اهتمت الصحف الأوروبية٬ الصادرة اليوم السبت٬ بالخصوص بíœ"الأوفشور ليكس" أو ما يعرف بقضية التهرب الضريبي العالمي٬ وخطف أربعة صحافيين إيطاليين في شمال سورية٬ والزلزال السياسي الذي تسببت فيه قضية كاهوزاك٬ وزير الميزانية الفرنسي الذي كذب حول امتلاكه حسابا بنكيا في سويسرا. فقد واصلت الصحف البلجيكية اهتمامها بقضية "الأوفشور ليكس"٬ التي كشفتها الصحافة والتي أظهرت أن مليوني ملف سري تتضمن معطيات عن شركات في العديد من " الجنات ضريبية". وبالنسبة لافتتاحية جريدة (سوار)٬ فإنه في اقتصاد كوني حيث تتحدى المعلوميات الزمان والفضاء٬ فإن ملاحقة التهرب الضريبي٬ والتبييض والهندسة التي تجعل منه أمرا ممكنا٬ لا يمكن أن تتم إلا على مستوى أوروبا٬ وهذا مع تقاسم الوسائل والمعلومات وخلق انسجام بين المالية والتشريعات. واعتبرت الصحيفة أن "المبالغ المعنية تكفي لتبرير المجهود. وإلا فإنه خلال الانتخابات المقبلة٬ فإنه من الممكن أن تعيش النخب انهيارا انتخابيا". وكتبت (لافونير) أنه في الواقع الميداني لا يبدو أن (الأوفشور ليكس) سيسقط المتخصصين من مقاعدهم ولكنها تشكل في مجال المالية برهنة رائعة عن ثورة القيم التي نشهدها منذ عشرة سنوات٬ وخاصة منذ 2009 - 2010". وفي إيطاليا٬ استأثر باهتمام الصحافة المحلية خبر خطف أربعة صحافيين إيطاليين في شمال سورية. ففي غياب أي إعلان عن المسؤولية٬ تساءلت يومية (لاستامبا) ما إذا كان منفذو عملية الخطف٬ الذي يعود إلى ليلة الخميس الجمعة٬ كان دافعهم المطالبة بفدية أو ما إذا كان ارتكابهم هذه الجريمة هو بدافع شكهم المفترض في عملية تجسس. واعتبرت الصحيفة أنه مهما كان الأمر٬ فإن "ظروف الخطف تبقى لحد الآن غير واضحة تماما والوضعية حرجة"٬ موضحة أن "الصحافيين الإيطاليين دخلوا إلى سورية انطلاقا من تركيا من أجل الحصول على وثائق مصورة لبرنامج (التاريخ هو نحن)". وحسب (لاريبوبليكا)٬ فإن الصحافيين الأربعة قد يكونوا "اعتقلوا على يد مجموعة متمردة معادية للأسد (جبهة النصرة)٬ وهو الفصيل الإسلامي الأكثر راديكالية٬ الذي يعتبره المحللون التنظيم المحلي للقاعدة". ولاحظت (كورييري ديلا سيرا)٬ من جهتها٬ أنه اعتبارا لأنه "لم يعد للدبلوماسية الإيطالية أي تمثيل في دمشق ولم يعد للمصالح السرية الإيطالية أي هامش كبير للعمل٬ فإن وساطة بعض النشطاء السوريين الذين يعيشون منذ زمن في إيطاليا غدت ثمينة". وفي تعليق على النداء للتحفظ الذي وجهه وزير الشؤون الخارجية الإيطالي٬ الذي أكد خبر الخطف بعد 24 ساعة من وقوعه٬ أكدت الصحيفة أن "الخطر أكيد اعتبارا لأن الغربيين أضحوا بضاعة ثمينة بالنسبة للمجموعات المتطرفة وأنه ينبغي العمل بشكل لا يرفع من حدة التوتر". وفي فرنسا٬ ما زال الزلزال السياسي في قضية كاهوزاك وزير الميزانية الذي لم يقل الحقيقة في ما يتعلق بحيازته حسابا بنكيا في سويسرا ٬ يتصدر عناوين الصحف الأولى. فقد وعدت لوفيغارو (مقربة من اليمين٬ معارضة) بíœ"شهر ماي ساخن" بالنسبة للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند. وأضافت الصحيفة أن جان لوك ميلونشون الرئيس بالتشارك لجبهة اليسار (يسار