شكلت أشغال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد أمس الأحد بالقاهرة، والحرب الدولية على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام (داعش)، والملف الأوكراني بعد دعوة رئيس روسيا فلادمير بوتين جنوده للانسحاب من الحدود الأوكرانية، أهم المواضيع التي تناولتها الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين. ففي ألمانيا، سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على الملف الأوكراني، والمؤتمر الدولي لإعمار غزة الذي احتضنته القاهرة. وكتبت الصحف أنه على إثر ما خلفته الحرب الإسرائيلية من دمار في قطاع غزة فإن المنطقة تحتاج إلى مليارات الأور لإعادة بنائها. واعتبرت صحيفة (تاغسشبيغل) في تعليقها بهذا الخصوص أن " المجتمع الدولي سئم من الصراعات التي لا تنتهي في الشرق الأوسط وآثارها السلبية على المنطقة التي تعيش أزمة إنسانية حقيقية ". نفس الاستنتاج خرجت به صحيفة ( لاندستسايتونغ) التي ترى أن "العالم سئم من مؤتمرات المانحين ، وتفهم الوضع بعد الحرب الأولى في غزة 2009 ، وتعهد بتقديم 5ر3 مليار دولار لإعادة إعمارها، وتم إصلاح الدمار، لكن بعد مضي خمس سنوات على البناء ، عادت الحرب مرة أخرى وتسببت في حالة خراب جديدة ". من جانبها، ترى صحيفة (تورينغيشه لاندتسايتونغ) أن الحل يكمن في "القضاء وبشكل نهائي على دوامة الكراهية والانتقام" في المنطقة . أما صحيفة (شتوتغارته تسايتونغ) فاعتبرت أن حصول قطاع غزة على المساعدة اللازمة لم يكن بمساهمة إسرائيل التي لم تتلق دعوة لحضور مؤتمر القاهرة لكن ، تقول الصحيفة، المساعدات يجب أن يرافقها التأكيد على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة مشيرة إلى أن استقرار المنطقة بشكل ملموس ، رهين أيضا برفع الحصار المفروض على غزة. من جانبها، كتبت صحيفة (دي فيلت) أن العديد من الفلسطينيين عبروا عن "سخريتهم " من عقد مؤتمر إعادة إعمار غزة في العاصمة المصرية، معتبرين أن ذلك كان ممكنا لو كان موقف مصر "إيجابيا اتجاه قطاع غزة التي تم عزلها عن العالم الخارجي ". كما اهتمت الصحف بالملف الأوكراني خاصة بعد أن أمر الرئيس الروسي فلادمير بوتين جنوده بالانسحاب من الحدود الأوكرانية والعودة إلى قواعدها ، فاعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه تسايتونغ) هذا الانسحاب بمثابة "مؤشر على التهدئة " مشيرة إلى أن بوتين أوقف الانتقادات التي واجهها بخصوص تصعيد العنف في شرق أوكرانيا والذي شكل تهديدا حقيقيا للغرب . أما صحيفة (كيله ناخغيشتن ) فترى أنه ينبغي أن ينظر للأمر بتفاؤل حذر وأن من مصلحة الغرب أخذ الحيطة لأنه ، ووفق الصحيفة ، هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن حلم بوتين يكمن في ضم شرق أوكرانيا إلى روسياالجديدة. وفي بريطانيا، واصلت الصحافة المحلية اهتمامها بالحرب التي تدور رحاها بين قوات التحالف الدولي، و"الدولة الإسلامية"، التي نشرت مؤخرا شريط فيديو جديد للرهينة البريطاني جون كانتلي. وأبرزت صحيفة (الغارديان) أصداء هذا الشريط الجديد الذي يظهر فيه الصحفي البريطاني جون كانتلي، مختطفا من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ سنتين، منتقدة الغرب الذي اندفع إلى حرب لن يكون قادرا على الفوز فيها أمام الآلاف من الجهاديين المسلحين. من جهتها، تطرقت صحيفة (دايلي تلغراف) مجددا إلى الرسالة الجديدة التي بعثها تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال فيديو الرهينة البريطاني جون كانتلي الذي يعمل لدى كبريات الصحف والمجلات مثل "صنداي تايمز"، و"سون"، و"صنداي تلغراف". وذكرت الصحيفة أن الرهينة البريطاني يظهر في هذا الفيديو، وهو يؤكد أن خاطفيه ينتظرون بفارغ الصبر انتشار القوات الغربية، باعتبار أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها لا يمكنهم كسب الحرب من خلال شن غارات جوية. أما يومية (الاندبندنت) فاهتمت بمقال موقع باسم جون كانتلي الذي يدعو فيه الحكومة البريطانية إلى