احتشمَ المغربُ في حضوره على قائمة أفضل الجامعات العربيَّة لدراسة الطب، حيثُ لمْ يدخلْ سوى بجامعة واحدة احتلَّتْ المرتبة السادسة والعشرين، وهي المرتبة الأخيرة، على اعتبار أنَّ الدول المشمُولة بالتصنيف لمْ تتخطَّ 26، في الوقت الذِي حضرتْ بعضُ الدول العربية بأكثر من جامعة. التصنيفُ الذِي جردهُ موقع "USNews" الأمريكي المختص في الشؤُون العلميَّة والأكاديميَّة، أدخلَ كليَّة الطب في الرباط، إلى التصنيف، دون باقي الكليات المغربيَّة في فاس ووجدة ومراكش، في الوقت الذِي حضرتْ مصر مثلًا بعشر جامعات. أمَّا على المستوى المغاربِي، فكانت تُونس الأفضل تصنيفًا بولوجهَا إلى التصنِيف من خلال جامعتين؛ هما جامعة المنستير التي حلت في المركز الثالث عشر، وجامعة العاصمة تونس المنار التي حلتْ في المرتبة الثانية والعشرين، في الوقت الذي لمْ تدخل الجزائر التصنيف بالمرة شأنها في ذلك شأن ليبيا وموريتانيا. في غضون ذلك استطاعت الدُّول الخليجية بما ترصدهُ من ميزانيَّات ضخمة لحقل البحث العلمِي، أنْ تضمن مراتب عدَّة في التصنيف، حيثُ كانتْ جامعة الملك سعُود، أفضلَ جامعة عربيَّة يمكنُ للطلبة أنْ يدرسُوا بها الطب في العالم العربِي، حتى أنَّ السعودية دخلت التصنيف بخمس جامعات. أمَّا ثانِي أفضل جامعة لدراسة الطبِّ بالعالم العربِي، فلمْ تكن سوى الجامعة الأمريكيَّة في بيرُوت، حيثُ دأبت على الدخُول في مراتب أفضل الجامعات العربيَّة، مثل عددٍ من الجامعات الأمريكيَّة التي افتتحتْ لها فروعًا في دول خليجيَّة الكويتوالإمارات عززتا أيضًا حضورهمَا في التصنيف العربِي، حيثُ جاءت جامعة الإمارات العربية المتحدَة في المرتبة السابعة عربيًّا، متبوعةً بجامعة الكويت في المرتبة الثامنة، بينما حلت جامعة السلطان قابوس في عمان في المرتبة السادسة عشرة. ومنْ المفارقات التي أوضحها تصنيفٌ دولي لأفضل مدارس الطب في العالم صدر مؤخرًا، أنَّ أفضل خمسين مؤسسة حول العالم لدراسة الطب تتوزعُ على ثلاثة عشر بلدًا فقطْ، سيما في بريطانيا وأمريكا، وأوروبا الغربيَّة، حتى أنَّ من ست جامعات أمريكية تردُ بين أفضل عشر جامعات للطب حول العالم. ويعدُّ تصنيف مؤسسات دراسة الطب حول العالم أحد مؤشرات العرض الصحِي ببلدٍ من البلدان، وذلك بحكم تأمين التكوين أطرًا لتمكين المرضى من العلاج، كما أنَّها تعكسُ البنيات المتوفرة لدى الدول في البحث الطبي، على اعتبار أن جامعات الطب تستوجبُ أدوات ضرورية للاشتغال.