واصلت أهم الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الخميس اهتمامها بالمفاوضات الجارية بين اليونان وشركائها بخصوص خطط تمويل الاقتصاد اليوناني ، وبالازمة الاوكرانية في ضوء انسحاب القوات الحكومية من المدينة الاستراتيجية دبالتسيفي الواقعة شرق أوكرانيا ، وكذلك بالتطورات المرتبطة بالعمليات الارهابية التي تقوم بها " داعش" بسوريا والعراق وليبيا اضافة إلى قضايا داخلية اخرى. ففي فرنسا اهتمت الصحف بالقرار الذي اتخذته الحكومة الفرنسية الثلاثاء، بفرض القانون من اجل النمو والانشطة ، دون تصويت بالجمعية الوطنية، والذي قدمه وزير الاقتصاد امانويل ماكرون، والمتعلق اساسا باعتماد المرونة بخصوص العمل ايام الآحاد. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (لاكروا) أن اللجوء إلى الفصل 3 -49 من الدستور من أجل تمرير قانون ماكرون، يسلط الضوء على حالة التفرقة التي تنخر الاغلبية الحكومية ، مشيرة إلى أنه في هذه الظروف لا يمكن فهم كيف يمكن للاليزي ورئاسة الحكومة الاستمرار في تنفيذ إصلاحات هامة في السنوات القادمة. وأضافت الصحيفة أنه يتعين مع ذلك بخصوص هذه القضية التساؤل بشأن قرار الاتحاد من اجل حركة شعبية (معارضة) التصويت ضد قانون ماكرون، معتبرة أنه من المستغرب أن يتم رفض نص مستلهم من التصور الليبرالي للاقتصاد، من قبل من يعتبرون في مقدمة المدافعين عن هذا التوجه . من جهتها قالت صحيفة (لوموند) إن الحكومة التي اضطرت إلى اللجوء إلى الفصل 3 -49 ، زادت من توسيع الهوة في معسكرها ،مضيفة أن تاريخ ولاية فرانسوا هولاند سيسجل أن الاتحاد المقدس الذي استمر بما يفوق توقعات الحكومة ، لغياب مناوئين من جانب الاتحاد من اجل حركة شعبية، انتهت صلاحيته يوم 17 فبراير لوجود خلافات بين الاشتراكيين في الميدان الاقتصادي والاجتماعي. وفي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول التوتر داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة) بمدريد وعلى المستوى الوطني قبيل أشهر من الانتخابات البلدية والعامة. وأوردت (لا راثون) أن التوترات مع رئيسة حكومة الأندلس الاشتراكية سوزانا دياز، أبعدت زعيم الحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز، عن الحملة للانتخابات المبكرة بالأندلس، المقررة في 22 مارس المقبل، مبرزة أن العلاقات بين الزعيمين تدهورت بشكل غير مسبوق في الأشهر الأخيرة. وأضافت اليومية أنه على بعد نحو شهر من الانتخابات الأندلسية وأشهر من الانتخابات العامة والمحلية، بات الاتصال بين دياز وسانشيز شبه منعدم، مشيرة إلى أن زعيم الاشتراكيين لم يحدد بعد أجندته للمشاركة في الحملة الانتخابية بالأندلسي، وبالتالي دعم سوزانا دياز. وبدورها ذكرت صحيفة (إلموندو) أن اشتراكيي مدريد عقدوا أمس الأربعاء لقاءا متوترا لانتخاب المرشح الرئاسي للحزب بهذه الجهة. وأضافت أنه بعد الأزمة المفتوحة داخل الحزب عقب إقالة توماس غوميز من منصبه، لم يحسم مناضلو الحزب بمدريد في مرشح الرئاسة، مشيرة إلى أن عددا من المرشحين، كوزير التربية والتعليم السابق، أنخيل غابيلوندو، لم يعلنوا صراحة عن نواياهم لتفادي مزيد من التوتر داخل الحزب. وفي سياق متصل أشارت صحيفة (إلباييس) إلى حصول غابيلوندو على دعم مناضلي الحزب الاشتراكي بمدريد وأضحى، بالتالي، المرشح الأوفر حظا لخلافة توماس غوميز. وفي ألمانيا ركزت جل الصحف الصادرة اليوم في تعليقاتها على الازمة الاوكرانية بعد أن انسحبت القوات الحكومية من المدينة الاستراتيجية دبالتسيفي الواقعة شرق أوكرانيا حيث أحكم