واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها بالأزمة الأوكرانية التي تشهد تصعيدا بعد الهجوم العسكري الذي تشنه كييف على معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا. وتطرقت أيضا لعدد من القضايا الدولية الأخرى، أبرزها قرار اسرائيل تعليق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ردا على اتفاق المصالحة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس. وفي هذا الصدد، تطرقت الصحف الاسبانية لعلاقة شد الحبل القائمة بين موسكو وكييف على خلفية تصاعد التوتر شرق أوكرانيا والمناورات العسكرية الروسية على الحدود بين البلدين. وهكذا كتبت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "كييف تمهل موسكو 48 ساعة لتفسير مناوراتها العسكرية على الحدود"، أن مبادرة روسيا جاءت عقب استئناف القتال بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية قرب بلدة سلوفياسك. وأضافت اليومية أن خمسة متمردين لقوا، بحسب كييف، مصرعهم في الاشتباكات التي وضعت حدا للهدنة التي تم التوصل إليها في اجتماع جنيف الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن موسكو أعلنت استعدادها للتدخل في أوكرانيا إذا ما تم تهديد مصالحها. ومن جهتها، أوردت صحيفة (لا راثون) رد فعل واشنطن عقب ما أقدمت عليه موسكو، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اتهم روسيا ب"عدم القيام بأدنى مبادرة" لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف من أجل الحد من التوتر بأوكرانيا. وأضافت اليومية أن المسؤول الأمريكي أردف أن روسيا تقوم ب"جهود غير مناسبة لتخريب العملية الديمقراطية، وذلك من خلال قيامها بحملة تخويف فظة وخشنة" بأوكرانيا، مشيرة إلى أن كيري أثار الانتباه إلى أن الوقت ليس في صالح موسكو. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي) التي أشارت إلى أن كييف نفت بشكل قاطع تعليق عملية "مكافحة الإرهاب" ضد المسلحين الموالين لروسيا، مشيرة إلى أن السلطات الأوكرانية طلبت من واشنطن إجبار روسيا على إنهاء المناورات العسكرية على الحدود. ومن جهتها، قالت صحيفة (ريسبوبليكا) البولونية أن الهجوم الاوكراني ضد المتمردين الذي خلف خمسة قتلى، دفع موسكو الى توجيه تهديدات عبر مناورات على الحدود بين البلدين، مبرزة أن الغرب والولايات المتحدة حذرا بوتين دون التلويح بإقرار عقوبات جديدة، من مواصلة مغامرته بعد ضمه لشبه جزيرة القرم. ومن جانبها، أكدت صحيفة (بولسكا) أن تشديد العقوبات على روسيا يشكل وسيلة فعالة من أجل منع موسكو من مهاجمة أوكرانيا، مضيفة أن الرئيس بوتين يأخذ على محمل الجد الهجوم الأوكراني ضد الموالين لروسيا، معتبرا أنه يستهدف المدنيين الذين تتكون غالبيتهم من الناطقين بالروسية. ومن جهتها، ركزت الصحف السويسرية على عسكرة الأزمة الأوكرانية. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) بطلب قادة الانفصاليين من الرئيس بوتين ارسال جنود لدعمهم، مشيرة إلى أن مبادرة من هذا القبيل تثير المخاوف من عمل عسكري روسي قد ينتهي بفرض موسكو لسيطرتها على المناطق الناطقة بالروسية كما حصل بالنسبة لشبه جزيرة القرم. وفي موضوع آخر، عادت صحيفة (لوفيغارو) الى برنامج توفير خمسين مليار أورو الذي قدمته الحكومة الفرنسية من أجل التقليص من نسبة العجز والنفقات العمومية للسنوات الثلاث المقبلة، مشيرة الى أنه لم يتبق للحكومة سوى أربعة أيام لإقناع نواب الحزب الاشتراكي الذين يهددون بعدم التصويت على برنامج الاستقرار. ومن ناحية أخرى، خصصت صحيفة (لبيراسيون) تعاليقها لقرار اسرائيل تعليق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ردا على اتفاق المصالحة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس، مشيرة الى أن الهيئات المسيرة للمنظمة التي وقعت الأربعاء بغزة اتفاق المصالحة مع حركة حماس ستجتمع السبت والأحد برام الله برئاسة محمود عباس لمناقشة مسلسل السلام والتقارب بين الفلسطينيين. وقالت إن أحد الخيارات الممكنة يكمن في إمكانية انضمام القيادة الفلسطينية الى معاهدات جديدة ومنظمات دولية. ومن جهتها، ركزت الصحف الروسية على العملية العسكرية التي تنفذها سلطات كييف الجديدة ضد سكان مناطق جنوب وشرق اوكرانيا الرافضين لسياسة هذه السلطات وكذلك على رد فعل روسيا. ونقلت صحيفة (ترود) تعليق الرئيس فلاديمير بوتين الذي قال "إذا قام نظام كييف باستخدام الجيش ضد السكان داخل البلاد فهذا يعتبر بدون أي شك جريمة خطيرة جدا ضد شعب أوكرانيا". وأشارت الصحيفة إلى أنه، وفقا لأوامر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، باشرت وحدات من الدائرتين العسكريتين الجنوبية والغربية في القوات المسلحة الروسية بتنفيذ مناورات في المناطق المحاذية لأوكرانيا، ما يعني، بحسب الصحيفة، أن روسياوأوكرانيا تقفان على حافة نزاع مسلح كبير. وخلصت (موسكوفسكي كومسوموليتس) إلى إن "ما تم تداوله بخصوص الأزمة في أوكرانيا يجبر القوات المسلحة الروسية على استعراض وتأكيد استعدادها للتدخل في حال تم اتخاذ القرار السياسي بذلك".