واصلت مجموعة من الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء تغطيتها لنتائج الانتخابات البلدية والجهوية في إسبانيا، التي غيرت المشهد السياسي في البلاد ، فيما تناولت أخرى قضايا محلية مثل قضية منع سياسي من الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني من دخول روسيا ، والتقرير الفرنسي حول إعادة هيكلة قطاع السكك الحديدية بفرنسا. ففي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات البلدية والجهوية في إسبانيا، التي غيرت المشهد السياسي في البلاد حيث كتبت صحيفة " لاديرنيير أور" تحت عنوان " الساخطون على أبواب مدريد وبرشلونة" ان الاسبان بعثوا فعلا بتحذير شديد اللهجة إلى المؤسسة السياسية. وأوضحت الصحيفة أن هذه الانتخابات البلدية والجهوية كرست حزب بوديموس المناهض للبرالية في المرتبة الثالثة، بالرغم من كونه لم ير النور إلا في يناير 2014 بمبادرة من مجموعة من أساتذة العلوم السياسية. من جانبها ، كتبت صحيفة "لا ليبر بلجيك" أن حزب بوديموس حصل أيضا على المركز الثالث في اثني عشر جهة مشيرة الى أن الحزب الشعبي الحاكم حقق '' أسوأ النتائج في تاريخه ''. وأضافت الصحيفة ان هذه النتائج لا تسهل مهمة اليمين الحاكم ، الذي يستعد للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نهاية العام. أما صحيفة " لوسوار" فكتبت أن لعبة التحالفات ما زالت مستمرة، مشيرة إلى أن مرشحة الحزب الشعبي (يمين) في مدريد، اسبيرانثا أغيري، اقترحت تحالفا موسعا مع الاشتراكيين ويمين الوسط لقطع الطريق على مرشحة أرضية " مدريد الآن "، المدعمة من قبل حزب بوديموس الراديكالي. وأضافت الصحيفة ، أن اليمين يريد أن يفعل كل شيء لمنع حزب بوديموس من أن يصبح أول قوة الوطنية واستغلال مجلس مدينة مدريد كنقطة انطلاق لتحطيم النظام الديمقراطي الغربي. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالتقرير المسلم الى الحكومة، والذي يقترح اعادة هيكلة عميقة لمسار القطارات الرابطة بين المدن، والقطارات التي تؤمن الرحلات الليلية. وكتبت صحيفة (لاكروا) في هذا الصدد انه لا احد ينكر ان رحلات القطار، التي تلاقي منافسة من قبل الرحلات الجوية ذات الاثمنة المناسبة، او الحافلات، تكلف غاليا الشركة الوطنية للسكك الحديدة ، والجماعات العمومية التي تدعمها ، مشيرة الى ان بعض الخطوط السككية تتوفر مع ذلك على امكانيات نمو حقيقية اذا ما وفرت لها مزيد من الوسائل. وقالت انه يجب القبول بالغاء بعض الخطوط من اجل تمكين اخرى من التطور والنمو، وطرح السؤال بخصوص النظام الاجتماعي الخاص بمستخدمي القطاع الذين يساهمون بشكل ملموس في زيادة التكاليف. من جهتها، ذكرت صحيفة (لوموند) أن التقرير يقترح تعزيز وملاءمة او الغاء بعض الخطوط او المقاطع ، وتعزيز دور الدولة ، مضيفة ان الدولة التي تستعد لتحرير مسارات الحافلات ذات المسافات الطويلة ، انكبت اخيرا على مستقبل قطاع السكك الحديدية. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) انه اذا كان الغاء بعض الخطوط مسألة حتمية، فانه يتعين ان تستفيد الشبكة من استثمارات، مبرزة ان التقرير يدعو الى التفريق بين الخطوط التي تؤمن رحلات على الصعيد الوطني والتي ينبغي على الدولة الاشراف عليها وتمويلها، والخطوط الجهوية التي آلت ملكيتها للجهات وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بانعكاسات انتخابات الأحد الماضي، والتي تميزت بتراجع كبير للحزب الشعبي (الحاكم)، وصعود حزبي بوديموس وسيددانوس. وكتب صحيفة (أ بي سي)، في هذا السياق، أن "المسؤولين الجهويين يشددون على تجديد الحزب الشعبي"، كما جاء على لسان مسؤول هذا الحزب خوان فيسنتي هيريرا الذي دعا الى "تجديد الأجيال" داخل هذه الهيئة السياسية اليمينية. وأضافت اليومية أن زعماء تاريخيين آخرين للحزب أيدوا هذه الدعوة قائلين إن "الناخبين طلبوا منا تغييرا في المواقف وفي الأشخاص والأدوار". من جهتها، أوردت (إلباييس)، تحت عنوان "استقالات متتالية لقادة الحزب الشعبي تستوقف زعيم هذه الهيئة السياسية والحكومة الإسبانية ماريانو راخوي"، أنه بسبب النتائج السيئة التي حصل عليها الحزب المحافظ في هذه الاستحقاقات البلدية والجهوية أعلن خمسة من القادة الجهويين انسحابهم، ودعوا راخوي لاتخاذ القرار نفسه. أما (لا راثون) فأشارت إلى أن قادة آخرين من الحزب الشعبي، الذين لن يكون بمقدورهم الحكم في جهاتهم، قدموا استقالاتهم، مشيرين إلى أنه في أعقاب هذه التطورات وبعد أن نفى تعديل استراتيجيات للحزب، ينوي راخوي إعادة رسم سياسات الحزب الشعبي استعدادا للانتخابات العامة المقرر قبل متم السنة