انصب اهتمام الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين على مجموعة من المواضيع، أبرزها قمة مجموعة العشرين التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي في بريسبان بأستراليا ، والانتقادات التي وجهها المشاركون لموقف روسيا من الأزمة الأوكرانية ، والعواصف القاتلة في عدد من المناطق بإيطاليا. كما اهتمت الصحف بالخلاف المتواصل بين الحكومة المركزية بمدريد والحكومة المحلية بكاطالونيا ، وبالذكرى ال 41 للانتفاضة الطلابية في اليونان. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بموقف الدول الغربية المنتقد لروسيا ،خلال قمة مجموعة العشرين ، على خلفية الأزمة الأوكرانية ،حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن البلدان الأنجلوساكسونية تحدثت بصراحة مع روسيا خلال هذه القمة ، وأدلت بتصريحات واضحة عبرت من خلالها عن معارضتها للسياسة العدوانية أحيانا التي ينهجها الرئيس فلادمير بوتين في أوكرانيا ومناطق أخرى من العالم. وأضافت الصحيفة أن استراتيجية روسيا تثير القلق، مشيرة إلى أن موسكو تريد بعد هزيمتها السياسية في أوكرانيا خلال ثورة الشتاء الماضي بأوكرانيا، فرض سيطرتها العسكرية من خلال تسهيل انفصال شرق البلاد عقب ضمها القرم. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أن روسيا تشن حربا عدوانية على أوكرانيا وهو ما ستكون له تكلفة باهضة على اقتصادها ووضعها الدبلوماسي . وقالت إن فلادمير بوتين يساهم من خلال سياسته العدوانية تجاه أوكرانيا في عزل نفسه وبلده وجعل أوربا عدوا . وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (لوموند) أن رئيس الوزراء الأسترالي الذي استقبل قادة مجموعة العشرين أكد أن محور الخلاف مع روسيا هو سقوط الطائرة الماليزية في 17 يوليوز الماضي شرق أوكرانيا. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الاسترالي حمل روسيا مسؤولية سقوط الطائرة الماليزية الذي أسفر عن مصرع 298 راكبا من ضمنهم 38 أستراليا. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف هي الأخرى بأشغال قمة العشرين التي اختتمت أمس وبالقرارات التي تعهدت بها في بيانها، مشيرة إلى أن المجموعة تعهدت بقرارات هامة كتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتشجيع الشفافية في القطاع الضريبي ورصد مزيد من الأموال لمكافحة التغيرات المناخية. وسلطت الصحف الضوء أيضا على المواضيع الأخرى التي ألقت بظلالها في القمة خاصة الأزمة الأوكرانية مع حضور الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي عاد إلى موسكو دون أن يحضر اختتام الاجتماع. فكتبت صحيفة (مان بوست) في تعليقها أن قمة مجموعة العشرين ركزت على النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل ، وتنظيم البنوك وأيضا تخصيص مزيد من الأموال للمتغيرات المناخية. ولاحظت الصحيفة أن الأزمة الأوكرانية كانت حاضرة بقوة في القمة إلا أنه لم يتم إدراج قرارات جديدة بشأنها لكنها زادت من حجم جليد العلاقات بين روسيا والغرب. من جانبها لاحظت صحيفة (ميركور مونشنه) أن الرئيس بوتين كان معزولا عن زعماء دول مجموعة العشرين في قمة أستراليا بشكل ملفت للنظر، مشيرة إلى أن التحدي الاقتصادي يتبعه النبذ السياسي. أما صحيفة (زود فيست بريسه) فاعتبرت أن انسحاب الرئيس بوتين من أشغال القمة قبل اختتامها ودون التوقيع على بيانها الختامي كان مخططا له من قبل، مضيفة أن التوتر بين روسيا والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية وعدم تطابق وجهات النظر كانت سببا في هذا الانسحاب لكنها زادت من حدة هذا التوتر وجعلت سلطات روسيا خارج سياق العمل السياسي العالمي. وفي بلجيكا ، أثار اهتمام الصحف حدة الصراع الدائر بين روسيا والغرب ، والذي برز بقوة خلال قمة مجموعة العشرين في بريسبان، بأستراليا. وكتبت (لاديرنيير أور) بهذا الخصوص أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غادر أستراليا حتى قبل صدور البيان الختامي للقمة حيث تعرض للانتقادات شديدة بسبب الأزمة الأوكرانية. ولاحظت