الانفصاليون الموالون لروسيا قبضتهم عليها، مبرزة ردود الفعل التي أدانت هذه العملية واعتبرتها خرقا سافرا لوقف اطلاق النار . وعكذا كتبت صحيفة (شتوتغارته تسايتونغ) أنه يتعين عدم فقدان الأمل، مشيرة إلى أن في دونيتسك ولوغانسك ، فإن وقف إطلاق النار مازال صامدا ولم تفقد المنطقتان "كل شيء " لذلك ، ترى الصحيفة ، على أولئك الذين فشلوا في المحاولات الدبلوماسية أن يبحثوا عن بدائل أخرى للعمليات العسكرية خاصة ، روسيا وحلف شمال الاطلسي (ناتو) من أجل وقف هذا "الجنون". من جهتها اعتبرت صحيفة (موشنر ميركور) أن سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا على مدينة دبالتسيفي " كان متوقعا " مشيرة إلى أن الأوروبيين والأميركيين "يبدو أنهم أصبحوا عاجزين أمام هذا الوضع" ، ويعيشون على أمل غامض في ألا يكون الهدف القادم للرئيس فلادمير بوتين ميناء مدينة ماريوبول الواقعة بإقليم دونتسك في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا. أما صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن ) فانتقدت دور الولاياتالمتحدة في هذا الملف والتي تراها "مصممة على إجبار روسيا تجثو على ركبتيها" وذلك من خلال تشديد العقوبات والضغط من أجل استمرار تراجع أسعار النفط التي تؤثر على سعر الروبل وعلى الاقتصاد الروسي معتبرة أن أوكرانيا "هي من يدفع الثمن غاليا لكن بالدم ". وتناولت الصحف الالمانية أيضا موضوع النزاع المستمر بين الاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية حول الديون ، فكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) أن يوم غد الجمعة هو الموعد النهائي للحسم في هذا الملف كمهلة لطلب تمديد اتفاق الإنقاذ الذي قد ينقضي في نهاية الشهر الجاري إلا أن أثينا ، تقول الصحيفة ، مازالت " تلقي بقنابل من الدخان ". واعتبرت الصحيفة أن ما تقوم به الحكومة من جهة هو ضد دول مثل ايطاليا وايرلندا والبرتغال التي استفادت من مساعدات الانقاذ ، ومن جهة أخرى ضد الشعب اليوناني المحاصر . ووفق صحيفة (باديشت نويستن ناخغيشتن) فإن " التضامن لا يمكن أبدا أن يكون له اتجاه واحد "، مؤكدة أن من " يريد الاقتراض و لا يلتزم بالشروط ، فعليه ألا يفاجأ بمقاومة البلدان المانحة ". وفي اليونان تناولت الصحف نجاح البرلمان ليل الأربعاء في انتخاب أستاذ القانون وزير الداخلية الاسبق بروكوبيس بافلوبوليس رئيسا جديد للبلاد ب 233 صوتا من أصل 300، حيث حصل على اصوات الإئتلاف الحكومي لحزب سيريزا اليساري الراديكالي وحزب "اليونانيون الديمقراطيون" القومي اليميني، ثم حزب المعارضة الرئيسي الدمقراطية الجديدة والذي ينتمي الرئيس الجديد لصفوفه. كما واصلت الصحف اهتمامها بالمفاوضات بين اليونان وشركائها بخصوص خطط تمويل الاقتصاد اليوناني. صحيفة "تو فيما" كتبت أن التطورات التي عرفتها العلاقات اليونانية الاوربية خلال اليومين الاخيرين تفيد أنه بعد النفق المسدود الذي وصلته سيقع انفراج ، مؤكدة أنه لا مجال لإطالة أمد المفاوضات، فالتوافق مطلوب بشكل سريع لأن الاقتصاد والنظام البنكي والمحرومون الذين ينتظرون الدعم لا يمكنهم الاستمرار في الوضع الضبابي. وقالت الصحيفة إن توترات ومواجهات الايام الماضية يجب أن تفسح المجال للتفاهم والتنسيق، وإيجاد الحلول التي تمكن اليونان من مواصلة طريق الانتعاش الاقتصادي المؤلم ويدرك خلالها شركاؤنا انه ليس في صالح اوربا استمرار هذا الوضع. وأكدت الصحيفة أن اليونان يجب أن تبقى في أوربا وفي منطقة الأورو بعد كل هذا العمل الشاق وهذه النزاعات، فإن