الجارية، وإشراك وجوه جديدة. وفي سياق متصل أشارت (إلموندو)، تحت عنوان "فوضى بعد الهزيمة"، إلى أن "شخصيات وازنة" داخل الحزب أعربت عن شكوكها في أن راخوي سيكون "المرشح المثالي" للانتخابات التشريعية، كما سبق وأعلن أول أمس الاثنين في مؤتمر صحفي عقد بعد اجتماع اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب الشعبي. وفي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها بقضية منع سياسي من الحزب الديمقراطي المسيحي من دخول روسيا ، إلى جانب تسليط الضوء على دراسة تدعو إلى فتح فرص العمل لطالبي اللجوء في ألمانيا . وبالنسبة لموضوع منع السلطات الروسية للسياسي كارل جورج فيلمان الخبير في السياسة الخارجية بحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عبرت صحيفة (زاخسيشة تسايتونغ) عن عدم فهمها لهذا التصرف من قبل السلطات الروسية واعتبرت أن فرض حظر الدخول على السياسيين لا يساعد ولا يخدم مصلحة أي طرف مشيرة في نفس الوقت إلى أنه على الحكومات نبذ مثل هذه السياسية التي تعتمد على لوي الذراع . وأضافت أن مثل هذه السياسية لا تغير من المواقف إذ أن السياسي والنائب البرلماني فيلمان لن يتخلى عن موقفه الحاسم تجاه موسكو ، بخصوص تدخلها في أوكرانيا. صحيفة (تاغستسايتونغ) من جهتها ترى أن حظر الدخول "على الرغم من أنها حركة في غير محلها ، إلا أنها ليست أكثر من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو . وهناك بعض الساسة الروس هم أيضا يشملهم في الوقت الراهن المنع من دخول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة . وفي فهم القانون الروسي ، واستنادا إلى فرضية الضحية الأبدية ، فهذا التصرف ليس إلا رد فعل لتحقيق العدالة". بالنسبة لصحيفة (أيزيناخر بريسه) فإنه أصبح من الواضح إلغاء كل الرحلات المقررة إلى موسكو بسبب الخلافات القائمة حاليا معتبرة أن على ألمانيا أن ترسل ممثلا عنها إلى موسكو من أجل إعادة بناء الثقة التي فقدت مرة أخرى بين الجانبين. وبخصوص موضوع فتح سوق العمل للاجئين تناولت الصحف نتائج دراسة حديثة أجرتها مؤسسة (برتلسمان) الألمانية وكشفت أن طول الفترة التي تستغرقها إجراءات اللجوء في ألمانيا تعرقل الاندماج السريع للاجئين في سوق العمل الألماني. كتبت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) في تعليقها أن اللاجئين بهذه الاجراءات سيظلون مهددين بالكسل على الرغم من أنهم غالبا ما يكونون مؤهلين تأهيلا جيدا . وأشارت الصحيفة إلى أن ثلثي اللاجئين الذين تركوا وطنهم من أجل بدء حياة جديدة في بلد أجنبي هم في سن العمل ، ومتوفرون على شهادات جامعية ولديهم مهارات تعادل مهارات الألمان ، ومع ذلك، تقول الصحيفة ، فإن القانون الألماني لا يسمح لهم باستخدام إمكانياتهم. أما صحيفة (زودفيست بريسه) فترى أنه من الضروري أن يضاعف السياسيون جهودهم من أجل فتح الطريق للاجئين وطالبي اللجوء إلى سوق العمل ، لأنهم هم المفتاح للتسريع بمعالجة طلبات اللجوء والاعتراف بالخبرة المهنية الأجنبية ، والأهم من ذلك ، هو اللغة عبر تمكينهم من دورات في اللغة الألمانية. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بقضايا محلية ودولية من ضمنها اضطهاد أقلية الروهينغا بميانمار، حيث أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن العديد من أفراد أقلية الروهينجا الذين يعيشون في ميانمار لا يحصلون على الخدمات الأساسية وضمنها الاستفادة من خدمات الهاتف النقال. ونقلت الصحيفة شهادات لضحايا تلك المناطق باعتبارهم أقلية يتعرضون لسوء المعاملة الواسعة والتي يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية. وأشارت إلى أن هؤلاء يؤكدون بأن السلطات تخشى معرفة حقيقة الوضع في ميانمار وبالتالي يمنعون الناس من وسائل التواصل مع الخارج. واعتبرت أن أقلية الروهينغا تعتبر بالنسبة لميانمار عديمة الجنسية وبالتالي لا يحصلون على أوراق الهوية الشخصية الوطنية التي تسمح لهم بأن يحصلوا على الخدمات الضرورية منها استعمال الهاتف. على صعيد آخر ، أشارت صحيفة (في غي) إلى الاجتماع الذي عقد أمس الثلاثاء في واشنطن بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وينس شتولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مؤكدة أن هذا الاجتماع ناقش قضايا سياسية هامة من ضمنها المتعلقة بالأمن والتحديات العالمية وعلى الخصوص الحرب التي تشن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ونقلت عن شتولتنبرج تأكيده أنه من المهم لأوروبا وأيضا بالنسبة لأمن الولاياتالمتحدة، التركيز على قدرة الحلف على الدفاع ضد أي تهديد .