منذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، سيطرتَه على إحدى السفن الخمسة التابعة ل"أسطول الحرية 3 "، وهي السفينة السويدية "ماريان"، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه منذ 2007، حتى تناسَلت رُدود أفعال مغربية مستنكرة لما وصف ب"الإرهاب الصهيوني"، مطالبة الدولة المغربية بالتدخل يحمي سلامة المتضامنين المغاربة ضمن الأسطول الإنساني، وهما البرلماني المقرئ أبو زيد ومراسل قناة "الجزيرة"، محمد البقالي. ويضم "أسطول الحرية 3"، الذي انطلق قبل أيام من نقط أوربية مختلفة متوجها إلى غزة حاملا مساعدات إنسانية لكسر الحصار، خمس سفن، في مقدمتها سفينة "ماريان دو غوتيبرغ"، وهو اسم ناشطة سويدية قتلت على أيدي القوات الإسرائيلية عام 2004، ويسافر على متنها الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي والصحافي محمد البقالي، ثم سفينة "جوليانو 2"، وهو اسم الناشط الإسرائيلي، جوليانو مير خميس، الذي قتل في جنين عام 2011، وسفينتَا "ريتشل" و"فيتوريو"، وأيضا سفينة "أغيوس نيكالوس". الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أدانت ما وصفته ب"الإرهاب الصهيوني" في حق "أسطول الحرية 3"، حيث حملت المجتمع الدولي مسؤولية سلامة المتضامنين من مختلف دول العالم "ومنهم البرلماني المغربي المقرئ أبو زيد والصحفي المغربي محمد البقالي"، فيما طالبت سلطات الاحتلال بالإطلاق الفوري لجميع المعتقلين. ودعت الهيئة ذاتها الدولة المغربية إلى القيام بواجبه إزاء مواطنيه المحتجزين، إلى جانب دعوتها الشعوب العربية إلى "التضامن الواسع مع أسطول الحرية 3 والانخراط في أشكال وفعاليات احتجاجية"، مشددة على أن ما قامت به سلطات الاحتلال الصهيوني "يبين مدى الإصرار الصهيوني على تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني الأبي، كما يؤكد مضي الاحتلال في حصار وعزل سكان غزة عن العالم في أكبر سجن تعرفه البشرية لما يقارب التسع سنوات". ووجه عبد الصمد فتحي، منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، نداءً للسلطة المغربية يناشده فيها ب"أن يقوم بواجبه في الدفاع عن مواطنيه، خاصة عن شخصية نيابية وشخصية صحفية، وألا يكرر موقفه غير اللائق في تعاطيه مع أسطول الحرية الأول"، فيما اقترح تأسيس تنسيقية للدفاع عن أسطول الحرية الثالث وعن أعضائه المحتجزين "وفي مقدمتهم السيدين المقرئ أبو زيد ومحمد البقالي". وأضاف فتحي، الذي سبق له المشاركة في أسطول الحرية على متن سفينة مرمرة قبل 5 سنوات، أن إقدام الكيان الصهيوني على التصدي لأسطول الحرية الثالث وقرصنة السفينة السويدية "ماريانا"، هو "خطوة أخرى في مسلسله الإجرامي"، محذّرا مما أسماه "تهور الجنود الصهاينة واقترافهم حماقات في حق المشاركين.. فقد خبرناهم في أسطول الحرية على متن سفينة مرمرة، وكيف سالت دماء بدون وجه حق". وتابع القيادي في جماعة العدل والإحسان، ضمن تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، قائلا إن أغلبية المشاركين ضمن أسطول الحرية 3 هم أوروبيون، "احترمنا وقدرنا إرادة المنظمين (..) إذ آثروا أن تكون المشاركة الأكبر للغربيين لإحراج دولهم، ولبعض الشخصيات العربية ذات الحصانة ممثلا عن كل بلد"، مضيفا "الغطرسة الصهيونية لا تثنينا عن الاستمرار في تنظيم أساطيل الحرية حتى تكسير الحصار، فأبناء الأمة كلهم لوعة وشوق للمشاركة في الأساطيل والقوافل مهما كان الثمن حتى تحرير فلسطين". وعلمت هسبريس أن فريق "العدالة والتنمية" بمجلس النواب يعد لسؤال شفوي آني لوزير الشؤون الخارجية والتعاون المحترم حول حادثة الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "أسطول الحرية3" الواقعة قبل ساعات بالمياه الدولية، حيث طالب بالإجراءات التي سيقدم عليها المغرب ل"ردع الكيان الصهيوني عن ممارساته الرعناء ضدا على المشروعية الدولية لإطلاق السفينة المحتجزة ومن عليها"، إلى جانب الإجراءات المغربية لفك الحصار عن غزة. وكانت عدد من الهيئات الحقوقية والمدنية والسياسية، قد نظمت مساء أمس الأحد، وقفات وفعاليات تضامنية بعدد من المدن المغربية مثل أكادير وتطوان، مع "أسطول الحرية 3" تحت شعار "إفطار بطعم الحرية"، كما وقع بساحة مارشال بمدينة الدارالبيضاء، التي عرفت إجراء اتصال مباشر مع أبو زيد المقرئ الإدريسي، من داخل سفينة الأسطول، قال فيها إن المغرب والشباب المغاربي دائما ما يضع فلسطين "في جفنيه ويحميها بعينيه". ونفى أبو زيد أن يكون ضمن السفينة التي أوقفتها سلطات الاحتلال التي تضم الرئيس التونسي الأسبق والتي قال إنها قد انطلقت قبلهم، مضيفا "سنبحر وأعيننا على شواطئ غزة المحاصرة ظلما وعدواناً خارج كل المواثيق والمقاييس"، مشيرا إلى أن الحصار الذي يعاني منه الفلسطينيون في قطاع غزة "هو أن الشعب قرر أن يقول لا بعد ثُلثي قرن من القهر والظلم والنهب الاستيطان والاحتلال.. والعالم الحر الشريف كله معهم".