اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمختلف البلدان الأوروبية بقمة الكومنوولث المنعقدة بسيريلانكا والجدل حول انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد، وبإطلاق سراح أعضاء المنظمة الباسكية الانفصالية في إسبانيا وبالخسائر الناجمة عن إعصار "هايان" بالفليبين. ففي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على قمة دول مجموعة الكومنوولث التي تنعقد بسيريلانكا في ظل جدل حول انتهاكات حقوق الانسان بهذا البلد، المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم العسكري الذي شنه الجيش السيريلانكي على انفصاليين تاميل سنة 2009. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن مشاركة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في أشغال قمة الكومنوولث التي يقاطعها عدد من قادة الدول من بينها الهند وكندا وجزر موريس، بسبب رفض سلطات سيريلانكا فتح تحقيق دولي بخصوص عمليات التصفية الجسدية التي تم ارتكابها خلال المواجهات مع المتمردين التاميل. وأشارت الصحيفة إلى التزام ديفيد كاميرون بإثارة قضية حقوق الإنسان خلال مباحثاته مع المسؤولين السيريلانكيين، وكذا زيارة منطقة جافنا التي تعد منطقة عسكرية سابقة كان يسيطر عليها التاميل وشهدت معارك طاحنة بين قوات الأمن والمتمردين. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الديلي تلغراف) إلى هيمنة قضايا حقوق الإنسان بسيريلانكا على مباحثات قمة قادة ورؤساء حكومات دول الكومنوولث، والتي يتضمن جدول أعمالها أيضا بحث قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية أخرى. وأضافت أنه حرصا منه على تهدئة الأصوات المتعالية الرافضة لمشاركة المملكة المتحدة في أكثر قمم مجموعة الكومنوولث إثارة للجدل، سعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى التنديد بالجرائم الذي يشتبه في قيام الجيش السيريلانكي بها في حق التاميل، ووعد بلقاء اللاجئين التاميل، موضحة أن كاميرون يعد أول مسؤول أجنبي رفيع المستوى يزور منطق جافنا التي شهدت معارك دامية بين قوات الحكومة والمقاتلين التاميل. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (التايمز) أن الزيارة تشكل تحديا لسلطات العاصمة كولومبو التي يتهمها المجتمع الدولي بسحق ثورة للأقلية التاميلية في سنة 2009 في إطار صراع عرقي أسفر عن مقتل نحو 100 ألف شخص. وفي إسبانيا عادت الصحف، مرة أخرى، إلى تناول قرار المحكمة الوطنية الإسبانية الإفراج عن 13 عضوا في المنظمة الباسكية "الإرهابية" (إيتا) بعد حكم ستراسبورغ. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) أن المحكمة الوطنية، أعلى هيأة جنائية في إسبانيا، أفرجت أمس الخميس عن ثلاثة سجناء من منظمة (إيتا)، عقب الحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أواخر أكتوبر الماضي. وأضافت أن حكم ستراسبورغ سمح لحد الآن بالإفراج عن 24 من نشطاء هذه المنظمة الباسكية، مشيرة إلى أنه بعد إطلاق سراح تسعة سجناء الجمعة الماضي، درست المحكمة ملفات 13 آخرين سيستفيدون من هذا الحكم. ومن جهتها، أوردت صحيفة (إلموندو) أن من بين المفرج عنهم خوسيه أنطونيو لوبيس رويس، الناشط المعروف في هذه المنظمة المسلحة والملقب ب"كوباتي"، والذي كان قد اعتقل سنة 1987 وحكم بالسجن 1210 سنة. وذكرت أن من بين ما أدين به رويس قتله سنة 1986 لدولوريس غونساليس غاتاران الملقب ب"يويس" وهو زعيم سابق في المنظمة الباسكية كان أعلن توبته، مشيرة إلى غضب ضحاياها (إيتا) ومنظمات حقوق الإنسان من قرار المحكمة. وتناقلت وسائل الإعلام الإسبانية، في السياق ذاته، تصريحات وزير العدل ألبرتو رويس غالاردون الذي أكد أن قرار الإفراج مؤلم، رافضا الانتقادات الموجهة للقضاة الذين لا يقومون، بحسبه، إلا بعملهم. وفي المانيا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أبرزها متابعة التطورات في الفلبين التي اجتاحها إعصار "هايان"، والمؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي الديمقراطي في لايبزيغ وانطلاق محاكمة الرئيس الألماني السابق. وبخصوص إعصار "هايان"، أعربت الصحف عن قلقها من تطور الوضع