جذري) دعا إلى مسيرة مواطنة في 5 ماي القادم من أجل "حملة تنظيف حقيقية". وعلقت ليبيراسيون (مقربة من اليسار٬ موالاة)٬ من جهتها٬ هذا الطموح لدى ميلونشون إلى "تصفية المناخ السياسي" بعد "حملة تنظيف"٬ موضحة أن "القائمة الطويلة من المهام تفرض قرارات قوية٬ وليس مجرد قرارات استعلائية"٬ أي بمعنى أفعالا وليس أقوالا. وأضافت الصحيفة أن "الجمهورية السادسة٬ التي يتمناها زعيم جبهة اليسار لا مفر منها٬ ولكن إعادة تأسيس الحياة السياسية هذه ليست في ملكه. هي قضية الجميع ولن تتم في مواجهة شعب تتملكه رغبات ضد النخب". أما الصحف الإسبانية فكرست عناوينها لتظاهر نشطاء أمام مقر سكن المسؤولة الحكومية والنائبة عن الحزب الشعبي (الحاكم) احتجاجا على طرد ملاك المساكن العاجزين عن سداد قروض عقاراتهم. فتحت عنوان "حتى تتذكر سورا كل يوم"٬ كتبت صحيفة (إلموندو) أن نحو 200 شخص تظاهروا أمس الجمعة أمام منزل نائبة رئيس الحكومة الإسبانية٬ سورايا ساينث دي سانتاماريا في مدريد٬ مشيرة إلى أن المشاركين في هذا الاحتجاج أمام مسكن الشخصية الثانية في الحكومة الإسبانية "طالبوا بتغيير قانون الرهن العقاري" بإسبانيا٬ متهمين سانتاماريا ب"التواطؤ مع الدكتاتورية المالية". من جانبها كتبت (لاراثون)٬ التي نشرت صورا للمظاهرة التي نظمت أمام منزل نائبة رئيس الحكومة٬ أن نحو 150 من المتضررين من قرارات الإفراغ قطعوا المسافة الفاصلة بين ساحة مانويل بيسيرا ومنزل دي سانتاماريا٬ الذي كان محميا من قبل قوات الأمن. أما صحيفة (إلباييس) فأشارت من جهتها إلى أن نائبة رئيس الحكومة "عانت من الاحتجاجات التي تنظمها جمعيات ضحايا الطرد" والإفراغ من المساكن بسبب مشكل الرهون العقارية. وفي بريطانيا٬ سلطت الصحف الضوء على التهديدات الكورية الشمالية٬ حيث ركزت وسائل الإعلام على إعلان سلطات بيونغ يانغ عدم عزمها ضمان سلامة وأمن الدبلوماسيين الأجانب بعد تاريخ عاشر أبريل الجاري. وكتبت صحيفة (الديلي اكسبريس) في مقال بعنوان "تهديد نووي جدي أكثر من أي وقت مضى"٬ أن التصريحات الصادرة عن السلطات الكورية الشمالية تشكل مصدر انشغال كبير بالنسبة لعواصم الدول الغربية. وأضافت الصحيفة أنه يتعين على الدول الغربية أن تأخذ تهديدات نظام بيونغ يانغ على محمل الجد٬ مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بتصريحات جوفاء. وأبرزت (الديلي اكسبريس) أن "الوضع الراهن يعد نتيجة لسياسة نظام أخرق يمتلك أسلحة نووية"٬ مشيرة إلى أن لا أحد بإمكانه التنبؤ بنهاية التصعيد الحالي. وعلى العكس من ذلك٬ لاحظت صحيفة (الغارديان) أن نظام كوريا الشمالية يسعى من خلال تهديدات الجديدة وشحن الأجواء إلى ممارسة ضغط إضافي على الدول الغربية فقط. وشددت الصحيفة٬ انطلاقا من تحليلها لتصريحات لكوريين شماليين هربوا من البلاد في اتجاه الجارة الجنوبية٬ على أن قيادة بيونغ يانغ تسعى إلى ممارسة ضغوط على واشنطن من أجل بدء مفاوضات بخصوص الحصول على مساعدات وإبرام اتفاق سلام. ومن جانبها٬ اعتبرت صحيفة (التايمز) أنه ليس هناك أي داع للتوتر والارتباك بعد تصريحات كوريا الشمالية٬ مشيرة إلى أن " الرئيس كيم