ركزت أهم الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين، على الهجوم المسلح الذي قام به شاب على مركز ثقافي وكنيس يهودي بكوبنهاغن، وعلى الأزمة المالية في اليونان، واتفاق مينسك -2 لحل الأزمة الأوكرانية. ففي فرنسا سلطت الصحف الضوء على حادث اطلاق النار خلال عطلة نهاية الاسبوع في كوبنهاغن، مذكرة بان هذه الهجمات تأتي بعد شهر من اعتداءات باريس. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان هجمات كوبنهاغن كشفت ان حرية التعبير والمعتقد مهددة باروبا من قبل المتطرفين، وانه ما زال هناك الكثير مما ينبغي القيام به قبل طي الصفحة، مشيرة الى ان السؤال الذي يطرح اليوم هو ما العمل لمواجهة الظلامية. وأضافت أن "الأسوأ هو الرد على الكراهية بالكراهية، وعلى السلاح وبالسلاح"، مؤكدة أن ذلك هو ما يسعى اليه القتلة.. تدمير المجتمعات الاروبية وبث الذعر فيها، من خلال التهديد الارهابي الذي لا يمكن التنبؤ به. من جهتها قالت صحيفة (لاكروا) "كنا ندرك انه بعد اعتداءات باريس في 7 و8 و9 يناير ان هجمات ارهابية اخرى ستقع يوما ما وفي مكان ما بالعالم الغربي"، مضيفة انه في كوبنهاغن كما في باريس تم استهداف حرية التعبير والكاريكاتور، ثم مكان لتجمع أشخاص من ديانة يهودية. وأكدت انه يتعين اليوم على كل الأروبيين أن يتعبأوا من أجل الدفاع عن مواطنيهم المهددين بالموت على اساس الانتماء الديني او الجماعي. من جانبها كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان هجمات كوبنهاغن تذكر الدول بضرورة اقامة تعاون حقيقي في المجال الامني. وبإسبانيا، اهتمت الصحف بالجدل الدائر داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بمدريد بعد عزل الزعيم الاشتراكي الجهوي توماس غوميز من مهامه، وبهجمات أول أمس السبت في كوبنهاغن. وكتبت (لا راثون) أن رئيس الحزب الاشتراكي بجهة مدريد توماس غوميز، الذي عزل من مهامه أشهرا قبيل الانتخابات، بدأ حربا غير مباشرة ضد زعيم الحزب بيدرو سانشيز بحث أنصاره على الثورة ضد زعيم هذه الهيئة السياسية. وأضافت أنه بعد "العزل السريع" لغوميز وقرار الحزب الاشتراكي تشكيل لجنة لإدارة شؤون الحزب بمدريد وتمهيد الطريق أمام الوزير السابق انخيل غابيلوندو لرئاسة الحزب بهذه الجهة، أفشلت مندوبة سابقة للحكومة بمدريد و"مدافعة" عن غوميز، أمبارو فالكارسي، مخطط بيدرو سانشيز بإعلان نيتها الترشح لرئاسة الحزب بجهة مدريد. ومن جهتها، أوردت (أ بي سي) أن "الأزمة الداخلية" للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني تفاقمت بعد قرار فالكارسي، معتبرة أن موقف المندوبة السابقة للحكومة الإسبانية بمدريد المناصر لتوماس غوميز سيزيد من الانقسام داخل هذه الهيئة السياسية التي تعرف تراجعا حادا في استطلاعات الرأي بخصوص نوايا التصويت. وبحسب صحيفة (إلباييس) فإن حرب غابيلوندو فالكارسي تبدو شرسة، مما سيؤذي مصالح الحزب الاشتراكي وخطة أمينه العام بيدرو سانشيز الذي يسعى لقيادة حملة تروم تحسين صورة هذه الهيئة السياسية قبل الانتخابات البلدية والعامة المقررة هذه السنة. وعادت الصحف الإسبانية، من جهة أخرى، إلى "الهجمات" التي عرفتها أول أمس السبت العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، مشيرة إلى أن الشرطة الدنماركية أطلقت النار على القاتل المشتبه به، البالغ من العمر 22 عاما والمزداد بالدنمارك، فأردته قتيلا. