واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها بالشأن السوري، والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى تداعيات قضية تجسس أجهزة المخابرات الأمريكية على بعض الدول، فضلا عن تخصيص حيز هام من صفحاتها لتسليط الاضواء على بعض قضايا الشأن الداخلي في البلدان العربية. فتحت عنوان"المأزق السوري يزداد تعقيدا" كتبت صحيفة "الأهرام" المصرية أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن القضية السورية تزداد تشابكا وتعقيدا يوما بعد يوم، معتبرة أنه يخطئ من يتصور أن مؤتمر جنيف 2 المقرر انعقاده في 23 نونبر المقبل، إن انعقد أصلا، سيمثل حلا سحريا لهذه الأزمة. أما جريدة "الأخبار" فذكرت أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أبلغ الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس بأن سورية ستشارك في مؤتمر جنيف 2 "انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قادته ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي". وبخصوص تداعيات قضية تجسس المخابرات الأمريكية على بعض الدول، ذكرت صحيفة "الشروق" أنه في وقت يتزايد فيه الجدل حول عمليات التجسس التي قامت بها أجهزة المخابرات الأمريكية على عدد كبير من دول وزعماء العالم، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، عاطف حلمي، أن "الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيرا في آليات حماية المعلومات والأمن القومي للمعلومات 'الأمن السيبراني' ". وتناولت الصحف الإماراتية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والملف النووي الإسرائيلي وعجز المجتمع الدولي عن فتحه، إذ كتبت صحيفة "البيان" تحت عنوان "حملة إسرائيلية مشبوهة" أن الحملة الإسرائيلية المستعرة هذه الأيام ضد رئيس السلطة الفلسطينية تندرج ضمن السياسة الإسرائيلية المعادية لعملية السلام وللتسوية السياسية، ذلك أن ساسة إسرائيل منذ وضعوا نصب أعينهم، مؤتمر مدريد سنة 1991 ، مبدأ المراوغة واستغلال المفاوضات لفرض سياسات الأمر الواقع واستخلاص المزيد من الأراضي الفلسطينية للمستوطنين، وصولا إلى الهدف غير المعلن والمتمثل في منع إمكانية قيام الدولة الفلسطينية. من جهتها تحدثت صحيفة "الخليج"عن جدوى الجهود الدولية والإقليمية التي تتركز حاليا على الملف النووي الإيراني بهدف الحصول من إيران على ضمانات بسلمية برنامجها النووي، وبأنه لن يتحول مستقبلا إلى برنامج عسكري يهدد أمن المنطقة مادام الملف النووي الإسرائيلي لم يتم فتحه وإخراجه من دوامة الغموض لأنه يشكل تهديدا قائما في أية لحظة على أمن وسلامة المنطقة. واهتمت الصحف اليمنية على الخصوص بسياق العلاقات الدولية والإقليمية لليمن في ضوء زيارة الرئيس هادي منصور المرتقبة للصين، ولقاء قيادة حزب المؤتمر بسفراء الدول الخليجية في صنعاء، حيث أوردت صحيفة (الثورة) في هذا الإطار مضمون حديث أدلى به الرئيس هادي للتلفزيون الصيني، مبرزة قوله "سنبحث في بكين إقامة العديد من المشاريع الحيوية أهمها توليد الطاقة الكهربائية بالفحم والغاز"، وقوله إن اليمن "من أكثر البلدان تضررا من الإرهاب على المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية". وفيما أبرزت (الثورة) تأكيد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، في افتتاح المؤتمر الخليجي الاستراتيجي بالبحرين أمس، ان الوساطة الخليجية لعبت دورا حاسما في إطفاء نار الفتنة في اليمن، أفادت صحيفتا (أخبار اليوم) و(اليمن اليوم) بأن قيادة حزب المؤتمر الشعبي أبلغت سفراء الدول الخليجية بصنعاء بموقف الحزب وحلفائه في التحالف الوطني المتمثل في أن "الوحدة اليمنية خط أحمر، وانهم لن يقبلوا بأي تغيير أو تبديل لمضمون المبادرة الخليجية". وعلى صعيد آخر أبرزت الصحيفتان خبر إطاحة مكون الحراك الجنوبي بمحمد علي أحمد، رئيس حزب شعب الجنوب رئيس فريق القضية الجنوبية القيادي المثير للجدل داخل مؤمر الحوار الوطني، وتشكيل