والنقص الحاد في المواد الغذائية ومياه الشرب رغم المساعدات الدولية، مشيرة إلى حاجة الفلبين إلى جهود إغاثة مضاعفة في ظل المخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى وغزارة الأمطار في المناطق المنكوبة. وعن مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أبرزت الصحف مضامين الكلمة التي ألقاها سيغمار غابرييل، الذي انتخب مرة أخرى رئيسا للحزب، والذي أكد فيها أن تشكيل حكومة ائتلافية موسعة مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، رهين ب"الالتزام بالوعود الانتخابية". وعبرت صحيفة (مونشنر ميركور) عن اعتقادها أن موافقة 83 في المائة من أصوات المشاركين في المؤتمر لإعادة انتخاب غابرييل مؤشر على أن التحالف المحتمل مع الاتحاد المسيحي لا يحظى بشعبية قاعدة الحزب، وان على المستشارة ميركل أن "تدرك الآن أن التفاوض مع الشركاء المحتملين على صفيح ساخن ومهدد بالفشل". أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فاعتبرت أن هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات التشريعية ليوم 22 شتنبر الماضي هزت بعض الشيء أركان الحزب لتضاف إلى هزيمة انتخابات 2009 ، موضحة أن هذه الهزائم لم تأت بالصدفة، بل لارتباطها بأسباب هيكلية تعود، بحسب كلمة لغابرييل كان ألقاها أمام المؤتمر، إلى "وجود فجوة ثقافية بين الحزب والناخبين". وأبرزت الصحيفة أن الانتقادات التي وجهها غابرييل همت أفكار الحزب التي قال إنها "لم تعد تجتذب الناخبين"، مشيرة إلى أن "لا أحد لديه أي فكرة كيف يمكن التغلب على هذه الفجوة الثقافية". وركزت الصحف من جهة أخرى على انطلاق محاكمة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف في هانوفر (شمال غرب) بتهمة استغلال النفوذ والحصول على امتيازاتº باعتبارها سابقة في تاريخ ألمانيا . وكتبت (لانديستسايتونغ) أن "وولف يقاتل في المحكمة من أجل الحصول على براءته من تهمة استغلال النفوذ"، من خلال قبوله هدية قيمتها الإجمالية 700 أورو، مسجلة أنه "سيظل أسير ماضيه، خاصة وأن هذا الفصل المظلم من تاريخه أجهز على مساره السياسي وحياته الشخصية". ومن جانبها اعتبرت (ميتلبايريشه تساتونغ) أن قتالية وولف من أجل تبرئته واختياره لمحاكمة علنية "موقف يستحق الاحترام"، مشيرة إلى أن "هذه المحاكمة مهمة أيضا لتحديد أين تبدأ الرشوة في الجمهورية، ووضع معايير صارمة للسياسيين والمسؤولين بهذا الخصوص". وفي روسيا، اهتمت الصحف الروسية بالزيارة الرسمية التي قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي شويغو أمس الخميس إلى مصر. وكتبت صحيفة (كمسمولسكايا برافدا) أن الجانب المصري وصف هذه الزيارة بالتاريخية، مشيرا إلى أن القاهرة تسعى حاليا إلى تعزيز العلاقات مع موسكو، بعد انقطاع دام عشرين سنة. وتقول الصحيفة إن القضية هي حاجة مصر الماسة إلى سلاح جديد، ورغم أن الولاياتالمتحدة قدمت معدات عسكرية تقدر بمليار دولار للجيش المصري في السنوات الأخيرة، غير أن هذه الأسلحة والمعدات العسكرية قديمة، ولا تزال كمية كبيرة من المعدات العسكرية السوفياتية موجودة في مصر أيضا، وهذا وضع لا يرضي العسكريين المصريين الذين وصلوا إلى زمام السلطة الصيف الماضي. وذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن الولاياتالمتحدة كانت قد أعلنت في أكتوبر الماضي أنها ستقلص حجم مساعداتها العسكرية السنوية التي تبلغ حوالي 1,4 مليار دولار لمصر بمقدار الربع، وهذا يعني، بحسب الصحيفة، فقدان مصر لمروحيات ومقاتلات وكذلك صواريخ مضادة للدبابات كانت واشنطن قد وعدت بها. ومن جهتها، أشارت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) إلى أن روسيا ستصدر إلى مصر السلاح والمعدات العسكرية بأسعار تسهيلية جدا إن وافقت القاهرة على التوقيع على اتفاقية مع موسكو حول استخدام السفن الحربية الروسية للموانئ المصرية. ومن جهة أخرى، أشارت صحيفة (موسكوفسكي كمسموليتس) إلى دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشديد التشريعات الخاصة بالضرائب ومنحه الصلاحيات للأجهزة الأمنية للتحقيق في الجرائم المقترفة في هذا المجال، دون انتظار طلب الهيئة الفدرالية للضرائب.