اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الإثنين بالتطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية٬ وبالوثائق المسربة حول المتعاملين مع الدول التي تعتبر "جنات ضريبية"٬ والأزمة السياسية والاقتصادية في إيطاليا والبرتغال. وفي بريطانيا٬ دعت صحيفة "الغارديان" منظمة الأممالمتحدة إلى متابعة الرجل القوي في بيونغ يانغ أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي٬ مؤكدة أن تهديدات نظام كوريا الشمالية بشن هجمات نووية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية يعد "جريمة ضد الانسانية". وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أنه يجب عدم أخذ هذه التهديدات "على محمل الجد بشكل كبير"٬ مشيرة من جهة أخرى إلى أن تهديدات بيونغ يانغ تكشف ثغرات المعاهدة الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية. وحسب "الغارديان"٬ فقد كان حريا بمجلس الأمن الدولي عدم الترخيص لكوريا الشمالية بالانسحاب من المعاهدة سنة 1985٬ مبرزة مختلف الخيارات الممكنة لحمل نظام بيونغ يانغ على التخلي عن برنامجها النووي. من جانبها٬ وصفت صحيفة "الديلي تلغراف" التحليلات التي تعتبر أن نظام كوريا الشمالية يشكل تهديدا حقيقيا بالنسبة للمملكة المتحدة وباقي الدول الغربية ب"السخيفة". وقالت الصحيفة إن كيم يونغ أون يقود بلدا يعاني من أزمة اقتصادية خانقة٬ مؤكدة أنه " بإمكان كيم يونغ ارتكاب أخطاء قاتلة٬ ولكن التفكير في أن بلدا يعاني من العديد من المشاكل يشكل تهديدا على المملكة المتحدة يعد مسألة سخيفة". وشددت "الديلي تلغراف" على أن أي تهديد نووي حقيقي لن يأتي إلا من إيران٬ مبرزة أن كوريا الشمالية "تمثل مشكلا٬ ولكن الواقع أن إيران هي من تشكل الخطر الحقيقي". واعتبرت الصحيفة أن الانشغال الحقيقي للدول الغربية يجب أن يركز على عودة الأنظمة الشمولية بشكل قوي٬ مشيرة إلى أن هذه الأنظمة استفادت من دروس الماضي وحققت تقدما اقتصاديا كبيرا مكنها من أن تشكل تهديدا حقيقيا لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. أما "الديلي ميرور"٬ فأشارت من جانبها إلى أن لا أحد يتمنى وقوع حرب في شبه الجزيرة الكورية٬ مؤكدة صعوبة نزع فتيل التوتر حينئذ. واعتبرت أن زعيم كوريا الشمالية٬ الذي لا يتمتع بأي تجربة في مجال السلطة وتدبير الأزمات٬ لا يملك خيارا آخر سوى المضي قدما في اتجاه التصعيد واعتماد خطاب عدائي وتحريضي على الحرب. وأشارت إلى أن كيم يونغ أون يواجه تحديا حقيقيا أمام قادة جيوشه قد يكلفه منصبه وربما حياته٬ فيما يتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضغوط من أجل تبني موقف متشدد تجاه نظام كوريا الشمالية. من جانبها٬ اختارت صحيفة "الاندبندنت" تسليط الضوء على الملف النووي الإيراني وذلك في أعقاب فشل جولة المفاوضات التي قادها الاتحاد الأوروبي مع طهران. فقد أشارت الصحيفة إلى الدعوات المتصاعدة من إسرائيل من أجل توجيه انذار خطير قبل شن هجوم عسكري على إيران٬ مشددة على أن الضربات العسكرية لا تشكل الحل الأخير من أجل حمل إيران على التخلي عن برنامجها النووي. وفي هذا الصدد٬ أكدت "الغارديان" على ضرورة ألا تسمح الدول الغربية لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بمزيد من شحن الأجواء في اتجاه التصعيد وهو ما يمكن أن يؤدي إلى شرخ عميق وانعدام الاستقرار في منطقة تعاني من تداعيات الأزمة في سوريا. وفي فرنسا٬ اعتبرت صحيفة "لو باريزيان" أن أكبر مستفيدين من فضيحة التهرب