اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء بالنقاش الدائر بين الحزب الشعبي (الحاكم) والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة) حول ميثاق الدولة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها منذ 2008٬ والإعلان عن الإبقاء على نفس حجم القوات العسكرية التركية في جنوب شرق البلاد٬ والأزمة الاقتصادية ببريطانيا والاحتفال بعيد العمال في فاتح ماي علاوة على قضايا أخرى. ففي إسبانيا٬ كتبت صحيفة (لاراثون)٬ المقربة من الحكومة٬ عن كون الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني المسؤول الأول عن الوضعية الاقتصادية الحالية للبلاد٬ يدافع اليوم عن ميثاق دولة بعد أن قاد البلاد إلى الإفلاس٬ متهمة حزب المعارضة بالسعي إلى زعزعة عمل الحكومة. وأضافت الصحيفة أن رئيس الحكومة ماريانو راخوي٬ الذي يدرك الصعوبات التي تواجه البلاد٬ ملتزم بإخراج إسبانيا من الأزمة التي تعرفها والعودة بها إلى طريق النمو الاقتصادي٬ مشيرة إلى أن الإصلاحات التي قامت بها الحكومة بدأت تؤتي نتائج إيجابية. يومية (إلموندو) كتبت أن الحزب الاشتراكي العمالي إلى جانب أرباب العمل٬ ينتقد بشدة سياسة حكومة ماريانو راخوي٬ ويطالب بوضع ميثاق دولة في هذا المجال. وأضافت أن رجال الأعمال الذين حضروا جمع مؤسسة المقاولات العائلية أعربوا عن انشغالهم بعدم قدرة الأحزاب السياسية على التوصل إلى ميثاق حول الأزمة يمكنه أن يسرع وتيرة الإصلاحات. وفي تركيا٬ اهتمت الصحف المحلية بالبلاغ الذي نشرته القيادة العليا للجيش التركي والذي أشارت فيه إلى أنها لن تقوم بسحب أو تخفيض قواتها الموجودة في جنوب شرق البلاد. وبهذا الخصوص٬ أكدت يومية (فاتان) أن الجيش التركي يرفض الاتهامات الموجهة إليه بانسحاب محتمل من جنوب شرق البلاد٬ مضيفة أنه دقائق بعدما نشرت بلاغها نشرت القيادة العليا مدرعات وجنودا في إقليم هكاري. من جانبها٬ أشارت صحيفة (هورييت ديلي نيوز) إلى أن إعلان الجيش التركي يتزامن مع إعلان المقاتلين الأكراد انسحابهم تدريجيا من تركيا بدءا من ثامن ماي المقبل. أما صحيفة (تودايز زمان) فأشارت إلى أن رئيس وزراء البلاد٬ طيب رجب أردوغان٬ أكد أن حكومته لم تقم بأي تنازل خلال المحادثات التي أجرتها مع المتمردين الأكراد٬ وقال "الحكومة لم تتاجر ولم تبرم أية صفقة سرية مع إرهابيي الحزب العمالي الكردستاني". وفي بريطانيا٬ توقفت الصحف عند تعزيز حضور الصين في إفريقيا٬ والأزمة الاقتصادية بالبلاد٬ والنزاع السوري. وقالت صحيفة (الغارديان) إن المساعدة التي تمنحها الصين إلى مشاريع التنمية بإفريقيا بلغت 48 مليار جنيه استرليني خلال العقد الأخير. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى ان هذا المبلغ يعكس الاهتمام القوي للصين بإفريقيا من أجل تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي داخل القارة٬ موضحة أن الصينيين حققوا ألف و700 مشروعا في 50 بلدا بين 2000 و2011. من جهتها٬ قالت (الاندبندنت) إن الرأي العام البريطاني فقد الثقة في مخطط التقشف الذي وضعته الحكومة٬ مشيرة إلى نتائج استطلاع رأي خلصت إلى أن 58 في المائة من البريطانيين يعتبرون أن هذا المخطط فشل ويستدعي تغيير الحكومة سنة 2015. أما (ديلي تلغراف) فأبرزت عجز الغرب عن تغيير النظام في سوريا وحماية الشعب السوري من المجازر التي ترتكب في البلاد منذ أزيد من سنتين. وأوضحت الصحيفة أن تردد الغرب في التدخل هذه البلاد ناجم من مخاوفه من تكرار تجربة الحرب في العراق ومن تأثير الأزمة الاقتصادية الدولية التي تحد من إمكانيات تحرك جيوشه٬ إضافة إلى أن "الدول الغربية لم تعد لديها رغبة في خوض أي مغامرات عسكرية". وفي ألمانيا٬ كتبت (برلينغ مورغنبوست) تحت عنوان "يوم ملكي" أن مملكة هولندا تدخل اليوم عهدا جديدا بتنصيب الملك أليكساندر بعد أن ظل 33 سنة وليا للعهد٬ ليكون أول ملك يحكم البلاد خلال 122 سنة وبالتالي فقد أصبح لهولندا وريثة للعرش جديدة تتمثل في ابنته البكر الأميرة ألماليا البالغة من العمر تسع سنوات. وأبرزت أن حفل التنصيب بأمستردام من المتوقع أن تحضره عدد هام من الشخصيات فيما سيحتفل الملايين من أفراد الشعب في الهواء الطلق في مختلف أنحاء البلاد٬ بالملابس ذات اللون البرتقالي. وحول زيارة وزيري الدفاع والداخلية الألمانية٬ على التوالي٬ توماس دي ميزير٬ وهانز-بيتر فريدريش٬ للولايات المتحدة٬ اعتبرت الصحف الألمانية أن الزيارة تستهدف موضوعين أساسيين الأول يهم تأكيد موقف ألمانيا المعارض للتدخل العسكري في سورية. وقد نقلت الصحف عن دي ميزير معارضته الواضحة للتدخل العسكري في سورية رغم الأنباء التي ترددت عن استخدام النظام السوري غازات سامة ضد معارضيه٬ معتبرا أن بالرغم من دعمه للتأثير السياسي على الأحداث في سورية لكنه لا يرى ضرورة للتدخل العسكري المعقد والمكلف. وأبرزت (شبيغل أولاين) و(برلينغ تسايتونغ) أن زيارة وزير الدفاع تهم أيضا بحث موضوع الصفقة المثيرة للجدل لاقتناء ألمانيا لطائرات أمريكية بدون طيار فائقة التكنولوجيا وذلك بعد مفاوضات طويلة أعطت على إثرها الولاياتالمتحدة موافقتها. وفي ما يتعلق بموضوع تمكين الصحافة الأجنبية من تغطية محاكمة خلية نازية متورطة في مقتل عشرة أشخاص أغلبهم أتراك٬ عادت الصحف الألمانية من جديد لتسلط الضوء على هذا الموضوع بعد أن قام الكاتب العدلي في المحكمة العليا بميونخ في جلسة سرية أمس بسحب القرعة الخاصة بالصحافيين الذين سيتم اعتمادهم لمتابعة المحاكمة. وأبرزت الصحف أنه بنظام القرعة حصلت وسائل الإعلام الأجنبية على عشرة مقاعد٬ أربعة منها مخصصة للإعلام التركي٬ وذلك قبل موعد بدء جلسات المحاكمة بأسبوع إلا أن ذلك لم يخل من انتقادات خاصة من صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه)٬ التي أبرزت أن هيئة الدفاع عن الضحايا حذرت من تأخير المحاكمة فيما أعربت أرملة الضحية اليوناني عن أسفها٬ خصوصا "أن الخلاف حول الشكليات أخذ حيزا هاما في النقاش وليس القتل ومعاناة أسر الضحايا". وفي روسيا٬ اهتمت صحيفة (كوميرسانت) باتفاق روسياواليابان٬ إثر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي إلى موسكو٬ على استئناف المفاوضات حل المشكلة المتعلقة بمطالب اليابان في أربع جزر في جنوب مجموعة جزر الكوريل الروسية. وفي هذا الشأن٬ قالت صحيفة (ازفستيا) إن قرار استئناف المفاوضات حول معاهدة الصلح يعد نتيجة رئيسية لمباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي٬ حيث كلف الزعيمان وزراءهما بالإسراع في البحث عن سبل تسوية هذه المشكلة القديمة. وركزت الصحف الإيطالية اهتمامها على الخطوط العريضة للخطاب الذي ألقاه أمس الإثنين رئيس مجلس الوزراء الجديد إنريكو ليتا أمام مجلس النواب الذي وضع ثقته في الرئيس الجديد بأغلبية واسعة. وعلقت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) بأن ليتا قدم برنامجا "طموحا جدا" مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الجديد استعمل "خطاب الحقيقة" و"برهن على شجاعة كبيرة وروح مسؤولية عالية". وفي فرنسا٬ اهتمت الصحف بالمسيرات المرتقبة للطبقة العاملة يوم غد الأربعاء بمناسبة عيد الشغل الذي سيتم الاحتفال به في فرنسا في سياق الأزمة وارتفاع نسبة البطالة. وكتبت صحيفة (ليزيكو) في مقال تحت عنوان "فاتح ماي يعكس الانقسامات النقابية في مواجهة الأزمة" أن دورة 2013 لعيد الشغل "ستعكس عودة الثنائية القطبية للمشهد النقابي٬ بالنظر لاختلاف المقاربات في مواجهة الأزمة وسياسة الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند٬ في تمديد اتفاق حول تأمين الشغل رفع من حدة التوتر بين النقابتين الكبيرتين. ومن جانبها كتبت صحيفة (لوفيغارو) المقربة من اليمين (المعارضة) أن النقابتين٬ بعد خمس سنوات من تنظيم مسيرات "موحدة" في مواجهة "العدو المشترك" نيكولا ساركوزي٬ الرئيس السابق لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية٬ انقسمتا بمناسبة عيد الشغل حيث ترغب الكنفدرالية العامة للشغل في مناهضة فرانسوا هولاند بعد سنة من التصويت لصالحه". وخصصت (ليبيراسيون) صفحتها الأولى ل"تهديد" الجبهة الوطنية٬ حزب اليمين المتطرف لمارين لوبين٬ التي اختارت خلافا لوالدها "قلب أرضية فرنسا العميقة" بهدف استغلال الانتخابات البلدية المقبلة لتحقيق نتائج أفضل". واهتمت الصحف بجزر الكناري على الخصوص بتقديم تقرير حول انعكاسات إصلاح قانون الشغل بإسبانيا على الاقتصاد الكناري ودعوة عدة نقابات محلية إلى إضراب عام في الأرخبيل. ونقلت صحيفة (كناري 7) عن رئيس مؤسسة إيدياس جيسوس كالديرا أنه إلى غاية متم السنة الجارية٬ إذا لم يكن هناك تغيير في السياسة الاقتصادية٬ فإنه سيصبح في جزر الكناري حوالي 400 ألف عاطل عن العمل لن يكون لدى النصف منهم أي نوع من التعويض عن البطالة. وحسب وزير الشغل السابق الذي قدم بتينيريفي تقريرا حول آثار إصلاح قانون الشغل على الاقتصاد الكناري٬ فإن 72,2 في المئة من العاطلين عن العمل الكناريين كانوا يستفيدون سنة 2010 من تغطية اجتماعية مقابل 59 في المئة سنة 2012٬ وهو الرقم الذي قد ينخفض إلى 50 في المئة خلال السنة الجارية.. ولتفادي هذا الوضع٬ حسب الصحيفة٬ يقترح الوزير السابق رفع حجم الاستثمارات العمومية.