تناولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، جملة من المواضيع الدولية والمحلية، كان من أبرزها الملف الأوكراني وزيارة المستشارة الألمانية لواشنطن، وامتناع نواب فرنسيين عن التصويت على برنامج الاستقرار الذي قدمته الحكومة، والقبض على الزعيم الجمهوري الإيرلندي، جيري ادامز، والانتخابات الأوروبية المقررة في الأسبوع الأخير من مايو الجاري. ففي ألمانيا، كتبت صحيفة (دي فيلت) أن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، تقوم لأول مرة بزيارة للولايات المتحدة خلال ولايتها الثالثة، مشيرة إلى أنها زيارة مرتقبة تم الإعداد لها بشكل جيد. وتوقعت أن تتناول المباحثات بين الطرفين الأزمة بين شرق أوروبا والغرب بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وملف تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على ملايين الألمان من بينهم المستشارة الألمانية نفسها. ومن جانبها، وصفت صحيفة (دي شتوتغارته تسايتونغ) زيارة أنغيلا ميركل ب"المهمة"، في ظل تشديدها على ضرورة عدم تفويت الفرصة لطرح جميع القضايا الراهنة، خاصة الملف الأوكراني. وتوقفت صحيفة (دير مانهايمر مورغن) عند ضرورة بحث الطرفين لمسألة فرض عقوبات جديدة على موسكو، ومناقشة اتفاقية التجارة الحرة المقترحة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. ومن جهتها، توقفت صحيفتا (زود دويتشه تسايتونغ) و(فرانكفورتر روندشاو) عند النهج الحذر للمستشارة ميركل في تناول فضيحة التنصت التي تورطت فيها وكالة الأمن القومي الأمريكية. وفي هذا الصدد، قالت (فرانكفورتر روندشاو) إن حكومة الائتلاف الألمانية لا ترغب في المخاطرة والدخول في صراع مع الولاياتالمتحدة وأنها اقتصرت منذ البداية على الاحتجاج بشكل نمطي وعبرت عن تخوفها من فقدان الثقة بين البلدين، مضيفة أنه مع اشتعال الأزمة الأوكرانية، يفضل الجانبان بحث أمور تتجاوز قضية التجسس لأنها ترتبط بالتعاون الموثوق جدا بين أجهزة الاستخبارات على جانبي المحيط الأطلسي، خاصة وأن ألمانيا ستكون في حاجة إلى مساعدة الأمريكيين في هذا المجال في إطار ما يعرف ب"الصالح العام". وفي بولندا، اهتمت الصحف بالإجراءات التي اتخذتها المجموعات الموالية لروسيا التي تحتل المباني الإدارية في دونيتسك الأوكرانية. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة (لاغازيت إيليكتورال) و(لاغازيت جوريديك) تقارير عن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك (شرق أوكرانيا)، أسفرت عن السيطرة على مكتب المدعي العام من قبل المتمردين الذين لا يزالون يسيطرون على عدد من المباني الإدارية بالمدينة. وأعربت الصحيفتان عن الأسف لعدم قدرة السلطات الأوكرانية الجديدة على ضمان النظام والأمن في البلاد، مشيرتين إلى أن الانفصاليين الموالين لروسيا يطالبون بإجراء استفتاء على هذا الجزء من الأراضي الأوكرانية لاتخاذ قرار بشأن إقامة نظام فيدرالي في المنطقة. ولاحظت صحيفة (لاغازيت إيليكتورال) أن أوكرانيا تمر بنفس السيناريو الذي مرت منه في السابق أوسيتيا الجنوبية (جورجيا )، والتي أعلنت من جانب واحد استقلالها عن جورجيا بدعم من الكرملين. وفي السويد، اهتمت الصحف أيضا بتطورات الوضع في أوكرانيا وسلطت الضوء على عجز الحكومة الأوكرانية عن استعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في أيدي الانفصاليين. وأكدت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) فقدان الحكومة الأوكرانية للسيطرة على شرق البلاد، مشيرة إلى أن كييف أعادت في ظل هذه الظروف العمل بالتجنيد الإجباري بموجب مرسوم رئاسي، من أجل مواجهة انتفاضة المواليين لروسيا في الشرق. ومن جانبها، تحدثت صحيفة (داغينس نيهيتر) عن محاولات القوات الأوكرانية استعادة السيطرة على سلوفيانسك، وأيضا عن اتهامات وزير الداخلية للانفصاليين باستئجار مرتزقة مهنيين. وفي هولندا، شكل الملف الأوكراني مركز اهتمام الصحف إلى جانب المناظرة التلفزيونية الأولى للمرشحين بالأحزاب الهولندية للانتخابات الأوروبية المقرر إجراؤها يوم 22 مايو الجاري. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (فولستكرانت)، تحت عنوان ''الناتو.. روسيا لم تعد شريكا ولكن أصبحت خصما''، أن نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يرى أنه "بعد 20 سنة من الجهود الرامية إلى بناء شراكة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، فإن الحلف ملزم اليوم اعتبار روسيا كعدو ". ونقلت الصحيفة عن المسؤول بالحلف قوله إنه "بعد ضم شبه جزيرة القرم، ونظرا لدور روسيا في الاضطرابات في أوكرانيا، فإن العلاقات بين الناتو وروسيا قد تغيرت جذريا". وعلى صعيد آخر، تناولت صحيفة ( تراو) المناظرة التلفزيونية الأولى للمرشحين بالأحزاب الهولندية في الانتخابات الأوروبية المقررة في الأسبوع الأخير من مايو الجاري، مشيرة إلى أن مرشح الحزب اليميني المتطرف (حزب الحرية) كان موضع انتقاد شديد من قبل منافسيه بسبب مبادرة زعيم حزب الحرية لخلق تحالف مع الجبهة الوطنية الفرنسية. وفي فرنسا، تطرقت صحيفة (لاكروا) إلى قضية النواب الذين امتنعوا عن التصويت على برنامج الاستقرار الذي طرحته الحكومة، من أجل توفير خمسين مليار أورو خلال السنوات الثلاث المقبلة. وقالت الصحيفة إن المسألة الأساسية بالنسبة لرئيس الوزراء، مانويل فالس، تكمن في التوفر على أغلبية بالنسبة لأي مشروع قانون، ملاحظة أن السياسية الحكومية تخلق توترات داخل اليسار نفسه. ومن جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بخطاب رئيسة الجبهة الوطنية، مارين لوبين، التي حولت استعراضات فاتح ماي إلى منبر وطني ضد الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن لوبين خصصت معظم خطابها ل"لدفاع عن الشعب الفرنسي" وتفكيك الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن هذا الخطاب يأتي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الأوروبية التي يستعد لها الحزب من أجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد والتأثير بالتالي على السياسة الأوروبية لفرنسا. أما صحيفة (ليبراسيون) فتناولت من جانبها القضايا المرتبطة بمحاربة الجهادية والتطرف بفرنسا حيث نشرت استجوابا مع القاضي المهتم بقضايا الإرهاب، مارك تريفيديك، والتي يتطرق من خلالها للترسانة القانونية الفرنسية، خاصة في حالة عودة الجهاديين الى فرنسا. ويعتبر القاضي، الذي يحقق منذ 2002 بشأن "الشبكات الإسلامية الراديكالية"، أن فرنسا لم تتمكن من محاربة ظاهرة الجهادية من جذورها، وكذا الغليان الذي تعرفه بعض الضواحي، والتصدي لعمليات الاستقطاب عبر الانترنيت مع ما يرافق ذلك من تصاعد لخطاب التعصب. وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بالحملة الانتخابية للاستحقاقات المحلية والاتحادية الأوروبية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوسوار)، الواسعة الانتشار، أن أهم ما يميز الأجواء الانتخابية هو سخط المواطن على السياسة، وبالنتيجة لامبالاته تجاه العملية ككل، مشددة، في هذا السياق، على ضرورة تنشيط الديمقراطية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بموضوع إلقاء القبض على الزعيم الجمهوري الايرلندي، جيري ادامز، في قضية قتل مخبرة مزعومة للجيش البريطاني من قبل الجيش الجمهوري الايرلندي سنة 1972. وكتبت صحيفة (الباييس) أن اعتقال آدامز يعود بالساحة السياسية إلى مأساة المفقودين في أوستر، وهي واحدة من أفظع الفترات خلال ثلاثين عاما من الصراع في ايرلندا الشمالية. ووجهت لادامز تهمة تنسيق عملية اختطاف وقتل جان ماكونفيل سنة 1972 ، وهي واحدة من 3000 ضحية سقطت خلال الأحداث، مشيرة إلى أن الجيش الجمهوري الايرلندي اعترف بقتلها سنة 1999. وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن الماضي الإرهابي لحق بجيري آدامز (65 عاما) رئيس حزب شين فين، الذي كان لفترة طويلة الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، مضيفة أن جيري آدامز، المعتقل حاليا في إطار الحراسة النظرية، هو واحد من الجهات الفاعلة الرئيسية في الصراع وكذا في عملية إرساء السلام. وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (الموندو) أن اعتقال جيري ادامز يهدد السلام في أوستر، مشيرة إلى أن الدوائر الرسمية لم تعلق على خبر اعتقاله. وقالت الصحيفة إن السياسيين في لندن وبلفاست ودبلن لم يعلقوا لحد الآن على هذه القضية التي تعني فاعلا سياسيا رئيسيا ، و هو الآن نائب برلماني.