ركزت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم السبت، اهتمامها على عدد من المواضيع، أبرزها المخاوف من امتداد الأزمة الأوكرانية والأزمة السياسية في السويد والانتخابات المزمع تنظيمها في البلاد في مارس المقبل وإفراج المحكمة الوطنية الإسبانية عن عضوين من منظمة إيتا الباسكية والتوترات العرقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغو إلى اليونان. ففي سويسرا خصصت الصحف تعاليقها لاجتماع المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي احتضنته بال (سويسرا) والذي هيمنت عليه المخاوف من امتداد الأزمة الأوكرانية. وكتبت (لوتون) أنه في سياق العلاقات المتجمدة بين الشرق والغرب فإن مجرد استمرار التواصل بين الغرب والروس على مدى يومين يعتبر "نجاحا كبيرا". وقالت إن النزاع الأوكراني شكل الموضوع الوحيد في هذا الاجتماع، وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة لروسيا بشأن زعزعة الاستقرار في المنطقة ، فإن هناك مصلحة مشتركة للتوصل إلى حل. وتحت عنوان "لا توافق بشأن أوكرانيا"، كتبت (لاتريبيون دي جنيف) مؤكدة أن الأزمة في أوكرانيا على كل لسان، و"أن الجبهات لن تهدأ إذا لم تتوقف الملاسنات "، معبرة عن أسفها للنشاط العسكري الخطير على هذه الجبهة وللتصريحات ذات الطابع الحربي بخصوصها . ونقلت (24 ساعة) التصريحات التي أدلى بها رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ديديي بولكالتر والتي عبر فيها عن حسرته بخصوص التدهور المقلق للأمن في أوروبا منذ "ضم" شبه جزيرة القرم من قبل موسكو. وفي السويد، تواصل الصحافة تحليلها للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد بعد الدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة في مارس المقبل. واعتبرت (داغنس نايتر) أن الوزير الأول، ستيفان لوفن، لم يتصرف كرجل دولة منذ توليه منصبه قبل شهرين، مضيفة أن قيادته كانت غامضة ويطبعها التردد. وأشارت (سفينسكا داغبلاديت) إلى أن الانتخابات المقبلة المزمع تنظيمها في شهر مارس القادم، تعتبر من قبل حزب اليمين المتطرف السويدي بمثابة "استفتاء حول الهجرة المتنامية"، مضيفة أن هذا الخيار قد يكون مكلفا بالنسبة لهذا الحزب. أما (أفطونبلاديت) فقالت إن وزير المالية رفع من لهجته إزاء اليمين المتطرف الذي نعته ب"الفاشية الجديدة"، مشيرة إلى أن هذا الحزب "لا يؤمن بالمساواة بين البشر". وفي إسبانيا اهتمت الصحف بإفراج المحكمة الوطنية عن عضوين بمنظمة "إيتا" الباسكية الانفصالية، سانتياغو أروسبيد الملقب ب"سانتي بطرس"، وألبرتو بلازولو، قبل إكمال عقوبتيهما. وهكذا كتب (إلباييس) أن الحزب الشعبي (الحاكم) والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارض) انتقدا قرار قضاة المحكمة الوطنية القاضي بإطلاق سراح الإرهابيين المدانين بعدة جرائم قتل في إسبانيا. وأشارت اليومية إلى أن "سانتي بطرس" كان قد أدين لدوره في أحد أكثر الهجومات دموية التي نفذتها المنظمة، واستهدف في 19 يونيو 1987 السوق الممتاز"هيبيركور" ببرشلونة، وخلف 21 قتيلا. من جهتها ذكرت (إلموندو) أن المحكمة العليا تعتزم التعجيل باتخاذ قرار يهم الإفراج عن أعضاء "إيتا"، مشيرة إلى أنه تمت دعوة 15 قاضيا من هذه المحكمة للبت في مشروعية هذا الإجراء. أما (لا راثون) فأشارت إلى أن المحكمة العليا ستقرر، في غضون 10 أيام، بشأن تقليص عقوبات الإرهابيين المفرج عنهم، مبزرة أن رئيس المحكمة دعا إلى توحيد