خصصت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة ، أبرز مواضيعها على الخصوص لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وسيطرته على مواقع كبيرة في العراق وسورية، إضافة إلى مواضيع أخرى محلية ودولية. وفي هذا الصدد ، اهتمت الصحف الفرنسية بسقوط مدينة تدمر الأثرية السورية في أيدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ، مشيرة إلى أن واحة تدمر التي تبعد 215 كلم شرق دمشق تضم أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط. وكتبت صحيفة (لوموند) أن هذه هي المرة الأولى التي يسيطر فيها تنظيم الدولة الإسلامية على منطقة كانت تحت مراقبة الجيش السوري الذي اضطر للتخلي على العديد من المناطق شمال البلاد خلال الأشهر الأخيرة لفائدة مجموعات مسلحة متمردة ، مضيفة أن انتصار أتباع أبو بكر البغدادي سهله كما في العراق فرار القوات الحكومية. من جهتها ، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن سيطرة الجهاديين على مدينة تدمر يؤشر على أن الجيش السوري فقد الكثير من قدراته بعد الخسائر التي تكبدها في مواجهة تحالف جيش الفتح المكون من جهاديي القاعدة ومتمردين يطلق عليهم "المعتدلين". وتساءلت الصحيفة أيضا حول أسباب غياب الولاياتالمتحدةالأمريكية التي شنت مؤخرا هجمات استهدفت قائدا في تنظيم الدولة الإسلامية، والتي لم تستطع وقف تقدم الجهاديين في مدينة تدمر . من جانبها ، ذكرت صحيفة (لوفيغارو) بأن المجموعة الدولية ضاعفت نداءاتها بشأن التخوف من تدمير الكنوز الأثرية لمدينة تدمر كما وقع خلال الأشهر الأخيرة بالعراق ، مبرزة أنه مع السيطرة على مدينة تدمر أصبح تنظيم الدولة الإسلامية يبسط مراقبته على 95 ألف كلم مربع من تراب البلد. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف ، بالإضافة إلى الحملة الجارية لاستحقاقات 24 ماي الحالي، بتقدم المجموعة الإرهابية لما يسمى ب"الدولة الإسلامية" ميدانيا وسيطرتها على مواقع استراتيجية في العراق وسورية. فتحت عنوان "الخليفة يتقدم في العراق وسورية"، كتبت (لا راثون) أن انتصارات الجهاديين المتتالية تبرز استراتيجية التحالف العسكرية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتعرض لانتقادات لاذعة لتركه الجيش العراقي يخوض الحرب وحده ضد مجموعة "داعش" الإرهابية. بدورها ، أوردت صجيفة (أ بي سي) أن الجهاديين يستهدفون دمشق بعد سيطرتهم على نحو نصف التراب السوري ، مشيرة إلى أنه تم في أقل من أسبوع رفع العلم الأسود لهذه المجموعة الإرهابية فوق مدينة الرمادي التاريخية والاستراتيجية عاصمة محافظة الانبار العراقية. أما صحيفة (إلموندو) فقالت إن مقاتلي "داعش" سيطروا ، أيضا ، على قاعدة عسكرية وسجن بتدمر، التي قد تدمر على غرار ما جرى بمدينة نمرود ، مضيفة أن "داعش"، بعد سيطرتها على هذه المدينة، أعدمت 17 شخصا على الأقل من المدنيين والعسكريين بهذه المدينة السياحية. وفي سياق متصل ، ذكرت (إلباييس) أنه بعد سنة واحدة فقط على بدء هجوم الجهاديين ضد سورية والعراق ، تمكنت ميليشيات ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" من السيطرة على مناطق استراتيجية بالبلدين ، مما أضحى يفرض على البيت الابيض مراجعة استراتيجيته العسكرية. وأشارت اليومية، من جهة، أخرى إلى أن منطقة تدمر تتوفر على مخزون هائل من الهيدروكربونية. من جهتها ، اهتمت الصحف النرويجية بالوضع في العراق وسورية، حيث أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أصبح يسيطر على العديد من المناطق التي كانت بأيدي القوات الأمنية العراقية. وذكرت الصحيفة بكون القوات العراقية قاومت مؤخرا هجومات للتنظيم إلا أن هذا الأخير سيطر بشكل كامل على الرمادي، والتي تعد عاصمة محافظة الأنبار. وأشارت إلى أن تنظيم (داعش) يسيطر على عدة مدن من محافظة الانبار أكبر المحافظاتالعراقية من حيث المساحة ومن بينها مدينة الفلوجة كبرى مدن المحافظة ومدينة الرمادي مركز المحافظة فظلا عن بلدات وقرى تقع على الحدود العراقية السورية غرب البلاد. من جانبها ، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية بمقتل طفلين في غارة جوية شنتها الولاياتالمتحدة ضد الإسلاميين في سورية. وأبرزت الصحيفة أن هذه الغارات وقعت في نونبر الماضي وكانت تستهدف مجموعة تدعى خراسان، وهي من عناصر شبكة القاعدة الإرهابية في سورية. وأبرزت أن قائد التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الجنرال الأمريكي جيمس تيري عبر عن الأسف لفقدان هؤلاء الأطفال، مضيفة أنه لم تكن هناك تقارير تفيد بوجود أطفال في المنطقة قبل الهجوم. من جهتها ، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى النقاش السياسي الدائر بين الأحزاب السياسية الحكومية والمعارضة في النرويج حول استقبال اللاجئين السوريين. وأشارت إلى أن المقترح الذي تم تقديمه باستقبال نحو 10 آلاف لاجئ سوري في غضون سنة 2016 لم يعد يلق التأييد كما كان في السابق. وأشارت إلى أن البرلمان النرويجي سيعود اليوم لمناقشة الموضوع بعدما كان قد تطرق إليه في جلسة سابقة وسط تشبث كل طرف بموقفه. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بمواضيع كان أبرزها ، استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على مدينة تدمر الأثرية وسط سورية ، بالاضافة الى مواضيع محلية أخرى تعليق بالخصوص بإضراب سائقي القطارات الذي يعد التاسع على التوالي وذلك للمطالبة بتحسين أجورهم وظروف عملهم. وبخصوص مصير مدينة تدمر بعد استيلاء "داعش" عليها ، كتبت صحيفة (ساخزيشه تسايتونغ) أن مقاتلي "داعش " احتلوا كل المباني القديمة للمدينة وأن القلق الذي عبر عنه علماء الآثار وخبراء اليونسكو له ما يبرره لأن الميليشيات ، تقول الصحيفة ، قد دمرت بالفعل مواقع التراث العالمي في أماكن أخرى احتلتها وتركتها مجرد أكوام من الحطام. واعتبرت الصحيفة أن تدمر التي ترزح الآن تحت رحمة معاول الارهاب ، ستكون خسارة كبيرة لا تعوض ، ليس فقط بالنسبة لسورية ولكن للبشرية جمعاء معربة عن تخوفها من عدم القدرة على وقف النشاط المدمر والوحشي لميليشيات "داعش" . صحيفة (مانهايمر مورغن) كتبت في تعليقها أنه بعد التدمير الهمجي والوحشي الذي طال شمال العراق من قبل تنظيم "داعش "، فإن بقاء الكنوز التاريخية في سورية دون أن يمسها يد الارهاب سيكون بمثابة معجزة. واعتبرت الصحيفة أن المقاتلين بالتنظيم الارهابي يريدون بهذا العمل توجيه صدمة للحضارة الغربية ، لأنهم يعرفون جيدا أن الغرب يهتم بشكل متزايد بالكنوز التاريخية لذلك يقومون بتدميرها ونشر ذلك في أشرطة فيديو. أما صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) فكتبت أن المجتمع الدولي أصبح مؤخرا معتادا على سماع سقوط ضحايا سوريين وفرار اللاجئين وأعمال تخريب تطال المدن القديمة التي أصبحت مهددة بالانقراض ، مشيرة إلى أن الاهتمام بموضوع هذه المدن مهم ولكن الأهم في المقام الأول هو بحث وقف قتل وتشريد الآلاف من الناس. من جهة أخرى ، تناولت الصحف وقف إضراب سائقي القطارات مذكرة بالإضراب السابق الذي تواصل لمدة أسبوع وعطل مصالح الملايين من الركاب والشركات في مجموع ألمانيا ،وتسبب في خسائر كبيرة لشركة السكك الحديدية (دويتشه بان) قدرت بعشرة ملايين أورو في اليوم. وكتبت صحيفة (لايبسيغر فولكشتيمة تسايتونغ) في تعليقها أن الاتفاق المفاجئ على عملية التحكيم بين النقابة وإدارة شركة السكك الحديدية (دويتشه بان) دون شروط مسبقة يشير إلى احتمال وجود ضغوط سياسية مورست على الشركة. من جهتها ، ذكرت صحيفة (تاغسشبيغل) أنه منذ ما يقرب من سنة ونقابة سائقي القطارات تتفاوض من أجل تحسين وضعية السائقين فشنت تسعة إضرابات متتالية إلا أن إضراب هذا الأسبوع توقف بفضل الوساطة للبحث عن طريق للمصالحة. أما صيحفة (مونشنر ميركور) فاعتبرت أن وقف الاضراب كان إنجازا كبيرا بالنظر لتداعياته الاقتصادية والاجتماعية إلا أن وقفه والمفاوضات التي جرت بشأنه كانت مبهمة من قبل الشريكين إذ تمت التسوية خلف الأبواب المغلقة، معتبرة أن التعامل بشفافية يبرز النوايا الحقيقية ويوحد المحادثات بين مختلف النقابات.