أفاد مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علق المساعدات العسكرية لأوكرانيا عقب خلافه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الأيام الماضية، موضحا أن واشنطن ستركز على مسار السلام، وتتوقع من شركائها أن يلتزموا الهدف ذاته. وصرح المسؤول مساء الإثنين: "أوقفنا مساعداتنا، وسنراجعها للتأكد من أنها تدعم إيجاد حل". وتأتي هذه الخطوة في سياق انقلاب شهدته السياسة الأمريكية تجاه أوكرانياوروسيا منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، إذ تبنى مقاربة أكثر ودية تجاه موسكو. وتفاقمت التوترات عقب لقاء جمع ترامب وزيلينسكي، الجمعة، في البيت الأبيض، إذ عبر ترامب عن استيائه مما اعتبره قلة امتنان من جانب كييف للدعم الأمريكي في حربها ضد روسيا. وأثار تصريح منسوب لزيلينسكي، نقلته وكالة "أسوشيتد برس"، استياء ترامب، إذ قال فيه إن "نهاية الحرب ما زالت بعيدة"، ما دفع ترامب للرد عبر "تروث سوشيال" قائلاً: "أسوأ بيان يمكن أن يصدره زيلينسكي، ولن تتحمله أمريكا لفترة أطول!" وفي ظل الضغوط الأمريكية، أبدى نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس تفاؤلا بأن زيلينسكي سينضم في نهاية المطاف إلى العملية السلمية التي يسعى ترامب إلى إطلاقها، رغم رفض كييف لها بسبب غياب الضمانات الأمنية. وقال فانس لشبكة "فوكس نيوز": "زيلينسكي أبدى رفضا واضحا للانخراط في عملية السلام، لكنه سيصل إلى هناك في النهاية، وعليه أن يفعل ذلك". ورغم التوتر، ألمح ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق يتيح للشركات الأمريكية الاستثمار في قطاع المعادن الأوكراني، معتبرا أن هذه الصفقة قد تعوّض جزءًا من المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف منذ بداية الحرب. وعند سؤاله في البيت الأبيض عمّا إذا كانت الصفقة قد انتهت، أجاب ترامب: "لا، لا أعتقد ذلك"، مشيرًا إلى أنها لا تزال خيارًا مطروحًا. وأضاف أن تحديثًا حول الملف سيُعلن مساء الثلاثاء خلال خطابه أمام الكونغرس. وترى إدارة ترامب في هذه الصفقة وسيلة لتعويض جزء من عشرات المليارات التي خصصتها الولاياتالمتحدةلأوكرانيا، سواء عسكرية أو مالية، منذ الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات، ضمن استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم طبيعة العلاقة بين البلدين.