الضريبي لوزير الميزانية السابق جيروم كاهوزاك٬ هما اليسار المتطرف واليمين المتطرف. وقالت إن جبهة اليسار التي يقودها جان لوك ميلونشون تطالب بحملة تطهير واسعة وبإجراء استفتاء٬ فيما تطالب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبين بحل الجمعية الوطنية. من جانبها٬ دعت "ليبراسيون" الرئيس الفرنسي إلى القيام "بتغيير جذري في التوجه الحالي٬ بعيدا عن مطالب البعض بإجراء تعديل حكومي أو البعض الآخر بإجراء استفتاء٬ بدءا من الإصلاح الضريبي٬ المعزز بإجراءات صارمة بالنسبة للقطاع البنكي والمالي". وفي بلجيكا٬ اهتمت الصحف بالوثائق المسربة حول شخصيات ومسؤولين يملكون أسهما في شركات في "جنان ضريبية". وفي هذا السياق٬ كتبت صحيفة "لوسوار" أن أغلب شركات ترحيل الخدمات البلجيكية فلامانية٬ فيما أشارت صحيفة "لا ليبر بلجييك" إلى عزم الحكومة تغيير القانون بما يسمح بسحب رخص البنوك التي تسهل الفساد الضريبي٬ مضيفة أن الأموال التي ذهبت إلى "الجنان الضريبية" تمثل خسارة للدولة تقدر ب9 ملايير أورو كل سنة. وفي إيطاليا٬ اهتمت الصحف بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد كما تشير الأرقام التي نشرتها وزارة الشغل والتي تفيد بفقدان أزيد من مليون منصب شغل سنة 2012. وبهذا الخصوص٬ قالت "لاستامبا" إن هذه "الأرقام تدق ناقوس الخطر" وتظهر المشاكل التي أنتجها الوضع المتأزم الذي تمر منه البلاد منذ ستة أشهر بسبب الخلافات بين الفرقاء السياسيين. واعتبرت أن البلاد في حاجة إلى "علاج بالصدمة٬ وتدابير استعجالية من أجل إعادة التنمية والتشغيل إلى صدارة أولويات كل الفاعلين المعنيين". بدورها٬ دعت صحيفة "لا ريبوبليكا" إلى ضرورة وضع "الشغل في صلب الاستراتيجيات السياسية وإعطاء الأفضلية للمقاولات التي تستثمر في البلاد"٬ مؤكدة أن شبه الجزيرة الإيطالية تمر بمرحلة حرجة "بالنظر إلى كون المؤسسات المعنية بإيجاد بدائل لفقدان مناصب الشغل عاجزة عن أداء أدوارها". وفي البرتغال٬ أفادت صحيفة "ديارو دي نوتيسياس" بأن رئيس الحكومة٬ بيدرو باسوس كويلو٬ اتهم المحكمة الدستورية "بدفع البلاد نحو مزيد من الهشاشة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي وذلك برفضها لمجموعة من إجراءات التقشف التي وردت في مشروع قانون ميزانية الدولة لهذه السنة والتي أوصى بها المانحون". من جانبها٬ أبرزت صحيفة "جورنال دي نيغوسياس" الآثار الوخيمة لقرار المحكمة الدستورية على البلاد٬ مشيرة إلى أن موقف البلاد أمام دائنيها صار أكثر ضعفا. أما صحيفة "ديارو إيكونوميكو" فأشارت إلى أن رئيس الحكومة طلب من رئيس البلاد إشراك الحزب الاشتراكي في المشاورات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الاقتطاعات الجديدة من النفقات العمومية. وفي إسبانيا٬ ركزت الصحف المحلية على تدابير التقشف التي أعلن عنها البرتغال أمس الأحد حتى لا يضطر لطلب خطة إنقاذ ثانية لاقتصادها٬ بعد صدور حكم المحكمة الدستورية البرتغالية. وفي هذا الصدد كتبت يومية "أ بي سي" أن "البرتغال تبنى مزيدا من الاقتطاعات في الميزانية حتى لا يضطر إلى طلب خطة ثانية للإنقاذ"٬ مشيرة إلى أن الوزير الأول البرتغالي٬ بيدرو باسوس كويلو٬ أعلن أمس الأحد عن تخفيضات جديدة في الميزانية مستبعدا أي زيادات أخرى في الضرائب. وأضافت اليومية الإسبانية أن "كويلو سيحاول٬ وبأي ثمن٬ تفادي خطة إنقاذ ثانية" لبلاده في إشارة إلى خطاب المسؤول البرتغالي بعد قرار المحكمة الدستورية البرتغالية رفض تدابير تقشفية عدة في ميزانية