اليومية أن بوادر الحرب الباردة خيمت على أشغال القمة حيث اتهم القادة الأنجلوسكسونيين روسيا بكونها أصبحت تشكل تهديدا على العالم وتشن هجوما على دول أصغر منها. من جهتها ركزت ( لا ليبر بلجيك ) على الانسحاب المبكر لفلاديمير بوتين من قمة مجموعة العشرين في بريسبان (أستراليا). ولاحظت الصحيفة أن غضب واستنكار القادة الغربيين بشأن موقف روسيا في الحالة الأوكرانية ، تجلى على نحو متزايد في القمة، معتبرة أنه '' من الواضح الآن ، أن روسيا أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى". وفي بولندا ، ركزت الصحف البولندية أيضا على مغادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مفاجئ لبريسبان في أستراليا حيث انعقدت قمة مجموعة العشرين على اثر الاستقبال البارد من قبل المسؤولين الغربيين لرئيس الكرملين بسبب مساهمة موسكو في الأزمة الأوكرانية. وكتبت صحيفة "ريسبوبليكا" أن زعيم الكرملين لم يتحمل الانتقادات الغربية وغادر القمة، مدعيا أن ذلك من أجل العودة إلى العمل يوم الاثنين. وأشارت في هذا الصدد إلى أن بوتين لم يتحمل بالخصوص الاستقبال البارد من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيسي الوزراء البريطاني والكندي الذين أكدوا لرئيس الكرملين أن الغرب لن يقدم أي تنازلات بشأن أوكرانيا. من جهتها ، اعتبرت يومية "لاغازيت إليكتورال " و"لاغازيت جوريديك" أن هذه هي المرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة التي كان فيها الجو ثقيلا في قمة شاركت فيها موسكو وواشنطن، مشيرتين إلى أن بوتين الذي حضر قمة مجموعة العشرين تعرض لانتقادات لاذعة ضد بلاده من قبل الغرب ولم يتقبل انتقادات القوى الاقتصادية العالمية. وفي روسيا تناولت الصحف العلاقات الوثيقة بين موسكو وباريس ،مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر أنه لا يجب أن تنعكس الظروف الدولية المضطربة على العلاقات بين البلدين. وأوضحت الصحف أن بوتين أشار خلال لقائه بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على هامش قمة العشرين في بريسان الأسترالية ، إلى أن "فرنساوروسيا تحتفظان منذ زمن طويل بعلاقات ليست جيدة فحسب ، بل ومفيدة للجانبين ، وهناك اليوم لحظات مضطربة في الشؤون العالمية ، وقد لا تتوافق مواقفنا في كافة القضايا ". وأضافت الصحف أن الرئيس الفرنسي اعتبر من جانبه أن "الاضطراب" في الشؤون الدولية لن يستمر طويلا، معربا عن استعداده للمساهمة في تسوية الأزمة الأوكرانية. ونقلت الصحف عن هولاند قوله "أعتقد أن العالم لن يعاني طويلا من الاضطرابات. وكما تحدثنا في 6 يونيو (عيد إنزال النورماندي)، يجب علينا فعل كل ما هو ممكن لتسوية الأزمة الراهنة في أوكرانيا وباقي مناطق العالم" . وفي الشأن الاقتصادي الروسي، اهتمت الصحف بتحذيرات الدولة لأصحاب المصارف بشكل شخصي من مغبة وخطورة الضغط على الروبل، حيث ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن البنك المركزي الروسي يواصل اتخاذ إجراءات جديدة لوقف ضغط المضاربة على الروبل. وأشارت الصحيفة إلى أن المصرف المركزي كان قد استخدم تحديد وتقليص إعادة التمويل المقدم من قبله ، خلال أزمة عام 2008 ، مضيفة أنه في كل الأحوال يعتبر البنك المركزي حاليا مصدرا رئيسيا للسيولة المالية في القطاع المصرفي الروسي ، لذلك يرى الفاعلون في السوق المالية أنه يجب النظر إلى تحذيراته بشكل جدي. وفي إسبانيا عادت الصحف لتصريحات رئيس الحكومة ماريانو راخوي أمس الأحد ببريسبان (أستراليا)، التي أعلن فيها أنه سيرد على رسالة رئيس حكومة كتالونيا أرتور ماس غداة الاستشارة الرمزية حول استقلال هذه الجهة، التي عقدت في 9 نونبر الجاري. وأوردت صحيفة (إلباييس) تصريحات الزعيم الإسباني التي أدلى بها بأستراليا على هامش قمة مجموعة العشرين ، مشيرة إلى أن "رئيس الحكومة ماريانو راخوي اعترف بارتكابه أخطاء في شرحه استراتيجيته لمواجهة الاستفتاء حول استقلال كطالونيا ". ونقلت اليومية عن راخوي قوله "أود أن أشرح دوافعي وحججي"، معلنا عن قيامه قريبا بزيارة إلى كتالونيا. وأشار