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بعدد من المواضيع كان أبرزها الفوز الساحق في الانتخابات المحلية بولاية هامبورغ للحزب الاشتراكي الديمقراطي، والهجوم الذي شنه شاب في الدنمارك يوم السبت على موقعين بالعاصمة كوبنهاغن . وكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) في تعلقيها أن هجوم الدنمارك من المحتمل أن تكون له علاقة بمتشددين اسلاميين ومرتبط بدوافع هجوم باريس المتعلقة بالرسوم الكاريكاتيرية معربة عن اعتقادها أن كل ما يحدث هو" ضد الاستمرار في نشر بعض الرسوم التي يعتبرونها عنصرية وعدوانية تحط من قيمة جالياتهم" . وترى الصحيفة أن المناهضين للإسلام في أوروبا أغرقوا مواقع بالإنترنت بصور مسيئة، مما عزز شعور المسلمين خاصة المتطرفين بالإهانة وبالتهميش، إلى جانب غياب جهود الإدماج في المجتمع. من جهتها كتبت صحيفة (أوسبورغر أليمغماينه) أنه من الضروري القيام بكل الجهود "حتى لا يتمكن المجرمون من التأثير على مجتمعنا" خصوصا وأن " الإرهابيين المتشددين يرغبون في تتويج جرائمهم بقتل اليهود مما يدعو المجتمع الغربي إلى التضامن". وبالنسبة لصحفية (دي فيلت) فإن "المزيد من الأعمال الارهابية أصبحت تحمل شبح معاداة السامية في دول الاتحاد الأوروبي. في فرنسا، وفي بلجيكا وكوبنهاغن، وتطل برأسها أيضا في ألمانيا". لكن الصحيفة لاحظت أن العمليات التي تستهدف اليهود اليوم على العموم ضعيفة، محذرة أن ما يقع في إسرائيل ويشاهده العالم، يؤجج الشعور لدى الكثيرين بالعداء لليهود في أوروبا. أما صحيفة (لايبسيغر فولكستسايتونغ) فاعتبرت أن "المجرمين الجدد هم عديمي الضمير، ويتوفرون على أسلحة متطورة ويضربون دون سابق إنذار"، مشيرة إلى أنه يتعين على السلطات والمحققين أن يكونوا حذرين لتفادي المزيد من الهجمات. من جانب آخر اهتمت الصحف بالفوز القوي الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي على حساب حزب أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي في انتخابات ولاية هامبورغ، فكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن هذا الفوز سيدفع بالحزب الاشتراكي إلى إثارة نقاش حول مستقبله السياسي مشيرة إلى أن بعض الاشتراكيين اعتبروا أن المرشح الاقوى لمنصب المستشار في عام 2017 سيكون أولاف شولتس مرشح الولاية لمنصب رئيس الحكومة المحلية. أما صحيفة (نوي أوسنايبروكر) فاعتبرت أن المسيحي الديمقراطي أصبح بالفعل يجد صعوبة في تحقيق النجاح بالمدن الكبرى وخاصة في هامبورغ مشيرة إلى أن مرشح الحزب الاشتراكي كان فعلا شخصية "مقنعة". وتناولت الصحف اليونانية اجتماع وزراء مالية مجموعة الأورو في بروكسيل والذي سيبحث بالخصوص عن مخرج للأزمة المالية اليونانية، بعد رفض الحكومة الجديدة مواصلة سياسة التقشف وطلبها إعادة جدولة الديون. صحيفة "كاثيمينيري" كتبت أن الاجتماع سيكون صعبا وبينما سيحاول الطرف اليوناني التوصل لاتفاق مالي جديد يبدو أن مجموعة الاورو مدفوعة من طرف ألمانيا سوف لن تقدم تنازلات كبيرة