولة لتوحيد إفريقيا قد تميز ببروز فاعلين اجتماعيين واقتصاديين على الساحة لوضع قطيعة مع المناظرات السياسية التقليدية لرؤساء الدول والحكومات٬ فذلك لن ينقص في شيء من دور الرواد". أما صحيفة "لوتانتيك"٬ التي اعتبرت أن حلم الوحدة الإفريقية الذي طالما راود شعوب القارة ما يزال بعيد المنال رغم مرور 50 سنة على تأسيس المنظمة القارية٬ فلخصت الخمسين سنة بأنها كانت "خمسين سنة من الإفلاس" بالنظر إلى الأزمات والحروب والمشاكل التي عاشتها القارة وما تزال والتي أظهرت بما لا يدع مجالا للشك عجز المنظمة عن تسويتها. وخلصت الصحيفة إلى أن "إفريقيا في حاجة إلى إفريقيا في الظروف العصيبة والمأساوية كتلك التي تعيشها في الظرف الراهن".