في هذا الإطار إلى أن رئيس الحكومة المركزية مارس نوعا من "النقد الذاتي، ونوعا من الاعتراف بأخطاء في الاستراتيجية المتبعة بكطالونيا". وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "راخوي على استعداد للذهاب إلى كطالونيا"، أن زعيم الحزب الشعبي سيقوم قريبا بزيارة إلى هذه الجهة "لممارسة السياسة". ونقلت اليومية عن رئيس الحكومة الإسبانية قوله "سأتوجه إلى كطالونيا للدفاع عن كل ما أومن به"، مضيفة أنه أكد على أن الغرض من هذه الزيارة هو تفادي أن يختار المواطنون الكطالونيون بين إسبانيا وكاطالونيا. وبدورها كتبت صحيفة (أ بي سي) أن راخوي لم يوجه هذه المرة أي انتقاد إلى رئيس حكومة كطالونيا أرتور ماس، لكنه حذر، مع ذلك ، من التلاعب بسيادة ووحدة إسبانيا. أما صحيفة (لا راثون) فكتبت تحت عنوان "راخوي في كطالونيا للدفاع عن مصالح الكطالونيين"، أن رئيس الحكومة الإسبانية أطلق من بريسبان إستراتيجية جديدة لحكومته بخصوص الوضع في كطالونيا. وفي اليونان تناولت الصحف الذكرى ال 41 للانتفاضة الطلابية ضد الطغمة العسكرية الحاكمة آنذاك وهي الانتفاضة التي انطلقت من معهد أثينا للبوليتيكنيك (17 نونبر 1973) وقادت إلى زوال الحكم العسكري وإقرار الديمقراطية . وكتبت "دو فيما" أن المدن اليونانية تعرف اليوم إجراءات أمنية مشددة تحسبا للمظاهرات المرتقبة والتي ستعرفها شوارع أثينا وبالقرب من السفارة الأمريكية. وأضافت أن هذا الاحتفال يأتي في جو مشحون بعد مظاهرات الأسبوع الماضي وتدخل أمني عنيف في حق الطلبة الذين كانوا يحتجون على قرار مديري جامعة أثينا وجامعة الاقتصاد بأثينا القيام بإغلاق وقائي للمؤسستين خوفا من إقدام الطلبة على الاعتصام داخلهما ، وتطويق أبواب الجامعتين من قبل قوى الأمن ما أثار غضب الطلبة الذين دخلوا في مواجهات مع الشرطة. وقالت "كاثيمينيري" إن 7000 من قوات الأمن اليوناني تم نشرها في وسط أثينا وفي المراكز الحيوية كالبرلمان والسفارة الأمريكية ومحيط الجامعات ، كما سيتم إغلاق عدد من الطرقات لتفادي أية انزلاقات خصوصا وأن الاحتفالات تأتي في جو مشحون داخل الجامعات وعلى خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد. وانطلقت انتفاضة الطلبة في العام 1973 من جامعة البوليتيكنيك في أثينا، وتحولت لمظاهرة شعبية حاشدة ضد الحكم العسكري الذي حكم البلاد بقبضة من حديد من 1967 إلى 1974 . وبدأت الانتفاضة في 14 نونبر 1973 وانتهت بحمام دم في الصباح الباكر من 17 نونبر بعد سلسلة أحداث ابتدأت بدخول دبابات بوابة للحرم الجامعي. في إيطاليا ، كرست الصحف اهتمامها بحالة الطقس القاتل في مناطق عدة بشبه الجزيرة بما في ذلك الشمال والجدل المتواصل بين السلطات المحلية والوطنية . فتحت عنوان '' كابوس الطقس السيء ''، كتبت صحيفة (المساجيرو) أن الطقس تسبب في حصد ثلاث ضحايا جدد في محافظات الشمال وفي أضرار واسعة النطاق تقدر بمئات الملايين من الأورو. وقالت الصحيفة إنه في أقل من شهر، شهدت منطقة ليغوريا فيضانات وأمطارا غزيرة (600 ملم في غضون أيام قليلة) تسببت في أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية ، وخاصة في جنوة وميلانو. ووفقا لليومية ، فإن الأمطار الغزيرة تسببت في انهيارات أرضية في عدة أماكن منها في جنوة حيث جرفت المياه توابيت وهياكل عظمية بشرية ، وجدت بالقرب من أحد المدافن. من جهتها أشارت صحيفة (لا ريبوبليكا) إلى أن سوء أحوال الطقس في جنوة "لم تستثن الموتى " 'في مقبرة بالمدينة ، في حين أن العديد من المواطنين فقدوا أو جرحوا، وتم عزل نحو 200 أسرة في مواقع مختلفة من منطقة ليغوريا، الأكثر تضررا من الطقس . وقدرت الصحيفة أن سوء سياسات تدبير الأراضي ساهم في هذه الكارثة التي تشهدها البلاد اليوم في عدة مناطق من إيطاليا . من جهة أخرى، ركزت صحيفة (كورييري ديلا) اهتمامها على الخلاف الذي نشأ في أعقاب التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء ميتيو رينتسي ، الذي حضر قمة مجموعة العشرين في أستراليا، على خلفية انتقاده للسياسات المحلية التي اعتمدتها الجهات في إيطاليا.