جدا. وأضافت الصحيفة ان رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تزيبراس واثق من التوصل الى اتفاق جدي، مشيرة الى ان المفاوضات تواصلت بقوة طيلة نهاية الاسبوع حيث أجرى تزيبراس اتصالا هاتفيا مع رئيس المفوضية الاوربية جان كلود جونكر. وأضافت الصحيفة أن جونكر يحاول بذل قصارى الجهود من اجل التوصل الى اتفاق اليوم الاثنين علما بأن الوضع صعب للغاية ويتعين تقديم الكثير من التنازلات. صحيفة "تو فيما" تطرقت الى تأخر الحكومة اليونانية في الإعلان عن مرشحها للانتخابات الرئاسية والذي كان متوقعا الأحد. وقالت الصحيفة ان تأجيل الإعلان الى يوم الثلاثاء برره حزب سيريزا بالاجتماع الحاسم لبروكسيل اليوم الاثنين، مضيفة انه كما سبق الاعلان عنه بشكل غير رسمي فإن ديميتريس افرامبوبولوس المفوض الاوربي السابق والقيادي في حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ يعتبر أفضل مرشح بالنسبة لسيريزا لكن يبدو ان قياديين في الحزب يرفضون هذا الترشيح. وأضافت الصحيفة ان هناك تيارا في سيريزا يطالب بأن يكون الرئيس المقبل والذي سيصوت عليه البرلمان بأغلبية الثلثين قادما من اليسار أو مثقفا. وفي روسيا واصلت الصحف اهتمامها باتفاق مينسك -2 لحل الأزمة الأوكرانية، مشيرة في هذا الصدد الى إعلان كل من الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي 7) في بيان مشترك أن اتفاق مينسك يفتح الطريق لحل الصراع الأوكراني بشكل شامل ومستقر وسلمي. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة (نيزفيسميا غازيتا) بأن قادة "جي 7 " دعوا طرفي النزاع في دونباس إلى الامتناع عن كل تحرك من شأنه تقويض الهدنة التي دخلت أمس الاحد حيز التنفيذ. وأضافت أن قادة المجموعة أكدوا جاهزيتهم لاتخاذ إجراءات مناسبة ضد كل من يخرق اتفاقات مينسك حول التسوية في أوكرانيا، لا سيما البنود القاضية بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس بين طرفي النزاع. وفي سياق متصل تطرقت صحيفة (مسكوفسكي كامسموليتس) الى الاتصال الهاتفي الذي تم أمس الأحد بين قادة (رباعية النورماندي) حول الالتزام بتنفيذ وقف اطلاق النار، مشيرة الى أن الرئيس فلاديمير بوتين أكد مع نظيريه الفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا ثابت وما يزال ساريا. وأضافت أن مكتب الرئيس الفرنسي نشر بيانا الأحد قال فيه إن "القادة الأربعة بحثوا في اتصال هاتفي كفاءة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ وأكدوا أن وقف إطلاق النار عموما يتم احترامه رغم حدوث خروقات تم حلها بسرعة". وعلى صعيد آخر أشارت ( روسيسكايا غازيتا) الى أن تأييد مجلس الأمن الدولي بالإجماع للمشروع الروسي القاضي بقطع تمويل الإرهابيين من تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" والمجموعات الأخرى التي على اتصال ب"القاعدة"، يعد انتصارا كبيرا للدبلوماسية الروسية التي تعرف منذ بدء النزاع الأوكراني توثرا في علاقتها مع الغرب. ونقلت الصحيفة عن ممثل روسيا الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوركين، قوله إن اتخاذ هذا القرار يشير إلى ان المجتمع الدولي قادر على العمل سوية من أجل مكافحة التهديدات العالمية.