في مفاجأة جديدة من مفاجآت المشهد السياسي بالمغرب، التحقت ثلاثة شخصيات تنتسب إلى مرجعيات مختلفة، شيخ سلفي، وقيادي سابق في حركة الشبيبة الإسلامية، ورمز من رمز الشيعة بالمغرب، بحزب سياسي لم يكن يدر في ذهن الكثيرين أنه قد يغري مثل هذه الشخصيات. وأعلن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، الذي أسسه رجل الأمن السابق، محمود عرشان، ويتزعمه حاليا نجله، عبد الصمد عرشان، يوم أمس، عن التحاق ثلاث أعضاء جدد بالحزب، الذي يتخذ له شعار "النخلة"، وهو إدريس هاني، والشيخ عبد الكريم الشاذلي، وعبد الكريم فوزي. ويعد إدريس هاني بالنسبة للكثير أحد أشهر منظري الفكر الشيعي بالمغرب، فيما يلقبه البعض بالمرشد الروحي للشيعة المغاربة، كما لا يخفي علاقاته بحزب الله اللبناني، وشخصيات سياسية وشيعية بارزة، من قبيل حسن نصر الله، والمرجعية الشيعية، حسين فضل الله، وآخرون. وأما الشيخ الشاذلي فهو صاحب كتاب "فصل المقال في أن من تحاكم إلى الطاغوت من الحكام كافر من غير جحود ولا استحلال"، وأحد أبرز الأسماء التي اعتقلت في سياق ما سمي بالسلفية الجهادية، حيث كان محكوما ب30 عاما سجنا على خلفية قانون الإرهاب، قبل أن يفرج عنه بعفو ملكي بعد قضائه زهاء 8 سنوات في السجون. والتحق بحزب "النخلة" أيضا القيادي الإسلامي، عبد الكريم فوزي، الذي عاد من المنفى الذي كان قد لجأ إليه خارج المغرب، خلال السنوات الأخيرة، وكان يعتبر الذراع الأيمن للشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي، المرشد العام لحركة "الشبيبة الإسلامية، في الخارج. وتم تقديم الشخصيات الثلاثة، يوم السبت، بمناسبة انعقاد المجلس الوطني لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، للرأي العام الوطني، حيث أعرب الحزب عن انخراط الملتحقين الجدد في العمل السياسي من داخل المؤسسات بالبلاد، وتشبثهم بثوابت الأمة، وإرساء دعائم السلم والاستقرار. وكشف الشاذلي عن اعتزام العديد من السلفيين داخل السجون وخارجها الالتحاق بحزب عرشان، والذي وصفه الشيخ السلفي السابق بأنه "وطني يجسد معنى الرجولة السياسية" وفق تعبيره، فيما رحب عرشان بالملتحقين الجدد، وكشف عن دنو حدوث انفراج ومصالحة وطنية في ملف المعتقلين السلفيين. وعلق أبو حفص رفيقي، الناشط الإسلامي، عن التحاق الشاذلي وهاني وفوزي وآخرين بحزب "النخلة"، في تصريح لهسبريس، بالقول إنها "اختيارات شخصية، ولا علم له بحيثيات هذا المستجد وتفاصيله"، مبديا استغرابه من اجتماع النقيض مع نقيضه فكريا في هذه الخلطة" وفق تعبيره. ويرى مراقبون أنه يتعين التريث قبل الحكم عن خلفيات التحاق هؤلاء الأعضاء الجدد، شيعة وسلفيون، بحزب عُرف في أدبيات التداول السياسي المغربي بكونه حزب إداري، يقول الكثيرون إن وزير الداخلية الراحل، إدريس البصري، هو من أوصى بتأسيسه، ليأتي على رأسه "صديقه" محمود عرشان، عميد الأمن السابق.