إجراء مناقشات مع المقاتلين الإسلاميين. وفي فرنسا، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالتطورات الأخيرة لمعركة عين العرب (كوباني) بشمال سورية، مشيرة إلى أن مقاتلي "الدولة الاسلامية" سيطروا على ثلث مساحة هذه المدينة الكردية منذ أن دخلوها قبل أسبوع. وأضافت الصحيفة أن هدف التنظيم يكمن في السيطرة على النقطة الحدودية والتمكن بالتالي من التحكم في مساحة واسعة من التراب على الحدود السورية التركية، مبرزة أن الدفاع المستميت للقوات الكردية اضطر مقاتلي التنظيم أمس الأحد إلى طلب تعزيزات من الرقة وحلب. من جهتها، سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة، الذي نظم أمس الأحد بالقاهرة بهدف جمع أربعة مليارات دولار، من أجل إعادة بناء نحو 80 الف بناية دمرت أو تضررت خلال الخمسين يوما من القصف الإسرائيلي للقطاع . وأضافت الصحيفة أن هذا المؤتمر يجب أيضا أن يهيئ الظروف المناسبة لاستئناف محتمل لمسلسل السلام الإسرائيلي الفلسطيني الذي توقف في ابريل، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انتقل إلى القاهرة من أجل التباحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول شروط استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وفي سويسرا، ذكرت صحيفة (لوتون) تحت عنوان "وعود الصناديق والدعوة إلى السلام"، أن مؤتمر القاهرة يعد الأول حول قطاع غزة بعد الهجوم الذي شن عليه في الصيف الماضي من قبل إسرائيل ، وأنه يهدف من خلال بعده المالي إلى فتح الطريق الدبلوماسي وإعادة بناء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأكد كاتب المقال أن عملية السلام وإعادة الإعمار ضرورية لأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا يعيشون تحت أنقاض المباني المهدمة. من جهتها، اهتمت صحيفة (لا تريبون دو جنيف) باتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين على آلية مؤقتة لتسريع عملية إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف الأممالمتحدة، مع ضمان أن مواد البناء هي للاستخدام المدني. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف اليومية بتوزيع الصلاحيات الوزارية للحكومة الاتحادية الجديدة لشارل ميشيل. وأكدت صحيفة (لا ليبر بيلج)، أنه من خلال استكشاف عملية اختيار تشكيلة الحكومة، "يمكننا الشعور ببعض خيبة الأمل، وحتى بعض المفاجأة". من جهتها، كتبت (لاديغنيير أور) أن الحركة الإصلاحية يمكنها اغتنام فرصة قيادة هذه الحكومة لتأكيد سلطتها. وفي روسيا، أوردت صحيفة (مغيمو جورنال ) دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة التحديات العالمية، وإبرازه أن موسكو ترفض الانزلاق نحو "أنماط بدائية" في المواجهة بين روسيا والغرب. ونقلت عن لافروف قوله إنه "بغض النظر على التصرفات غير الودية للشركاء الدوليين، ما زلنا ضد الانزلاق نحو منهج الأنماط البدائية في المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب" مشيرا في هذا الصدد الى أن روسيا "جاهزة للاستمرار في المساهمة بشكل بناء لحل المشاكل العابرة للحدود على أساس الاحترام المتبادل والمساواة". واعتبر الوزير أن بدء الأزمة الأوكرانية لم يخف التهديدات العالمية "إذ يكفي ذكر الحرب الحقيقية التي يخوضها المتطرفون في سورية والعراق، والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، والوضع في أفغانستان و الأزمات في أفريقيا، حيث ساعدنا الاتحاد الأوروبي في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وعملنا بشكل مشترك ضد القراصنة" في الصومال. من جهتها، قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إن زعيم الحكم الذاتي بالغاغوزي عضو الحكومة المولدافية ميخائيل فورموزلا، أوضح أن مولدافيا تتلقى أكثر من مليار دولار سنويا من العمال الملدافيين الذين يعملون في روسيا. و أشارت الصحيفة إلى أن هذا الجزء من سكان مالدافيا، يدعم التكامل بين بلدان الاتحاد الجمركي، مبرزة أن ميخائيل فورموزلا