معايير الإفراج عن معتقلي هذه الحركة. وفي سياق متصل أوردت (أ بي سي ) رد فعل نائبة رئيس الحكومة الإسبانية سوريا ساينز دي سانتا ماريا، التي أكدت أن الحكومة والمواطنين لا يفهمون إجراء الإفراج عن أعضاء"إيتا". وفي فرنسا اهتمت الصحف بالتوترات العرقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تتواصل المظاهرات عقب قرار القضاء عدم إدانة شرطي أبيض متورط في قتل أمريكي من أصول افريقية. وكتبت (ليبراسيون) في هذا الصدد أن المأساة الجديدة، في السياق الحالي، قد تؤجج غضب المتظاهرين الذين يدينون بشدة من نيويورك حتى فيرغيسون الوسائل المبالغ فيها، المستخدمة من قبل قوات حفظ النظام، وإفلاتها من العقاب. وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات التي اندلعت عقب قرار أحد كبار القضاة عدم متابعة الشرطي المسؤول عن وفاة المواطن الأمريكي من أصل إفريقي، تشكل تحديا لعمدة مدينة نيويورك الذي انتخب السنة الماضية ووعد بتحسين علاقة الشرطة بالسكان وخاصة السود واللاتينيين، مشيرة إلى أن هذا المسؤول أطلق برنامجا هاما للتكوين لفائدة الشرطة بهدف تغيير طريقة عملها من خلال استعمال أقل قدر من القوة عند الضرورة. من جهتها قالت (لوموند) إن الاحتجاجات مستمرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، من أجل التعبير عن الغضب إزاء إفلات الشرطة من العقاب، مضيفة أن المحتجين أغلقوا في واشنطن ملتقى طرق قرب البيت الأبيض لكن الرئيس أوباما لم يحرك ساكنا إزاء قرار القضاء بنيويورك. أما في اليونان، فأولت الصحف الصادرة اليوم، أهمية للزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغو إلى اليونان ولقاءاته أمس الجمعة مع الرئيس اليوناني ورئيس الوزراء. ونقلت (كاثيمينيري) عن مصادر بوزارة الخارجية اليونانية أن المسؤولين اليونانيين مرتاحون للمباحثات التي جرت وأنها تفتح المجال لتهدئة حدة التوترات بين البلدين. وأضافت الصحيفة أن الزيارة أسفرت عن نتائج ايجابية ومن المؤكد أنها سيتردد صداها في البيان الختامي الذي سيصدر اليوم السبت. وتناولت صحيفة (تا نيا) من جهتها المباحثات التي أجراها المسؤول التركي فور وصوله يوم الجمعة، مشيرة إلى أنها كانت صريحة وركزت بالخصوص على المسألة القبرصية. وقالت إن الرسالة الرئيسية لاوغلو هي ضرورة الاستغلال المشترك للمخزونات النفطية في المياه القبرصية والسعي لبناء علاقات مستقبلية بين لبلدين تركز على المنافع التي تتيحها المبادلات التجارية والاستثمارات. وفي النرويج انصب اهتمام الصحف على إعلان المصالح الأمنية النرويجية، أمس الجمعة، عن اعتقال شاب باكستاني-نرويجي لدى عودته من سورية. وقالت (في غي) إن الباكستاني-النرويجي، البالغ من العمر 23 عاما، أقام لفترات طويلة في سورية وأنه متهم بالتورط مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وأشارت إلى أن هذا الشاب اعتقل في أوائل فبراير الماضي، وأنه كان ينشط في مجال استقطاب الجهاديين وخاصة إلى سورية. من جانبها، أشارت (افتنتبوستن) إلى أن هذا الشاب يعتقل للمرة الثانية، وأنه دخل إلى النرويج في فبراير الماضي وهو مصاب بجروح واتهم بأنه شارك في معارك مع المنظمات الإرهابية في سورية. ونقلت عن مصادر أمنية تأكيدها أن الاعتقال تم على خلفية مشاركته في القتال مع هذه التنظيمات الإرهابية وأنه تم تفتيش منزله في إطار التحقيق الجاري حول التهم الموجهة إليه. وفي ألمانيا ركزت الصحف تعاليقها على انتخاب بودو راميلو