شكلت الأزمة السورية وانعكاساتها على زيادة حدة الانقسامات بين السنة والشيعة، والحركة الاحتجاجية في تركيا، النزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين والأزمة الاقتصادية بالمملكة المتحدة، أبرز اهتمامات الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء. وكتبت صحيفة (الغارديان) البريطانية، أن الأزمة السورية ساهمت في تفاقم حدة الانقسامات بين السنة والشيعة ليس فقط على مستوى البلاد وإنما في مجموع منطقة الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن العديد من الجهاديين من الفريقين يتقاطرون على سوريا، مبرزة أن مقاتلين شيعة التحقوا بصفوف قوات بشار الأسد التي تدافع عن العاصمة دمشق. وكتبت (الغارديان) أن المقاتلين الشيعة يتقاطرون على دمشق لحماية مسجد السيدة زينب، في وقت تعمل جبهة النصرة (السنية) على تعزيز وتدعيم صفوفها بمقاتلين جدد. وأضافت أن أغلبية المقاتلين الشيعة يأتون من العراق، حيث بادر خطباء ودعاة شيعة على تشجيع الشباب على التوجه إلى العراق، وهي الوضعية التي تكشف بوضوح أن الحرب الطائفية في سوريا أضحت أمرا واقعا. ومن جانبها، نقلت صحيفة (الاندبندنت) عن وزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن، تحذيره لبعض القطاعات الوزارية التي ترفض التقليص من ميزانياتها، مشددا على أن هذه الوزارات قد تشهد اقتطاعات أكثر عمقا إذا لم تبادر إلى تقديم مقترحاتها بخصوص التقليص من ميزانياتها. وأشارت الصحيفة إلى أن جورج أوزبورن سيعلن خلال الأسابيع القادمة عن خطط جديد لتقليص النفقات العمومية بهدف توفير 5ر11 مليار جنيه استرليني إضافية برسم السنة المالية 2015/2016، مضيفة أن حكومة الائتلاف التي يقودها زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون نجحت في اقتطاع 5ر2 مليار جنيه استرليني فقط في ظل رفض العديد من الوزراء تطبيق مخطط أوزبورن التقشفي. وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة (الديلي تلغراف)، تحليلا حول مخطط كشف عنه حزب العمال المعارض، يقترح سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي يعتزم الحزب تنفيذها في حال فوزه بالانتخابات التشريعية المزمع إجراءها سنة 2015. واعتبرت الصحيفة أن مخطط العمال الذي يتضمن مقترحات معقولة يجب أن يوضع على محك الاختبار، كما تساءلت عن إمكانية وضع الناخبين البريطانيين ثقتهم في الحزب المعارض لتدبير الشأن العام خلال الولاية التشريعية القادمة، وخاصة في ظل انتقادهم الشديد للطريقة السيئة التي أدار بها الحزب الأزمة المالية لسنة 2008. وفي فرنسا تناقلت الصحف تأكيد وزير الخارجية الفرنسي لاستخدام غاز السارين في المواجهات الدائرة في سوريا حيث تساءلت صحيفة "ليبيراسيون" عن ما إذا كان هذا التأكيد يؤشر على أن الخط الأحمر قد تم تجاوزه في الأزمة السورية. وأضافت الصحيفة أن " لا أحد يريد أن يدخل في تحدي عسكري ضد النظام السوري وأن واشنطن أبرزت الحاجة إلى مزيد من الأدلة قبل النظر في خيارات أخرى. أما الصحافة التركية فقد خصصت اهتماماها لحركة احتجاج غير المسبوقة ضد حكومة حزب العدالة والتنمية وتأثيرها على الاقتصاد، وخاصة قطاع السياحة. وأشارت صحيفة "الوطن" إلى تصريحات نائب رئيس الوزراء بولنت ارينغ عقب اجتماع مع الرئيس التركي عبد الله غول عندما قال ان الحكومة تتعلم من أخطائها، داعيا الأتراك لوقف حركتهم . واعتبرت صحيفو "ميليت" تصريحات نائب رئيس الوزراء محاولة لاحتواء التوتر، فيما أبرزت صحيفة "ستار" اعتذار بولنت ارينج لأفراد الشعب وخاصة الذين أصيبوا في هذه الأحداث. من