وعد أمس الأحد خلال لقاء مع ممثلي المولدافيين المقيمين في موسكو بالتنديد باتفاقية الشراكة بين مالدوفيا والاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (كوميرسانت) إلى أن رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس أعلن خلال نهاية الأسبوع الماضي عن تعليق المفاوضات مع زعيم جمهورية شمال قبرص التركية، درويش ايروغلو. وقالت الصحيفة إن محاولات التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة توحيد الجزيرة من المرجح أن تفشل بعد وعد أنقرة بالتدخل في تشغيل الغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية الخاصة في قبرص. وأبرزت أن تركيا تصر بأن شمال قبرص يحق له الاستفادة من جزء من هذه الاحتياطيات، لكن السلطات القبرصية ترفض هذه المطالب موضحة أن الخبراء يعتقدون أن تعليق المفاوضات سيكون في صالح الجانب اليوناني وسيضر بتركيا. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالأنشطة المخلدة لذكرى العيد الوطني الإسباني، وشد الحبل المتواصل بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كتالونيا حول استفتاء تقرير المصير المقر في 9 نونبر المقبل. وكتبت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، تحت عنوان "الإسبان احتفلوا بوحدتهم"، أن الملك فيليبي السادس ترأس أول استعراض عسكري في عهده، والذي يقام في 12 أكتوبر من كل سنة، بحضور ساكنة فخورة بوحدتها، ردا على التحدي الانفصالي الكتالوني. وأضافت اليومية، في السياق ذاته، أن رئيس الحكومة ماريانو راخوي جدد دعوته لرئيس حكومة إقليم كتالونيا ذي الحكم الذاتي، أرتور ماس، للحوار، وذلك على بعد شهر واحد من تاريخ الاستفتاء. من جهتها، أوردت (إلموندو) أن "آلاف الكتالونيين طالبوا ماس بإلغاء الاستفتاء والعمل على بناء إسبانيا موحدة ومتحدة"، مضيفة أن عددا من الأحزاب الكتالونية انتهزت الاحتفال بالعيد الوطني يوم 12 أكتوبر للاحتجاج ضد الاستفتاء ومن أجل الوحدة. وطالب المتظاهرون بالإضافة إلى ذلك، تقول اليومية، باستقالة أرتور ماس لتسببه في انقسام بين الكتالونيين حول مشروعه الاستقلالي. المنحى ذاته سارت عليه يومية (إلباييس) مشيرة إلى أن الحكومة مصرة على موقفها الرافض بشكل قاطع للاستفتاء داعية في المقابل للحوار من أجل حل هذه الأزمة. وفي السويد، انصب اهتمام الصحافة المحلية على الأحداث الأخيرة التي وقعت مؤخرا وتورطت فيها باخرة أبحاث فنلندية والأسطول الروسي، وانتشار فيروس إيبولا. وواصلت صحيفة (داغينس نيهيتر) التطرق للحادث الذي وقع في بحر البلطيق، حيث هددت سفن حربية ومروحية روسية باخرة الأبحاث الفنلندية. وقالت الصحيفة إن الباخرة الفنلندية كانت تحمل على متنها علماء سويديين من معهد الأرصاد الجوية الهيدرولوجية الذي كان يعتزم أخذ عينات من المياه بالقرب من جزيرة جوتلاند السويدية. من جهتها، أشارت صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) إلى تصريحات وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست، الذي قال إنه لم يفاجأ بالنشاط المتزايد لروسيا في بحر البلطيق. وفي بولونيا، ركزت الصحف على قرار الرئيس فلاديمير بوتين سحب قوات بلاده من الحدود مع أوكرانيا، أي أكثر من 17 ألف جندي من القوات المشاركة في المناورات العسكرية التي جرت الصيف الماضي في منطقة روستوف جنوب غرب روسيا. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (لاغازيت جوريديك) أنه ينبغي الحذر أكثر من إعلان الرئيس بوتين، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها زعيم الكرملين مثل هذا القرار . وأضافت الصحيفة أن قرار روسيا يتزامن مع اعلان رئيس أوكرانيا بيوتر بوروشينكو، عن لقاء مع نظيره الروسي يوم 17 أكتوبر الجاري في ميلانو، وذلك على هامش قمة آسيا وأوروبا. وفي نفس السياق، تساءلت صحيفة (بولسكا) عما إذا كان ذلك هو نهاية المناورات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وإذا كان الأمر حقا عودة للقوات الروسية إلى ثكناتها؟.