يونغ أون وضباطه ليسوا حمقى". وأبرزت الصحيفة أن قائد كوريا الشمالية الشاب يسعى فقط إلى حصول على بعض الاحترام و"التقدير" من لدن شعبه وقيادته العسكرية. أما صحف البرتغال فقد انشغلت بموضوع آخر هو رفض المحكمة الدستورية البرتغالية لعدة إجراءات تقشفية نصت عليها ميزانية الدولة في 2013 وتأثير هذا القرار على أهداف الميزانية التي حددتها الحكومة ودائنيها الدوليين. فتحت عنوان "الحكومة في حالة صدمة بعد رفض المحكمة الدستورية للميزانية"٬ كتبت (بوبليكو) أن المحكمة العليا نقضت أربعة إجراءات وردت في ميزانية 2013 معيدة النظر في حوالي 3ر1 مليار أورو من الأموال المدخرة ما يجعل الحكومة في أزمة٬ مضيفة أن الحزب الاجتماعي الديموقراطي (الحاكم) أعرب عن استغرابه وانشغاله الشديد بهذا القرار٬ مع التحذير من تأثير هذا الحكم٬ الذي لا يمكن استئنافه٬ على إنجاز أهداف إنعاش الميزانية. وأضافت الجريدة أن حكومة الوسط ستكون مدعوة إلى إيجاد بديل لموازنة المبلغ المعادل للإجراءات المرفوضة٬ في حين تحدثت (إكسبريسو) عن "مهمة مستحيلة" بالنسبة للحكومة لأن هذا الحكم يعقد بشكل كبير تحقيق هدفها بخفض العجز العمومي من 5ر5 في المائة من الناتج الداخلي الخام في نهاية السنة٬ كما أنه التزم بتقليص النفقات العمومية بأربعة ملايير أورو من الآن إلى غاية 2015. وقال (جورنال دو نوتيسياس)٬ من جهته٬ إنه في مواجهة الوضع٬ تمت الدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الوزراء اليوم السبت من أجل تحليل فحوى وتداعيات حكم المحكمة الدستورية٬ مشيرا إلى أنه يمكن أن يتم إجراء تعديل وزاري واسع. وأضافت الصحيفة أنه تم طرح عدة سيناريوهات هذا الاسبوع في انتظار قرار المحكمة خاصة الاستقالة المحتملة للحكومة٬ ولكن وفق مصادر حكومية٬ فإنه من غير المحتمل أن يتحقق مثل هذا السيناريو وأن يقدم الوزير الأول بيدرو باسوس كويلهو عليها في أعقاب قرار المحكمة. وفي موسكو أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن قوة "بلاكسيفور" تبدأ مناورات في البحر الأسود٬ حيث غادرت سفينة الإنزال "نوفوشركسك" قاعدة الأسطول الحربي الروسي العامل في البحر الأسود في سيفاستوبول٬ متوجهة إلى ميناء فارنا البلغاري لتنضم هناك إلى وحدات بحرية أجنبية تشارك في مناورات تنفذها قوة "بلاكسيفور" بقيادة تركيا. وأوضحت الصحيفة إلى أن قوة "بلاكسيفور" أنشأتها بلغاريا وجورجيا وروسيا ورومانيا وتركيا وأوكرانيا في عام 2001 لتساهم في جهود حفظ الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأسود. ومن جانبها ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء قيامه بزيارة إلى العاصمة التركمانية عشق اباد٬ قال إن الرئيس التركماني لن يسمح بانتقاص حقوق أشخاص يحملون الجنسية المزدوجة الروسية التركمانية. وأوضحت الصحيفة أن السلطات التركمانية تطالب المواطنين الذين نالوا الجنسية الروسية في وقت سابق بأن يتخلوا عن الجنسية المزدوجة ويختاروا الجنسية التركمانية فقط أو الروسية قبل الíœ10 من يونيو٬ مشيرة إلى أن " أن حوالي 55 ألف شخص من سكان تركمانيا يحملون الجنسية المزدوجة ".