عن حزب اليسار الراديكالي (دي لينكه) الذي يعتبره البعض من فلول الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية السابقة ، رئيسا لوزراء الحكومة المحلية بولاية تورينغن (شرق) بعد حصوله على الأغلبية في البرلمان المحلي . وأبرزت أنها المرة الأولى في ألمانيا بعد مرور 25 سنة على سقوط جدار برلين، التي يتولى فيها مسؤول بالحزب اليساري هذا المنصب، الأمر الذي أثار جدلا في المشهد الألماني. وجاء في تعليق ( نورنبورغه ناخغيشتن) أن ولاية تورنغن بعد انتخاب رئيس وزراء من الحزب اليساري الراديكالي (لينكه)، أصبحت بمثابة مختبر سياسي، مشيرة إلى أن انتقادات كبيرة وجهت للحزب المحسوب على الحزب الشيوعي في ألمانيا الديمقراطية سابقا ومضيفة أنه مع ذلك على راميلو أن يبدأ مهمته في رئاسة الحكومة. من جهتها كتبت (مونشنر ميركور) أن انتخاب راميلو يعد مفارقة تاريخية خاصة وأن الألمان الشرقيين هم الذين قاوموا الدكتاتورية وأرسلوها إلى الجحيم قبل 25 سنة، مشيرة إلى أن راميلو النقابي السابق تمكن بفضل دعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر من تولي مقاليد السلطة مرة أخرى لصالح حزبه. أما ( زود دويتشه تسايتونغ) فترى أن راميلو عقدت عليه آمال كبيرة من قبل الاشتراكيين والخضر، على أساس تبنيه رؤية جديدة في التدبير وتكريس الحوار والمصالحة. وفي رأي (لاندستسايتونغ) فإن دخول الاشتراكيين والخضر مع اليسار (لينكه) يعد صفعة في وجه الحقوقيين المدنيين في ألمانيا الشرقية السابقة التي شهدت مآسي على يد الشيوعيين. ووفقا ل (برلينرتسايتونغ)، فإن ولاية تورنغن تأمل في تبني معايير سياسية جديدة، مشيرة إلى أنه من المفيد جدا فتح نقاش سياسي في البلاد ، وبعدها تقييم ما إذا كان عمل الحكومة الائتلافية المحلية ناجحا أو فاشلا . وفي روسيا واصلت الصحف اهتمامها بالرسالة السنوية التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجمعية الفيدرالية الروسية . وذكرت (نيزافيسيمايا غازيتا)أن بوتين ألمح في رسالته إلى أن القيم الأخلاقية التقليدية المحافظة تتضمن، ليس فقط الروح الوطنية والتدين، بل أيضا احترام الملكية الخاصة وحرية ممارسة التجارة والعمل الدؤوب. وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين ركز كثيرا في رسالته على موضوع التجارة وتحدث عن مبادرة لتثبيت الضرائب على وضعها الحالي لمدة أربع سنوات، وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات الجديدة، كما تحدث عن ضرورة تقليص عمليات التفتيش من جانب مختلف الهيئات الرقابية . وترى الصحيفة أن كلمة بوتين يمكن أن تشكل فرصة لإضفاء صفة الشرعية على الأعمال الحرة الخاصة. ومن جانبها نقلت (ر ب ك) عن أليكسي نيبولسين، عضو هيئة رئاسة منظمة "دعامة روسيا" المنظمة الاجتماعية الروسية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ترحيبه بإعفاء التجارة الصغيرة من عبء عمليات التفتيش الدورية لمدة أربع سنوات في حال أثبت أنه نزيه وموثوق. وفي السياق ذاته نقلت (فيدوموستي) عن الناشط الحقوقي فلاديمير كيتسينغ، تشكيكه بأن اقتراح بوتين العفو على رؤوس الأموال الموجودة في "أوفشور" سيسهم في عودتها إلى الوطن. من جانبها ترى (كوميرسانت) أن العفو عن رؤوس الأموال الموجودة في الخارج، يعتبر "أقوى مبادرة وردت في رسالة رئيس الدولة" هذه المرة. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الدولة ركز بشكل أقل من المتوقع على السياسة الخارجية لروسيا.