أعلنت ثلاث تيارات إسلامية، فيما يشبه مفاجأة سياسية بامتياز، التحاقها رسميا بحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية الذي يتزعمه عبد الصمد عرشان، نجل المؤسس لهذا الحزب الوسطي محمود عرشان، وذلك يوم أول أمس السبت بالرباط خلال انعقاد أشغال المجلس الوطني للحزب. وأكدت هذه التيارات الثلاث على لسان ممثليها عبد الكريم الشاذلي، عن التيار السلفي الذي سبق وأن حكم ب 30 سنة سجنا نافذة على خلفية أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية قضى منها 8 سنوات قبل أن يمتع في 2011 بالعفو الملكي، وعبد الكريم فوزي، رفيق المنفي عبد الكريم مطيع والقيادي سابقا في حركة الشبيبة الإسلامية الذي عاد مؤخرا من المنفى، والدكتور إدريس هاني، أحد أبرز المنظرين للفكر الشيعي بالمغرب، عن رغبتهم الإنخراط في العمل السياسي من داخل المؤسسات وتمسكهم بثوابت الأمة وسعيهم لإرساء دعائم السلم والاستقرار بما يعزز ركائز الديمقراطية، داعين بالمناسبة إلى فتح سبل الحوار والتفاهم لطي ملف المعتقلين السلفيين ممن ينبذون العنف والإرهاب والتكفير ولم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء. واعتبر الشاذلي في كلمة له بالمناسبة أن ما يزيد عن 400 من السلفيين، سواء منهم من لازالوا بالسجن أو خارجه، قد قرروا الالتحاق بالحركة الديمقراطية الاجتماعية التي يقودها "وطني يجسد معنى الرجولة السياسية ألا وهو محمود عرشان"، حسب تعبيره. هذا الأخير، وفي كلمته بالمناسبة، رحب بالملتحقين الجدد مؤكدا على ضرورة التمسك بثوابت الأمة التي تتمثل في الدين الإسلامي الحنيف المعتدل الذي يدعو إلى التسامح، والوحدة الوطنية والترابية للمملكة ثم الملكية الدستورية التي تعتبر جوهر النظام السياسي الذي ارتضاه المغاربة منذ قرون. وأكد السيد محمود عرشان أن المفاوضات مع هذه الفعاليات السلفية قد امتدت على مدى خمسة أشهر معتبرا عن قناعته بأن الأسابيع المقبلة "ستحمل انفراجا سيمكن من إرساء مقومات مصالحة وطنية جديدة لتجاوز جراح الماضي"، حسب قوله. هذا وعرف المجلس الوطني للحركة الديمقراطية الاجتماعية قراءة الفاتحة على روح الطيار شهيد الواجب الملازم ياسين بحتي، الذي توفي على إثر تحطم طائرته باليمن، كما عرف هذا الاجتماع ترديد الحاضرين جماعة للنشيد الوطني ورفعت على إثره برقية ولاء وإخلاص لجلالة الملك.