جهتها أوردت صحيفة " الصباح" تصريحا لرئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أكد أن الشباب التركي أعطى درسا لجميع الفاعلين السياسيين في تركيا. وفي السياق ذاته اعتبرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في السلطة لأكثر من عشر سنوات " دليلا على نجاح" تركيا ويجسد "النموذج التركي" الذي قوبل بالاعجاب في العالم العربي والغرب لكونه يعكس صورة تتوافق فيها الرأسمالية والديمقراطية مع الإسلام. وتحت عنوان "أردوغان في عزلة متزايدة على رأس تركيا" كتبت صحيفة " لوموند" أن الاحتجاجات تسمم العلاقة بين رئيس الوزراء والرئيس عبد الله جول، مشيرة إلى أن غياب رجب طيب أردوغان في جولة ببلدان المغرب العربي قد يفسح المجال أمام نائب رئيس الوزراء بولنت ارينغ والرئيس غول لاستعادة السيطرة خاصة أنهما أرسلا إشارات تدعو إلى الهدوء منذ بداية الأزمة. وأضافت " لوموند " أن غول بتأكيده أن الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات اصطف ضد رئيس الوزراء، الذي بنى خطابه على الشرعية التي استمدها من صناديق الاقتراع. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بقرار المفوضية الأوروبية فرض رسوم على الواردات من الألواح الشمسية الصينية حيث كتبت صحيفة "لافونير" أن قرار المفوضية الأوروبية يمنح " نسمة من الهواء المنعش إلى صناعة تواجه التحدي الصيني، مشيرة الى ان المفوضية الاوروبية شرعت في المواجهة مع الصين، رغم تحفظ العديد من دول الاتحاد الأوروبي وتهديدات بكين بالانتقام. واهتمت الصحف البرتغالية بالأزمة الاقتصادية في البلاد حيث اعتبرت صحيفة "سول" أنه بعد سنتين من تسلم الحكومة المنبثقة عن وسط اليمين لزمام السلطة على اثر انتخابات 5 يونيو 2011، بلغ معدل البطالة إلى مستويات قياسية (17.7 في المائة في الربع الأول من 2013)، في وقت يسيطر فيه الركود الاقتصادي وانكماش الناتج الداخلي الإجمالي. وفي إيطاليا اهتمت الصحف بتعيين رئيس الحكومة إنريكو ليتا للجنة تتكون من 35 شخصية للنظر في تعديل الدستور، حيث أبرزت صحيفة "لاستامبا" الصعوبات التي قد تواجهها هذه اللجنة خاصة وأن الأحزاب الرئيسية الممثلة في مجلس الوزراء ما زالت بعيدة عن أي شكل من أشكال الاتفاق على نموذج للإصلاحات الدستورية. وكتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا " أنه تم تمثيل كل الاتجاهات السياسية والثقافية والأيديولوجية في هذه اللجنة، بما فيها المدافعين عن الدستور الحالي . أما الصحف الألمانية فركزت اهتمامها على الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا، والأحكام الصادرة ضد أعضاء منظمات غير حكومية في مصر، والإجراءات العقابية المؤقتة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد الصين. وبخصوص الفيضانات كتبت صحيفة "هانوفر أليغماينه تسايتونغ" أن على الساسة عدم الابتعاد عن المواقع التي تشهد حالة طوارئ حاليا وتقديم كافة المساعدات الضرورية للمناطق المتضررة معتبرة أن تنقل السياسيين والاطلاع على أحوال المواطنين في أوقات الحاجة، هو أقل ما يمكن أن يقوموا به. ومن جهتها ترى "ميتلدويتشه تسايتونغ" أنه يتعين معرفة ما إذا كانت إجراءات السلامة والحماية الحالية ذات فعالية في مثل هذه الكوارث قبل حدوثها، وأثنت على العمل الكبير الذي قام به العديد من المتطوعين وعناصر من هيئة الإطفاء ووكالات الإغاثة والمساعدة الفنية، والخدمات الاجتماعية بمشاركة السكان لمواجهة الفيضانات والتخفيف من تداعياتها. وبخصوص الأحكام الصادرة ضد المنظمات غير الحكومية الأجنبية في مصر كتبت "زود دويتشه تسايتونغ" أن "الذين كانوا يأملون بعد سقوط حسني مبارك في التقارب بين المجتمع المدني والدولة، ووضع حد لجنون العظمة المصرية وتعزيز قوة القانون لنشطاء الديمقراطية، كان "يوما أسودا" مشيرة إلى أن الأحكام "رسالة واضحة إلى الغرب من حكومة جماعة الإخوان المسلمين وأيضا للمصريين ، أي أن أي شخص ملتزم بالديمقراطية، فهو خائن ومحرض على التخريب، وباختصار، خطير". ومن جانبها اعتبرت "نوين أوسنابروكه تسايتونغ" أن الأحكام القاسية "إشارة قوية " على أن كل المؤسسات المعنية التي تساعد في التطور بأرض النيل غير مرغوب فيها، كمكتب مؤسسة (كونراد اديناور) في القاهرة، الذي يعمل من أجل، تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية ودعم المجتمع المدني المحلي. واعتبرت صحيفة " فيستفاليشن ناخغيشتن" أن الأحكام "الصادمة " التي صدرت في حق مؤسسة (كونراد أديناور) الألمانية مؤشر على تراجع مستوى العلاقات بين القاهرة وبرلين، مذكرة بأن مرسي كان قد أكد خلال لقاءه بميركل على أن المؤسسة ، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له المستشارة، ستكون ضمن البروتوكول المنظم لعلاقات الثقافية بين البلدين ومنح الصفة القانونية للمؤسسة التي كانت من بين منظمات تعرضت للمداهمات الأمنية سنة 2011 فهذا العقد تضيف الصحيفة " من الواضح أنه لم يعد يساوي شيئا". وحول فرض ضريبة عقابية مؤقتة ضد الصين من قبل الاتحاد الأوروبي كتبت صحيفة "دوناوكوريير" أن المأمول من بروكسيل الآن هو التفاوض مع بكين، لأن الركود الذي تعاني منه منطقة الاتحاد الأوروبي أكبر من الصراع التجاري مع الصين الذي لا يمكن تحمله. أما صحيفة "باديش تسايتونغ" فاعتبرت أن المفوضية الأوروبية لديها الوقت الكافي بعد فرض ضريبة مؤقتة على الألواح الشمسية الصينية، من أجل تسوية النزاع قبل أن يتطور الأمر إلى حرب تجارية مشيرة إلى أن الشركات الصينية، التي تتلقى دعما سخيا من الدولة، تعتمد أسعارا لا ترحم غالبية المنافسين في السوق الأوروبية. وفي روسيا كتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا " عن قمة روسيا الاتحاد الاوروبي التي اختتمت اشغالها امس في مدينة يكاترينبورغ الروسية ،حيث تمت خلال هذه القمة مناقشة العلاقات التجارية ومسألة تأشيرات الدخول والاوضاع في المنطقة الاوروبية وسورية وغيرها من "المناطق الساخنة". وأشارت الصحيفة الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح ، أن روسيا مستعدة للدخول في حوار صريح وجوهري ،حيث تراكمت منذ لقاء دجنبرسنة 2012 العديد من المشاكل، وتسنى الاتفاق بشأن بعضها خلال زيارة مانويل باروزو الى موسكو في مارس،وتتعلق بصورة أساسية بأزمة قبرص. وقال بوتين "نحن نسمع ونتحدث دائما عن المشاكل الموجودة بيننا"، ولكنها لا تعيق العلاقات الاقتصادية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بيننا سنة 2012 بنسبة 4,1 بالمئة وبلغ 410,3 مليار دولار. أما صحيفة "فيديموستي" فتناولت اعتذار نائب رئيس الوزراء التركي ،أمس الثلاثاء أمام الشعب عن العنف الذي لجأت إليه الشرطة لقمع التظاهرات التي تجتاح البلاد منذ يوم الجمعة الماضي. صحيفة "كومرسانت "كتبت أن المحكمة المصرية حكمت على مدون شعبي بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة "التعرض لشرف وكرامة" الرئيس المصري محمد مرسي ،وتتعلق المسألة بأول حكم بالسجن في مصر على أسس انتقاد السلطة ،و في الوقت نفسه،تضيف الصحيفة ، حكم القضاء المصري على 43 موظفا في منظمات غير حكومية أجنبية بالسجن لفترات تتراوح بين سنة وخمسة سنوات .