هيئة سياسية لاتخاذ القرار. وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن بدورها الضوء على تطورات القضية السورية، والمساعي المبذولة لتسويتها سلميا، فكتبت صحيفة (الشرق الأوسط) قائلة إنه في ضربة جديدة لجهود عقد مؤتمر (جنيف 2) للسلام الخاص بسوريا، أعلنت الرئاسة السورية في بيان رسمي مفاجئ أمس، عزل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، إثر لقائه مع السفير الأمريكي (غير المقيم) لدى سوريا روبرت فورد في جنيف السبت الماضي. أما صحيفة (الحياة)، فأشارت إلى طغيان عنصرين بارزين أمس على تطورات الأزمة السورية، تمثل أولهما في إبلاغ دمشق الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي أنها ستشارك في مؤتمر (جنيف - 2) لحل الأزمة السورية، على أن يكون "الحوار بين السوريين وبقيادة سورية". أما العنصر الثاني البارز، فكان إقالة الأسد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، قدري جميل، بعدما التقى مسؤولين أمريكيين في سويسرا للتحضير ل (جنيف - 2). ومن جهتها، تطرقت صحيفة (القدس العربي) إلى الهجوم الذي شنه الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية، على الأخضر الإبراهيمي، وانتقاده لتصريحاته حول مشاركة نظام الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية التي قد تلي مؤتمر (جنيف 2). ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (العرب) أن الإبراهيمي وضع نفسه في ورطة حين أطلق تصريحات هدفت إلى إعادة إدماج الأسد في المشهد الداخلي السوري وفي الخارج، دون مراعاة للموقف الموحد لفصائل المعارضة (السياسية والمسلحة). وتطرقت صحف (البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(الأيام) و(أخبار الخليج) البحرينية إلى تأكيد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال استقباله أمس المشاركين في المؤتمر الإستراتيجي الخليجي، على أن البحرين ومعها دول مجلس التعاون تتحمل مسؤولية التعاون الدولي في حماية الممرات الدولية التي تعد بمثابة الشريان الأساسي للاقتصاد العالمي. وأشارت الصحف إلى أن الملك حمد شدد على ضرورة إبعاد المنطقة عن أي توترات خاصة في ما يتعلق بمسألة امتلاك أسلحة الدمار الشامل، مبرزا أنه "ليس من العدل مقارنة ما تشهده دولنا، من تنمية وتطور وتقدم، بدول تمر بتوترات سياسية وعنف داخلي، بعيدا عن مشاريع التنمية والبناء". وعلى صعيد آخر، أوردت الصحف البحرينية تصريحا لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أكد فيه أن المباحثات التي أجراها الملك حمد مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته للبحرين والنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها "جسدت الرغبة المشتركة في تعزيز روح التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين، ودعم مسيرة التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية". وواصلت الصحف القطرية من جهتها قراءتها في أبعاد الجولة التي يقوم بها حاليا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى عدد من بلدان الخليج العربي، حيث أعربت صحيفة(الشرق ) عن ثقتها في أن هذه الجولة ستعطي انطلاقة جديدة لمسيرة مجلس التعاون الخليجي، وستسهم في دفع مسيرته إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع تستجيب لتطلعات قادة المنطقة. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الوطن) أن هناك إجماعا في الأوساط السياسية الخليجية والعربية والدولية على الأهمية الكبيرة للجولة الخليجية لأمير قطر، مشيرة الى أن هذه الجولة "تسبق قمة مجلس التعاون في دجنبر المقبل، مما يعني أن جوهرها يتعلق بالراهن من المجريات في المنطقة والعالم (..) كما تبرز الحاجة إلى مشاورات مكثفة وتبادل لوجهات النظر استباقا لقمة التعاون وتمهيدا لها ". وفي الشأن السوري، ترى صحيفة (الراية) أن فرص انعقاد مؤتمر (جنيف 2) "ضئيلة بالنظر الى اختتام الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي زيارته اليوم الى دمشق دون الخروج بما يوحي بانعقاد المؤتمر". وكتبت الصحيفة أن جولات الإبراهيمي ولقاءاته خاصة في دمشق "لم تنجح في وقف العنف والقتل الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري. فعمليات القتل والقصف استمرت خلال زيارة المبعوث الاممي العربي ولم تتوقف لحظة واحدة (.. ) كما أن المواقف ما زالت متباعدة في تحديد هوية المشاركين في مؤتمر جنيف 2 والمواضيع التي سيجري طرحها". واهتمت الصحف السودانية بالاستفتاء المنظم من جانب واحد بمنطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، إذ كتبت صحيفة ( الخرطوم ) ان الاتحاد الافريقي اقتصر، في رد فعله ازاء قيام قبيلة دينكانوك بتنظيم الاستفتاء، على اصدار بيان اعلنت فيه مفوضية الاتحاد رفضها لأي فعل أحادي في المنطقة، في وقت سارع فيه مجلس الامن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي الى عقد اجتماع طارئ انتقد على اثره طلب الخرطوم ، لدواع أمنية ، تأجيل زيارة كان اعضاء المجلس ينوون القيام بها الى المنطقة خلال ايام تنظيم الاستفتاء، وكأن الاعضاء ، تضيف الجريدة ، يريدون ان يقولوا للسودان " لقد حرمتنا من إسباغ شرعية كانت مطلوبة على ذلك الاستفتاء". وقالت صحيفة ( الرأي العام ) في السياق ذاته إن "الاتحاد الافريقي اعلن رفضه لتنظيم الاستفتاء من جانب واحد ولكنه لم يطلب من حكومة جنوب السودان ان توقف الذي يجري في ارضها. إنها ملامح التآمر بين أطراف من الاتحاد الافريقي وأطراف من الجنوب ". وأكدت صحيفة ( الجريدة ) من جهتها ان قضية ابيي أصبحت كمثلث برمودا الجاذب للازمات السودانية كلما لاحت حلول في الافق، معتبرة ان القضية أضحت أكثر تعقيدا بعدما قررت دينكانوك اجراء استفتاء في وقت قاتل للجميع، لانهم لا يريدونها إلا تابعة للجنوب وليس للشمال، وان الاستفتاء الحالي بالنسبة لهم ما هو الا تقنين للواقع الذي يريدونه للمنطقة. وأشارت صحيفة ( السوداني) الى ان قبيلة المسيرية العربية، وهي من أهم القبائل بمنطقة ابيي ، نظمت أمس الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، مظاهرة مناهضة لاستفتاء من جانب واحد، وأن القبيلة سلمت مذكرة احتجاج بهذا الشأن الى نائب رئيس قوات (اليونسفا) بالمنطقة تضمنت مبررات رفضها للاستفتاء الاحادي الجانب ، مهددة بتنظيم استفتاء مماثل على الرغم من انها تفضل عدم الانسياق وراء اي تحرك استفزازي. وعادت الصحف اللبنانية الى مناقشة موضوع الحكومة والانتخابات، كما عرجت على الوضع الأمني بطرابلس التي تعرف هدوء نسبيا،حيث كتبت (النهار) أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان "لا يمانع في أية صيغة حكومية يتوافق عليها الفرقاء المعنيون كي تتسلم إدارة البلاد في هذه المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة". وأضافت نقلا عن أوساط الرئيس سليمان أن "الوقت المتبقي قبل الاستحقاق الرئاسي بات قصيرا نسبيا، وهو يعد بالأشهر التي ستمر بسرعة نتيجة الدخول في مرحلة التأليف وإعداد البيان الوزاري ونيل ثقة مجلس النواب، بما لا يبقي وقتا يذكر قبل بلوغ موعد الانتخابات في الربيع المقبل". وبخصوص الوضع الأمني في طرابلس قالت يومية (السفير) إن "الستار أسدل على جولة العنف ال 17 في طرابلس، بعد ثمانية أيام دامية حصدت 13 قتيلا و85 جريحا، وضاعفت من حجم الدمار والخراب على المحاور الساخنة بين التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن..وهذا الستار بات تقليديا أيضا، يسدل بعد كل جولة، من دون أي أفق لحلول سياسية أو أمنية أو إنمائية تضع حدا نهائيا لآلة الحديد والنار التي تعمل منذ العام 2008 بشكل "دوري"، فتنشط في كل مرة عندما تدعو الحاجة الى تبادل الرسائل المحلية والإقليمية بدماء الفقراء الذين يشكلون وحدهم وقود هذه المعارك العبثية الهادفة الى تحقيق مكاسب هنا، أو مصالح هناك، أو تسجيل نقاط بين الأطراف المتنازعة هنالك".