الدولة لسنة 2013. من جانبها٬ أوضحت صحيفة "إل باييس"٬ التي نقلت أيضا تصريحات المحافظ باسوس كويلو٬ أن هذا الأخير أكد أنه سيتخذ جملة من التدابير بخفض "العجز" في الإنفاق العمومي بالبلاد بعد قرار المحكمة٬ وذلك من خلال اقتطاعات في الميزانيات المخصصة للتعليم والنقل والصحة العمومية والضمان الاجتماعي. أما يومية "إل موندو"٬ فنشرت مقابلة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون٬ بمناسبة زيارته الرسمية إلى إسبانيا في إطار جولة أوروبية ستقوده٬ أيضا٬ الى كل من ألمانيا وفرنسا. وفي جزر الكناري٬ اهتمت الصحف المحلية بالأزمة في البرتغال٬ ونقلت صحيفة "كنارياس 7" عن رئيس الحكومة البرتغالية قوله إن الإجراءات التي سيتم اتخاذها للتقليص من النفقات العمومية في قطاعات التعليم والصحة والتضامن الاجتماعي تهدف إلى مواجهة الخلل الناجم عن رفض إجراءات مخطط التقشف من طرف المحكمة الدستورية. من جانبها٬ توقفت صحيفة "لابروفينسيا" عند اجتماع اللجنة الدائمة للتحالف الكناري٬ مشيرة إلى أن الهدف من هذا الاجتماع هو تحليل عمل حكومة الأرخبيل التي يقودها بولينو ريفيرو. وفي تركيا٬ اهتمت الصحف المحلية بالمباحثات التي أجراها كاتب الدولة الأمريكي جون كيري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان٬ ووزير الخارجية٬ أحمد داوود أغلو. وقالت صحيفة "ميلييت" إن الدبلوماسي الأمريكي وخلال ثاني زيارة له لتركيا في شهر واحد٬ دعا أنقرة إلى إقناع حركة حماس بالاعتراف بدولة إسرائيل٬ مضيفة أن كيري أبرز أهمية العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والدولة العبرية في إطار مسلسل السلام في الشرق الأوسط. من جهتها٬ عادت صحيفة "حورييت" عند تصريحات الدبلوماسي الأمريكي بخصوص الأزمة السورية٬ موضحة أن كيري يتوقع "تطورات ملموسة" خلال الأسابيع المقبلة في تجاه "انتقال سريع وأقل عنفا". أما صحيفتا "تركيا" و"الصباح"٬ فأبرزتا إشادة المسؤول الأمريكي خلال هذه الزيارة بجهود الحكومة التركية من أجل طي صفحة النزاع الكردي بصفة نهائية٬ وهو النزاع الذي أودى بحياة أزيد من 45 ألف قتيل. وفي ألمانيا٬ أبرزت الصحف الانتقادات التي وجهتها المستشارة أنغيلا ميركل أمس أمام ضيفها الرئيس بوتين في كلمة ألقتها بعد افتتاح المعرض الصناعي بهانوفر٬ حول التضييق الذي تمارسه سلطات موسكو على أنشطة جمعيات المجتمع المدني. ونقلت الصحف عن ميركل دعوتها لروسيا إلى تكريس مزيد من الديمقراطية في التعامل مع المنظمات غير الحكومية والجمعيات المتعددة واعتبارها قاطرة للابتكار كما هو الشأن في ألمانيا. وتناولت الصحف٬ من جهة أخرى٬ الاستفزازات المتواصلة لكوريا الشمالية وما صرحت به سلطات كوريا الجنوبية حول استعدادها لهذه الاستفزازات٬ رغم عدم رصدها حتى الآن لأي بوادر تشير إلى حدوث مواجهة٬ وتأكيدها على أنه في حال إقدام بيونغ يانغ على حرب جزئية٬ فعليها أن تتحمل خسائر مضاعفة من سيول التي تلتزم بسياسة هادئة. وأشارت "برلينغ أليغماينه" إلى أن واشنطن أجلت تجربة صاروخ نووي باليستي واجتماعا عسكريا كان مقررا في منتصف أبريل الجاري مع حليفتها سيول٬ بناء على طلب من كوريا الجنوبية التي تتوقع قيام بيونغ يانغ بمزيد من التجارب النووية. واهتمت الصحف أيضا بما يجري على الساحة العربية خاصة في سورية التي تفاقمت فيها الأوضاع بسبب مواصلة المواجهات الدامية بين المعارضة وجيش النظام٬ وفي مصر إثر المواجهات بين المسلمين والأقباط والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.