اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية، الصادرة اليوم الخميس، بالصراع في أوكرانيا، في ضوء الدعوة إلى تأجيل الاستفتاء المقرر في 11 ماي الجاري بمنطقة شرق أوكرانيا، وبعملية اختطاف جماعة (بوكوحرام) لمائتي تلميذة في نيجيريا، إلى جانب عدد من المواضيع ذات الطابع المحلي. ففي ألمانيا، واصلت الصحف، على الخصوص، متابعتها للصراع الدائر في أوكرانيا ولإقالة رئيسة الوزراء التايلاندية، ينغلوك شيناواترا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن زيارة رئيس منظمة الأمن والتعاون لروسيا "خطوة جيدة للغاية، وبمثابة رسالة لموسكو في اتجاه دفعها لوقف الصراع في أوكرانيا وبناء جسر للحوار". وأضافت الصحيفة أن دعوة بوتين إلى "وقف الاستفتاء غير الشرعي المقرر في 11 ماي في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، من أجل دعم الحوار مع كييف، كان أول خبر سار يعلن عنه الرئيس الروسي منذ فترة طويلة، إلا أن القيادة في كييف ما تزال مترددة في التعامل مع الانفصاليين". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروك) دعوة بوتين "معقولة جدا ويمكن أن ينظر إليها على أنها علامة صغيرة على انخفاض حدة التوتر"، مشيرة إلى أن ذلك يتماشى أيضا مع اقتراح المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، القاضي بإشراك القوات الموالية لروسيا بشرق أوكرانيا في محادثات السلام، في محاولة لإيجاد حلول سياسية للأزمة. وفي المقابل، اعتبرت صحيفة (دي نورنبيرغه ناخغيشتن) دعوة بوتين دليلا على مدى "تأثير موسكو الكبير على الانفصاليين الذين لولاها لما كانت لديهم كل هذه الجرأة في التصرف"، مؤكدة على أن إجراء محادثات جديدة بين الأطراف المتنازعة هو "أفضل شرط لإنهاء العنف". وبخصوص إقالة رئيسة الوزراء التايلاندية، ينغلوك شيناواترا، من منصبها لإدانتها بإساءة استخدام السلطة، ركزت (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) على ما يثيره هذا الأمر من قلق لدى السياسيين في البلاد. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (دي فيلت) أنه "قد يكون من المعقول التبريرات التي قدمتها المحكمة لتنحية شيناواترا من منصبها، لكن ذلك لا يبدو كافيا بالنسبة للمعارضة التي ستستمر في الاحتجاجات والتدمير". وفي إسبانيا، ركزت الصحف على العديد من المواضيعº منها تقرير المفوضية الأوروبية حول الاقتصاد الاسباني وتصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول الوضع في أوكرانيا. وكتبت صحيفة (الباييس) أن بروكسل تطلب من مدريد المضي لسنتين إضافيتين في تطبيق سياسة التقشف، مشيرة إلى أن التقرير يتناقض مع الوعود المتفائلة التي يقدمها ماريانو راخوي. وأضافت الصحيفة أنه "وعلى الرغم من الانتعاش الاقتصادي، وتحسن القطاع المصرفي، وانخفاض معدل البطالة واستقرار المالية العامة، تطالب المفوضية الأوروبية بمزيد من التقشف"، مبرزة أن الاتحاد الأوروبي حذر من مخاطر عدم احترام التزامات اسبانيا بخصوص العجز المالي في موازنتي 2015 و2016 . وفي نفس السياق، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن ماريانو راخوي ملتزم بتنفيذ الإصلاحات التي تطالب بها المفوضية الأوروبية. وأضافت الصحيفة أن راخوي أكد، خلال اجتماع أمس الأربعاء مع رؤساء أهم الشركات في البلاد، أنه سوف يتبع توجيهات بروكسل لتعزيز الانتعاش الاقتصادي، واستعادة النمو وتعزيز نسيج المقاولات الاسبانية. ومن جهتها، ذكرت (الموندو) أن "المفوضية الأوروبية تدعو إلى اتخاذ تدابير تقشفية إضافية"، كما تطلب من الحكومة متابعة النهج الإصلاحي الذي يسير عليه راخوي خلال عام 2015 . ونقلت الصحف اليومية الإسبانية أيضا تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا فيها المتمردين الموالين لروسيا إلى تأجيل الاستفتاء المقرر يوم الأحد حول استقلال شرق أوكرانيا، كما رحب فيها بالانتخابات الرئاسية التي ستنظم يوم 25 ماي في أوكرانيا. وفي سويسرا، اهتمت الصحف الرئيسية بالإعلان عن انسحاب الجيش الروسي من الحدود مع أوكرانيا، ونداء موسكو للانفصاليين الموالين لروسيا لتأجيل الاستفتاء الذي كان مقررا في 11 ماي الجاري. ووصفت صحيفة (لا تريبيون دو جنيف) الاجتماع بين رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ديدييه بيركهالتر، والرئيس الروسي، فلادمير بوتين، بأنه "تقدم ملموس"، مشيرة إلى أن مبادرات بوتين قد تمكن من تجنب تكرار تجربة شبه جزيرة القرم، وتمهد الطريق لحوار مباشر بين الطرفين في أوكرانيا. أما صحيفة (24 أور) فقالت، نقلا عن مسؤول أوروبي كبير، إن "الكرملين بارع في إعطاء إشارات متضاربة لزرع الشك وانعدام اليقين"، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لإحياء اتفاق جنيف الذي أثار التفاؤل الذي سرعان ما كذبه اندلاع العنف على أرض الواقع. وفي فرنسا، ركزت الصحف اهتمامها على عملية اختطاف جماعة (بوكوحرام) لمائتي تلميذة في نيجيريا حيث كتبت صحيفة (لوموند) أن السلطات في هذا البلد توجد تحت ضغط الرأي العام عقب إقدام الجماعة المذكورة، في منتصف أبريل الماضي، على هذه العملية، ملاحظة أنه إذا كانت روايات مختلفة تتفق على أن 53 من الفتيات المختطفات استطعن الإفلات من قبضة الخاطفين فإن العدد الحقيقي للتلميذات اللائي تم اختطافهن مساء 14 أبريل يظل غير معروف. وأضافت الصحيفة أن التصريحات المتناقضة للسلطات ساهمت في هذا الخلط. ومن جهتها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن جماعة (بوكو حرام) أثارت انتباه العالم عبر عمليات الاختطاف الكثيرة التي قامت بها والمجازر التي ارتكبتها، مبرزة أن "قدرة الإضرار لدى هذه الجماعة المتطرفة، التي أحدثت سنة 2002 ، ليست مسألة جديدة لكنها لم تجرؤ حتى الآن على مضاعفة هجماتها في أوقات متقاربة أو إظهار مثل هذه الحماقات التي لا تخلو من عنف وترهيب". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن هذه الجماعة النيجيرية انتقلت، خلال بضعة أسابيع، من التهديد على المستوى المحلي إلى تهديد أخطر يشمل المنطقة وخارجها، مضيفة أن زعزعة استقرار دولة كبرى يصل عدد سكانها إلى 160 مليون نسمة ستكون له عواقب وخيمة. وفي بلجيكا، شكل تعديل خطة التحليق فوق أجواء بروكسيل أبرز اهتمامات الصحف التي اعتبرت أن هذا الملف يزرع الفتنة داخل الحكومة الفيدرالية على بعد أيام من الانتخابات. وأشارت صحيفة (لادينيير أور) إلى أن الأحزاب الفلامانية لا تقبل بالإجراءات الجديدة التي تعتزم الوزارة الوصية تطبيقها من أجل تقديم حلول للأضرار الصوتية المرتبطة بالمخطط الجديد للتحليق فوق أجواء بروكسيل. وأضافت الصحيفة أن أحزاب الأغلبية الثلاثة الفلامانية تعتبر التعديلات المعلن عنها بخصوص مخطط الطيران غير مقبولة بكل بساطة. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لومورغن) أنه إذا كانت الحكومة تواجه أزمة فإن مرد ذلك إلى كون التعديلات التي أدخلت على مخطط الطيران فوق العاصمة لم ترق للأحزاب الفلامانية، وخاصة في ما يتعلق بالطريقة التي اعتمدت في هذا الشأن. أما صحيفة (لاليبر بيلجيك)، فاعتبرت أن التعديلات المعلنة لقيت رفضا من قبل الأحزاب الفلامانية، مشيرة إلى الوزير الأول الاشتراكي، إليو دي ريبو، يبحث بأي ثمن عن تجنب حدوث أزمة سياسية على بعد بضعة أيام من انتخابات حاسمة.