هذا الأمر هو رأي الأغلبية الساحقة من الشعب اليوناني . وعلى الأوربيين ايضا فهم ان هذا الطريق يجب أن يقود لطريق النمو الاقتصادي ومواجهة المشاكل الحقيقية التي أنتجتها الأزمة. صحيفة "كاثيمينيري" رأت أن الحكومة اليونانية الجديدة "ينظر اليها من قبل العديدين سواء عن صواب أو خطأ أنها حكومة فوضويين وحمقى، وبشكل آخر فهي تهدد الوضع القائم الذي أرسته برلين عندما تم الشروع في العمل بالأورو وفق توجيهات البنك المركزي الالماني البوندستاغ واستلهاما من ماضي المانيا الاليم". وأضافت الصحيفة أنه مرت 13 سنة منذ الشروع في التعامل بالاورو في 1 يناير 2002 وحدثت تغييرات كبيرة، وفشلت العملة الجديدة في تحقيق الرفاه المنشود، وفي الوقت نفسه يواصل وزير المالية الالماني وولفغانغ شوبلر والذي يتبين أنه غير متأثر بتاتا بالتطورات الحاصلة في أوربا الدفاع عن نظام عالمي انقضى، وكأن لا تغييرات حصلت خلال السنوات الأخيرة، وهي خطط تعود لممارسات القوة والهيمنة على نظرائه الأوربيين". وأضافت الصحيفة أن الإدارة اليونانية تقدم تنازلات وشلوبر لم يتزحزح عن مواقفه. فهو رجل عنيد. وكما يقول المثل الياباني "اطلب الله ان ينجيك من عجوز عنيد". وفي روسيا وتحت عنوان "المعركة ضد الدولة الاسلامية تنتقل إلى السرعة القصوى " كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن المعركة ضد مجاهدي الدولة الإسلامية ضمت مشاركين جدد وموارد إضافية جديدة، مشيرة في هذا الصدد الى أن باراك أوباما يعترف بأن المعركة قد تستمر أكثر من ثلاث سنوات. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة أعلنت عن استعدادها لتعزيز مكافحة الدعاية التي تقوم بها الدولة الاسلامية (داعش) مضيفة انه سيتم نقل هذه الوظائف إلى مركز الاتصالات الاستراتيجية الخاص بمحاربة الارهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. واشارت إلى أن الهدف الرئيسي هو منع انتشار الأفكار الجهادية بين المواطنين الأميركيين حيث سيقوم المركز بإقامة اتصالات مع الجالية المسلمة في الولاياتالمتحدة والدينية وعلماء الدين لتأمين السكان، خاصة الشباب المسلم، في مواجهة الدعاية المتطرفة. وأضافت الصحيفة ،أن المسؤولين الامريكيين باتوا يعترفون بأنهم ليسوا قادرين على وقف تداولها المستمر، بحيث يجب جمع هذه المعلومات وتحليلها، والعثور على أصلها . وفي سياق متصل اهتمت الصحف بالتصريح الذي أدلى به نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والذي أكد بأن أعمال تنظيم "داعش" في ليبيا تتطلب تنديدا شديدا من قبل المجتمع الدولي، لكن الحديث ما يزال سابقا لأوانه بشأن التدخل الدولي هناك. وأضاف أن موسكو تشعر بقلق بالغ وتدين ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية على أراضي سوريا والعراق وليبيا، مؤكدا أن ممارسات "داعش" تستحق التنديد الحاسم من قبل المجتمع الدولي. من جهة أخرى عادت صحيفة (نيزفيسيميا غازيتا) إلى الزيارة التي قام به أول أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هنغاريا حيث صرح خلال مؤتمر صحفي "بأن تزويد أوكرانيا بالسلاح سيزيد من عدد الضحايا، لكنه لن يغير من الوضع القائم حاليا في شرق البلاد ". ونقلت عن بوتين قوله "بأن هناك احتمالا بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا فالمعلومات تؤكد أنها ترسل، وهنا لا غرابة في الأمر وأنا على يقين تام بأنه مهما كانت الجهة والأسلحة التي ترسلها، فإن حصيلة الضحايا قد ترتفع، كما أن النتيجة ستبقى كما هي عليه الحال اليوم، وهذا لا مفر منه".