خصصت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، أبرز تعاليقها للأزمة الأوكرانية المرشحة لمزيد من التصعيد في أعقاب مقتل نحو أربعين شخصا في حريق متعمد الجمعة المنصرمة بأوديسا. كما تطرقت الصحف لوضع الزعيم الإيرلندي، جيري أدامز، رهن الحراسة النظرية على خلفية اتهامه بالتورط في جريمة قتل ارتكبت سنة 1972 . فبخصوص الأزمة الأوكرانية، كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةوروسياوأوكرانيا توصلوا في 17 أبريل المنصرم إلى اتفاق بجنيف من أجل وقف التصعيد بأوكرانيا، مشيرة إلى أنه بعد 15 يوما من توقيع الاتفاق بدا واضحا أن التوتر هو سيد الموقف مما يجعل أوكرانيا عمليا في حالة حرب. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لاتريبون) أن أعمال العنف تتسع بأوكرانيا، مبرزة أنه على الرغم من دعوات واشنطن والتهديدات الجديدة بفرض عقوبات على موسكو ما تزال العمليات التي أطلقت شرق كييف متواصلة. ومن جانبها، رأت صحيفة (لوفيغارو) أن بوتين يتردد بين تدخل عسكري مباشر وغير مباشر، ملاحظة أن الجنود الروس الذين يرابطون منذ 25 أبريل على الحدود على استعداد، وينتظرون قرارا قد لا يأتي. وفي اسبانيا، تابعت الصحف عن كثب تصاعد أعمال العنف بشرق أوكرانيا، والمواجهات بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين لروسيا. وفي هذا الإطار كتبت صحيفة (إلموندو) أن المتمردين الموالين لروسيا، الذين حاصروا مفوضيات الشرطة، تمكنوا من الحصول على تحرير 67 شخصا خلال المظاهرات التي نظمت الجمعة بأوديسا، معتبرة أن الأمر يتعلق بانتصار صغير للمتمردين. وأضافت الصحيفة أن المتمردين الموالين لروسيا، الغاضبين بعد مقتل أربعين منهم في حريق متعمد شب بمقر النقابات، أجبروا سلطات كييف على إطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين بعد أن هاجموا المفوضية الرئيسية للشرطة بأوديسا. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (إيل باييس) إلى أجواء الغضب والخوف التي تخيم على أوديسا، عقب الحريق المتعمد الذي قتل فيه أربعون شخصا، مشيرة إلى أن سكان المدينة قاموا ردا على ذلك باقتحام المفوضية، وتمكنوا من تحرير المعتقلين. وقالت الصحيفة إن المتمردين اتهموا الشرطة بعدم المسؤولية وعدم القيام بأي شيء لإنقاذ الأشخاص الذين قضوا في الحريق، مضيفة أن الوضعية شرق أوكرانيا تنذر بالتدهور بالنظر إلى غضب السكان وغياب دعم الدول الغربية. أما صحيفة (أ بي سي) فأكدت أن أحداث أمس الأحد بأوديسا تطرح مدى قدرة كييف على الدفاع على مصالحها، مشيرة إلى أن موسكو تواصل ضغوطها من أجل وضع حد لتصاعد أعمال العنف ضد المتظاهرين. وفي نفس الإطار، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) الألمانية أنه من خلال الإفراج عن المراقبين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تمكن الرئيس فلاديمير بوتين من ضرب عصفورين بحجر واحدº من جهة، أصبح في عيون البعض بعد أن تدخل في تحرير الرهائن "ملاكا للسلام"، ومن جهة أخرى مكن موسكو من لعب دور أكثر في شرق أوكرانيا حيث الوضع تعمه الفوضى. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ)، فترى أن الأزمة وصلت إلى نقطة يتعين فيها أن تتحرك الحكومة الاتحادية، حتى لا تفقد موقعها في دائرة حلفائها، مشيرة إلى أنه يتعين الاعتراف أيضا بأن الرئيس الروسي بوتين لا يرغب في بناء جسر للحوار، خاصة وأن الانفصاليين شرق أوكرانيا ما يزالون يبثون الفوضى والاضطرابات بغرض منع إجراء الانتخابات الرئاسية متم الشهر الجاري. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأنه أصبح واضحا، وبشكل متزايد، أن بوتين يسعى إلى التوسع عبر الاستحواذ على مزيد من الأراضي الأوكرانية، بكل الوسائل المتاحة لديه. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (دي نوي رور تسايتونغ) أن الجانب الألماني لعب دورا إيجابيا تجاه روسيا التي تدخلت لتحرير المراقبين العسكريين الأوروبيين الذين تم احتجازهم من قبل الانفصاليين الموالين لموسكو، مشيرة إلى أنه أصبح واضحا أن لروسيا تأثير كبير جدا على هؤلاء الانفصاليين وأنها القوة الدافعة الكامنة وراء التصعيد شرق أوكرانيا. وترى الصحيفة أن بمقدور موسكو المساهمة بشكل كبير في تهدئة الأوضاع، لكن على الغرب أيضا أن يضطلع بدوره لدى حلفائه في كييف لتغيير سياسة الحكومة الانتقالية المعادية لروسيا ونزع سلاح الميليشيات، ووقف العمل بسياسة "مكافحة الإرهاب " شرق البلاد، ووقف إطلاق النار لتهيئة الوضع والدخول في تفاوض جدي. ومن جانبها، كتبت صحيفة (دي باديشن نويستن ماخغيشتن)، في تعليقها على الموضوع، أنه في ظل الظروف الحالية التي تشهدها أوكرانيا فإن الانتخابات الرئاسية المقررة في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري لن يكون لها أي معنى، خاصة في منطقة دونيتسك والمنطقة المحيطة بها التي تعيش حربا أهلية بكل معنى الكلمة. وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يمكن إجراء انتخابات حرة وديمقراطية في هذه البيئة لذا، تقول الصحيفة، لابد من إيجاد حل قبل موعد الانتخابات. وفي بلجيكا، كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك)، في نفس السياق، أنه بعد 15 يوما من اتفاق جنيف اتضح أن التوتر لم تنخفض حدته مما يدخل أوكرانيا في حالة حرب، مشيرة إلى أن أهداف الموالين لروسيا تكمن، على الخصوص، في البرهنة على أن حكومة كييف ليست شرعية، ومنع إجراء الانتخابات الرئاسية في 25 ماي. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوسوار) إن رئيس الوزراء الأوكراني يتهم روسيا بمحاولة تدمير بلاده، مضيفة أن الصراع بدأ يتسع نحو الغرب. من جهتها، واصلت الصحف السويسرية الاهتمام بالأزمة المفتوحة في أوكرانيا، حيث اعتبرت صحيفة (لوتون) أن موسكو لا تتردد في مقارنة أعمال العنف الجارية جنوبأوكرانيا بالجرائم النازية، مضيفة أن روسيا تلعب بالنار من خلال اللجوء إلى مثل هذا الخطاب الذي من شأنه إذكاء التوتر مع كييف. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (لاتربون دوجنيف) لأجواء التوتر التي تسود منطقة الشرق، مشيرة إلى أن حريق الجمعة قد يكون بسبب انتقام آلاف المتظاهرين الموالين لأوكرانيا ومشجعي كرة القدم الغاضبين من تعرضهم للهجوم من قبل الموالين لروسيا. وتساءلت الصحيفة عن حظوظ الزيارة التي سيقوم بها رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لموسكو، في التوصل لإطلاق حوار في إطار اتفاق جنيف. وأشارت صحيفة (24 ساعة) إلى احتمال وقوع هجمات جديدة في ضوء ما يحصل بسلوفيانسك وكراماتورسك اللتين يسيطر عليهما المتمردون . وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (أفتونبلاديت) السويدية أن التوتر يظل سيد الموقف بأوديسا حيث هاجم متظاهرون موالون لروسيا مقرا للشرطة، مضيفة أن المعارك تتواصل بين الجنود الأوكرانيين والانفصاليين قرب سلوفيانسك. وقالت إن كييف تتهم موسكو بالوقوف وراء أعمال العنف بهدف ضرب استقرار أوكرانيا، وتدعو السكان المحليين بشرق وغرب البلاد إلى دعم السلم والأمن وعدم الاصطفاف إلى جانب الانفصاليين. ومن ناحية أخرى اهتمت الصحف السويدية بقضية الدفاع بين البلدان الشمالية، وبوضع جيري أدامز قيد الحراسة النظرية. ونشرت صحيفة (سفسنكا داغبلاديت) مقالا يدعو فيه وزير الشؤون الخارجية الفنلندي ورئيس لجنة الدفاع بالبرلمان السويدي إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، ضمن استراتيجية تروم تطوير التعاون في هذا المجال بين بلدان الشمال. ومن جهتها، أكدت صحيفة (دانجنس نهيتر) أن الاستجواب الذي خضع له جيري أدامز بخصوص جريمة قتل ارتكبت سنة 1972 يفتح جروحا لم تندمل بعد في الصراع بإيرلندا الشمالية، مضيفة أن الزعيم الايرلندي قد يتابع من قبل العدالة البريطانية بسبب هذه القضية. ويؤكد جيري أدامز، حسب الصحيفة، انه غير متورط في هذه الجريمة وأنه مستهدف عبر حملة شرسة، معتبرة أن هذه القضية تهدد الهدوء النسبي الذي ساد بايرلندا خلال السنوات الأخيرة.